شرح قصيدة (يا دجلة الخير)
شرح قصيدة يا دجلة الخير
فيما يأتي شرح قصيدة يا دجلة الخير:
قال الجواهري:
حَيّيتُ سفحَكِ عن بُعْدٍ فحَيِّيني
يا دجلةَ الخيرِ، يا أُمَّ البستاتينِ
حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به
لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
يا دجلةَ الخيرِ يا نبعاً أفارقُهُ
على الكراهةِ بين الحِينِ والحين
إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةَ
نَبْعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
يأتي الشاعر في بداية قصيدته بالسلام على دجلة وهو النهر الذي يتُعرف به العراق ، ويخبره أن لو جاب الأرض كلها فلن يقدر أن يرتوي إلا منه وحده، وهو الذي تلوم الحمامات البيض به ولا غنى لأي مخلوق عنه.
وأنتَ يا قارَباً تَلْوي الرياحُ بهِ
لَيَّ النسائمِ أطرافَ الأفانين
ودِدتُ ذاك الشِراعَ الرخص لو كفني
يُحاكُ منه غَداةَ البَين يَطويني
يا دجلةَ الخيرِ: قد هانت مطامحُنا
حتى لأدنى طِماحِ غيرُ مضمون
أتَضمنينَ مَقيلاً لي سَواسِيةً
بين الحشائشِ أو بين الرياحين؟
خِلْواً مِن الـهمِّ إلاّ همَّ خافقةٍ
بينَ الجوانحِ أعنيها وتَعنيني
تَهُزُّني فأُجاريها فتدفعُني
كالريح تُعجِل في دفع الطواحين
يلمح الشاعر قاربًا من نهر دجلة ويبدأ بالحديث معه، فهو يتمنى لو كان شراعه كفنًا له وتهون المطامح لديه حتى إنّ أدناها غير مضمون التحقق مثل أن يجلس في بستان هادئ خاليًا من الهم بين الرياحين.
يا دجلةَ الخيرِ: يا أطيافَ ساحرةٍ
يا خمرَ خابيةٍ في ظلِّ عُرْجون
يا سكتةَ الموتِ، يا إعصارَ زوبعةٍ
يا خنجرَ الغدرِ، يا أغصانَ زيتون
يا أُم بغدادَ، من ظَرفٍ، ومن غَنَجٍ
مشى التبغددُ حتى في الدهاقين
يا أمَّ تلك التي من «ألفِ ليلتِها»
للآنَ يعبِق عِطرٌ في التلاحين
يا مُستَجمَ «النُّوُاسيِّ» الذي لبِستْ
به الحضارةُ ثوباً وشيَ «هارون»
يُطلق الشاعر الغزل على نهر دجلة فهو الذي يمر في العراق كلها وهو أم العراق فكل شيء نبت منه، وهي أم المتناقضات كلها فهي الموت والحياة والجنة والنار والغدر والوفاء، وهي أمّ الليالي الهانئة اللطيفة وهي مهد الخلافة العباسية.
شرح المفردات في قصيدة يا دجلة الخير
وردت في القصيدة مجموعة من المفردات التي لا بدّ من شرحها وهي كالآتي:المفردة | المعنى |
سفحَكِ | المكان في الجبل الذي يسفح الماء فيه. |
ألوذُ | أي يذهب ويأوي في ذلك المكان. |
الأفانين | أي الأغصان التي تلتف حول بعضها البعض. |
البَين | أي البعد والفراق. |
الصور الفنية في قصيدة يا دجلة الخير
وردت في القصيدة مجموعة من الصور الفنية الجميلة وهي كالآتي:
- حَيّيتُ سفحَكِ
جعل السفح مثل الإنسان الذي تُلقى عليه التحية، استعارة مكنية حذف المشبه به وأبقي على شيء من لوازمه.
- وأنتَ يا قارَباً
يتوجه بالحديث إلى القارب مثل الإنسان، استعارة مكنية حذف المشبه به وأبقي على شيء من لوازمه.
- حييتُ سفحَك ظمآناً ألوذُ به لوذَ الحمائمِ بين الماءِ والطين
تشبيه تمثيلي ، حيث أبقي على المشبه والمشبه به ووجه الشبه وحذفت أداة التشبيه.