شرح قصيدة (أيها القائمون بالأمر فينا)
نص قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا
تعتبر قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا إحدى أهم قصائد الشاعر المصري حافظ إبراهيم، وفيما يلي نص أبياتها:
أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا
- هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
خَفِّضوا جَيشَكُم وَناموا هَنيئا
- وَاِبتَغوا صَيدَكُم وَجوبوا البِلادا
وَإِذا أَعوَزَتكُمُ ذاتُ طَوقٍ
- بَينَ تِلكَ الرُبا فَصيدوا العِبادا
إِنَّما نَحنُ وَالحَمامُ سَواءٌ
- لَم تُغادِر أَطواقُنا الأَجيادا
لا تَظُنّوا بِنا العُقوقَ وَلَكِن
- أَرشِدونا إِذا ضَلِلنا الرَشادا
لا تُقيدوا مِن أُمَّةٍ بِقَتيلٍ
- صادَتِ الشَمسُ نَفسَهُ حينَ صادا
جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم
- ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ
- أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنَنتُم بِعَفوٍ
- أَنُفوساً أَصَبتُمُ أَم جَمادا
لَيتَ شِعري أَتِلكَ مَحكَمَةُ التَف
- تيشِ عادَت أَم عَهدُ نيرونَ عادا
كَيفَ يَحلو مِنَ القَوِيِّ التَشَفّي
- مِن ضَعيفٍ أَلقى إِلَيهِ القِيادا
إِنَّها مُثلَةٌ تَشُفُّ عَن الغَيـ
- ـظِ وَلَسنا لِغَيظِكُم أَندادا
أَكرِمونا بِأَرضِنا حَيثُ كُنتُم
- إِنَّما يُكرِمُ الجَوادُ الجَوادا
إِنَّ عِشرينَ حِجَّةً بَعدَ خَمسٍ
- عَلَّمَتنا السُكونَ مَهما تَمادى
أُمَّةُ النيلِ أَكبَرَت أَن تُعادي
- مَن رَماها وَأَشفَقَت أَن تُعادى
لَيسَ فيها إِلّا كَلامٌ وَإِلّا
- حَسرَةٌ بَعدَ حَسرَةٍ تَتَهادى
أَيُّها المُدَّعي العُمومِيُّ مَهلاً
- بَعضَ هَذا فَقَد بَلَغتَ المُرادا
قَد ضَمِنّا لَكَ القَضاءَ بِمِصرٍ
- وَضَمِنّا لِنَجلِكَ الإِسعادا
فَإِذا ما جَلَستَ لِلحُكمِ فَاِذكُر
- عَهدَ مِصرٍ فَقَد شَفَيتَ الفُؤادا
لا جَرى النيلُ في نَواحيكِ يا مِصـ
- ـرُ وَلا جادَكِ الحَيا حَيثُ جادا
أَنتِ أَنبَتِّ ذَلِكَ النَبتَ يا مِصـ
- ـرُ فَأَضحى عَلَيكِ شَوكاً قَتادا
أَنتِ أَنبَتِّ ناعِقاً قامَ بِالأَمـ
- ـسِ فَأَدمى القُلوبَ وَالأَكبادا
إيهِ يا مِدرَةَ القَضاءِ وَيا مَن
- سادَ في غَفلَةِ الزَمانِ وَشادا
أَنتَ جَلّادُنا فَلا تَنسَ أَنّا
- قَد لَبِسنا عَلى يَدَيكَ الحِدادا
الأفكار الرئيسة في قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا
تحتوي القصيدة على العديد من الأفكار الواضحة والتي نوجزها على النحو الآتي:
- تدور الفكرة العامة للقصيدة حول (حادثة دنشواي) حيثُ قام المحتل بنصب المشانق وإعدام أربعة من رجال القرية على مرأى ومسمع من الأهالي.
- الاستعمار والسخرية من الاستعمار ومن ضعف العباد، وإظهارهم الولاء لهم.
- فكرة عدم إظهار العقوق للمستعمرين ولكنهم قد يُضلون ويحتاجون بعد الضلال إلى النصح والهداية.
- قتل المستعمرين للناس في حال عدم قدرتهم على العفو عنهم، وأن المستعمر يشبه محكمة التفتيش أو الإمبراطور نيرون.
- إكرام الناس في موطنهم ووصفه للمستعمر بالكرم، من باب التهكم والسخرية.
- التحدُّث عن خيرات مصر التي عادت بالمصائب عليها.
معاني مفردات أيها القائمون بالأمر فينا
تعتبر قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا إحدى القصائد السهلة ذات المعاني الواضحة، ولكن هنالك بعض المفردات التي قد يصعُب على القارئ فهمها، وهي على النحو التالي:
المفردة | معنى المفردة |
أعوزتكم | عزّ فلم يوجد. |
الرُبا | جمع ربوة، وهو ما ارتفع عن الأرض بين سهلين نهريين. |
أطواق | جمعُ طوق وهو ما يُلبس في الرقبة. |
الأجياد | جمع جيد وهي العنق الطويلة. |
العقوق | النكران والقطيعة. |
الرشاد | الطريق السوي. |
ضننتم | بخلتم. |
التشفي | الشماتة. |
القياد | ما تقاد به الدواب من حبال. |
مثلة | التنكيل والعقوبة. |
الغيظ | أشد أنواع الغضب. |
أنداد | خصوم. |
أكبرت | عظمت وجسمت. |
تتهادى | تسعى إلى ما فيه الخير. |
نجلك | ولدك ونسلك. |
قتادا | الشيء الذي لا ينال إلا بالمشقة. |
ناعق | صائح أو ناعب. |
شادَ | بنا ورفعَ. |
شرح قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا
نقدم لكم فيما يلي شرحًا مبسطًا لقصيدة أيها القائمون بالأمر فينا:
شرح البيت 1-4
يخاطب الشاعر المستعمرين ويسألهم إن كانوا نسوا ولاءهم وحبهم لهم، ويطلب منهم أن يقلصوا عدد جيوشهم وأن يناموا هانئين، ويطوفوا في البلاد يصيدون الحمائم، وإن نفقت الحمائم فإن لهم في العباد صيدًا فالعباد والحمام واحد.
شرح الأبيات من 5-8
يخاطب الشاعر المستعمرين مجددا ويطمئنهم بأنهم ليسوا بأصحاب عقوق، ولكن قد يضلون ويحتاجون إلى الرشاد، ويتحدث الشاعر عن تصرفاتهم التي تبدو ضعف تصرفات الجاهلين، ولكن بالقتل والشدة ويطلب منهم أن يقتلوا الناس إن لم يتمكنوا من العفو عليهم سواءٌ أكان قصاص أم كيد.
شرح الأبيات من 9-12
يكرر الشاعر الطلب منهم بأن يقتلوهم في حال لم يستطيعوا العفو عنهم، سواءٌ أكانوا نفوسًا حية أو جمادات، ويتساءل الشاعر إن كانوا محكمةً للتفتيش أم أن عهد نيرون قد عاد، ونيرون هو آخر إمبراطور في الإمبراطورية الرومانية، وقد عُرف عنه التهور والاستبداد، ويتساءل الشاعر كيف لإنسان قوي أن يشمت بضعيف، كما أنهم لا يملكون الغيظ لهم.
شرح الأبيات من 13-16
يطلب الشاعر منهم باستهزاء أن يكرموهم في أرضهم فالكريم يكرم الكريم، خاصة وأنّ المكوث الطويل للمستعمرين علم الشعب السكون مهما وصل بهم الظلم، فأمة النيل وهم أهل مصر لا يستطيعون مُعاداة أحد وتُشفقُ من معاداتها، ولا شيء فيها إلا الكلام والحسرة.
شرح الأبيات من 17-20
يخاطب الشاعر هنا الضباط بأن يتمهلوا فقد حققوا مأربهم وما يبتغون كما أن حكمهم في مصر بات مضمونًا، له ولأبنائه من بعد كما يطلب منه عند جلوسه للحكم أن يذكر أمجاد مصر وعهدها التي شفا فؤادها، ويختم الشاعر هذه الأبيات بتحسره على مصر.
شرح الأبيات من 21-24
يختم الشاعر قصيدته بالحديث عن خيرات مصر التي أصبحت وبالًا عليها، كما يقول أن الناعق الظالم نبت من أرض مصر وأنهك القلوب والأكباد، ويوجه الخطاب للمستعمر الذي ساد في أوطانهم، فهو الجلاد الظالم الذي ألبسهم ثوب الحداد.
الصور الفنية في قصيدة أيها القائمون بالأمر فينا
وردت في القصيدة العديد من الصور الفنية الجميلة، نقدم لكم منها ما يأتي:
- أَيُّها القائِمونَ بِالأَمرِ فينا
- هَل نَسَيتُم وَلاءَنا وَالوِدادا
- يوجد في هذا البيت نداء والغرض منه التوبيخ والتهكم، وكذلك في البيت الثاني.
- جاءَ جُهّالُنا بِأَمرٍ وَجِئتُم
- ضِعفَ ضِعفَيهِ قَسوَةً وَاِشتِدادا
- يوجد في هذا البيت إنكار وهو من باب التحقير.
- أَحسِنوا القَتلَ إِن ضَنِنتُم بِعَفوٍ
- أَقِصاصاً أَرَدتُمُ أَم كِيادا
- يوجد في هذا البيت إيجاز، وهو إيجاز بحذف جواب الشرط والتقدير إن ضننتم بعفوٍ فأحسنوا القتل.
- الموسيقى الداخلية لأبيات القصيدة كافّة:
- نبعت الموسيقى الداخلية للقصيدة من التناسق بين الحروف وإيقاع الجمل والكلمات.
- شيوع أساليب الإنشاء في القصيدة
- شاعت في القصيدة مثل النداء مثل: "أيها القائمون".
- الاستفهام مثل: "هل نسيتم".
- الأمر مثل: "خفضوا، ناموا، ابتغوا".
- نهي مثل: "لاتقيضوا منهم".