شرح فوائد شهر رمضان للأطفال
أُنزل فيه القرآن
قال -تعالى-: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ...)، اختص الله -تعالى- شهر رمضان من بين سائر الشهور الأخرى؛ بأن أنزل الله فيه القرآن العظيم جملةً واحدة إلى السماء الدنيا وذلك في ليلة القدر من شهر رمضان، ثم تنزل مفرقاً على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليثبت الله به فؤاد النبي خلال السنوات التي تلت البعثة، وليعيه الصحابة ويعملوا بما فيه من الآيات والسور.
وقراءة القرآن في رمضان هي التجارة الرابحة، تجارة لا تعتمد على البيع والشراء والمال، وإنما نقدم القليل مما نستطيع تقديمه لننال الكثير مما عند الله، فيقدّم المسلم قراءته للقرآن فيعطيه الله مقابل كل حرف عشر حسنات ويضاعف لمن يشاء.
وقراءة القرآن لا تكون في رمضان فقط بل في كل يوم من أيام العام، لكن المسلم يقتدي برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، حيث كان يعتني بقراءة القرآن في رمضان أكثر من أي شهر من شهور السنة؛ لأن الله اختص هذا الشهر بنزول القرآن.
وفي رمضان نزل القرآن إلى السماء الدنيا، وفيه بدأ تنزل القرآن على رسول الله في غار حراء ، وفي رمضان كان يأتي جبريل في أواخر عمر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليراجع معه القرآن ويثبته.
يعلمنا الصبر
قال -تعالى-: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ)، يأمر الله عبيده بأن يستعينوا بالصبر والصلاة للحصول على كل ما يتمنون في الدنيا والآخرة، وقد قيل إن الصبر هو الصيام، ولذلك قالوا بأن شهر رمضان هو شهر الصبر، ففيه يبتعد الإنسان عن المعاصي ويتقرب إلى الله -تعالى- بالطاعات.
والمسلم حين يستطيع ضبط نفسه ومنعها عن الطعام والشراب لمدة طويلة خلال النهار، ويمسك لسانه ونظره عن كل ما يغضب الله -تعالى-، فإن ذلك يقويه ويجعله ثابتاً في كل وقت وحين، ومهما مرت عليه الظروف الصعبة.
وسيتذكر أنه استطاع ضبط نفسه عن كل ما ترغب به لفترة طويلة خلال النهار ولمدة ثلاثين يوماً متتالية؛ وبأنه مثلما استطاع القيام بذلك فإنه يستطيع تخطي الصعاب والوصول إلى كل ما يتمناه -بإذن الله تعالى-.
أجر عظيم وعلو للدرجات في الجنة
جعل الله -تعالى- أجر الصوم له؛ فهو وحدة المنفرد بعلم مقدار ثوابه، فالناس قد تعلم مقدار الثواب المترتب على الصدقة وقراءة القرآن وغيرها من العبادات، ولكن الله خبأ أجر الصائمين مكافأةً ومفاجأةً لهم ليسرهم بها يوم القيامة دون مقدار محدد لمضاعفة الثواب، فكما لا يستطيع أحد الاطلاع على صحة صوم الإنسان إلا الله؛ فقد خبأ الله الأجر له وحده أيضاً.
وقد رأى أحد الصحابة في منامه منزلة اثنين من الإخوة في الجنة وهما من الصحابة -رضوان الله عليهم جميعا- فرأى أن منزلة الشهيد الذي توفي قبل أخيه بسنة أقل من منزلة أخيه الذي لم يمت شهيداً.
وتعجب من ذلك وسأل النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الأمر فسأله النبي: (أَليسَ قد مَكَثَ هذا بعدَهُ سَنَةً؟! قالوا: نَعَمْ، قال: وأَدْرَكَ رَمَضَانَ وصامَهُ، وصلَّى كذا وكذا في المسجد في السَّنَةِ؟! قالوا: بلى يا رسولَ اللهِ! قال: فلمَّا بينَهما أَبْعَدُ مِمَّا بين السَّماءِ والأرضِ) .