شرح صيغ المبالغة
صيغ المبالغة
يَرد في كلامنا تعابير كثيرة نقصد فيها المُبالغة بالفعل والحدث، وهذه التعابير يُسميها علماء النحو بصيغ المُبالغة، ومنها ما هو قياسيّ يأتي على أوزان مُعيّنة ومنها ما هو سماعيّ بدون قاعدة، وتُعرف صيغ المبالغة على أنّها أسماء تُشتَق من الأفعال بغرض المُبالغة، وإظهار الكثرة للحدث، وتأكيد المعنى وتقويته.
أوزان صيغ المبالغة
يذهب بعض النحاة إلى أنّ صيغ المبالغة هي أوزان تُشتَق من أفعالٍ مُتعديةً أو من أفعالٍ لازمة، وبعضهم يذهب إلى أنّها تُدرَج تحت اسم الفاعل المُشتق من الفعل، وسنذكر فيما يأتي أقسام صيغ المبالغة القياسية والسماعية:
الأوزان القياسية
هي عبارة عن أوزان خمسة وهي الأكثر شُهرة والمُتعارف عليها على النحو الآتي:
- صيغة (فَعّال) وتُستخدم في تكرار الفعل مرة بعد مرة.
- مثل: جبّار، همّام، كذّاب، قتّال، بنّاء، خدّاع، كسّار، غفّار، طوّاف، فوّاح.
- صيغة (فَعول) وتُستخدم للدلالة على من داوم على فعل مُعيّن وأكثر منه.
- مثل: أكول، صبور، غفور، ولود، نؤوم.
- صيغة (مِفعال) وتُستخدم للدلالة على تكرار وقوع الحدث، حتى يصبح عادة تُلازم الشخص.
- مثل: مِقدام، مِغوار، مِعطاء، مِقوال، مِضحاك، مِفساد.
- صيغة (فَعيل) وتُستخدم للدلالة على تكرار الفعل بحيث يُصبح وكأنّه خِلقةً وفطرةً في صاحبه.
- مثل: حليم، كريم، رحيم، قدير، بصير.
- صيغة (فَعِل) وتُستخدم للدلالة على انفعالية الشخص وهيجانه.
- مثل: حَذِر، نَزِق، فَرِح، نَشِط.
الأوزان السماعية
الأصل في صيغ المبالغة السماعية أن تكون سماعية بدون قياس وقد جرى بعض النحويين إلى وضع أوزان لها مُعلّلين ذلك بأنّ الحاجة اللغوية تقتضي القياس عليها، وهي على النحو الآتي:
- صيغة (فُعَلَة)
- مثل: هُمزَة، حُطَمة، خُدعَة، لُمزَة.
- صيغة (فِعّيل)
- مثل: صِدّيق، خِرّيج، قِدّيس.
- صيغة (فاعول)
- مثل: فاروق، ناطور.
- صيغة (مفعيل)
- مثل: مِسكين، مِعطير، مِنطيق.
- صيغة (فُعّال)
- مثل: كُبّار.
- صيغة (مِفعَل)
- مثل: مِطعَن، مِسعَر.
- صيغة (فُعَال)
- مثل: طُوال، عُجَاب، كُرام.
- صيغة (فُعّول)
- مثل: قُدّوس.
- صيغة (فُعَّل)
- مثل: قُلّب، حُوّل.
- صيغة (فَعولة)
- مثل: مَلولة.
- صيغة (فُعْل)
- مثل: غُفْل.
- صيغة (فعلان)
- مثل: رحمن.
- صيغة (فُعلة)
- مثل: ضُجعَة، ضُحكة.
- صيغة (فُعُلّة)
- مثل: كُذبّة.
- صيغة (فَعّيل)
- مثل: بَصّيم.
- صيغة (فُعّيل)
- مثل: سُكّيت.
- صيغة (فَيْعول)
- مثل: قيّوم، حَيسوب وهو كثير الحساب.
- صيغة (مِفعالة)
- مثل: مِجذامة أي كثير قطع المودة.
- صيغة (مَفعَلان)
- مثل: مَكذَبان.
- صيغة (مفعِلان)
- مثل: مَغدِران أي كثير الغدر.
- صيغة (فَعال)
- مثل: فَساق أي كثير الفسق.
- صيغة (فَعَلوت)
- مثل: طاغوت، رَحَموت.
هناك بعض الصيغ في اللغة غير مشمولة بالأوزان السماعية أو القياسية وهي تحمل صفة المُبالغة والغالب أنّها صفات مُشبّهة وهي تُشتَق من الأفعال المُتعدية منها واللازمة ومُعظمها جاء في كلام العرب في سياق المُبالغة، وهي على النحو الآتي:
- صيغة (فَعَلعَل)
- مثل: عَرمرَم.
- صيغة (فَعلَل)
- مثل: زَعزَع.
أمثلة على صيغ المبالغة في القرآن الكريم
وردت صيغ المبالغة كثيرة في القرآن الكريم ومن النحاة من عدّها صفات مشبهة لِكونها واردة في القرآن ولكنّها أوزان صيغ المبالغة وليس معنى ذلك أن القرآن فيه مبالغة من حيث المعنى فهو مُحكَم التنزيل والبيان، ومن الأمثلة على بعض صيغ المبالغة في القرآن ما يأتي:
- قال تعالى: { وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ}.
- قال تعالى: {إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}.
- قال تعالى: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلافٍ مَهِينٍ}.
- قال تعالى: {إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}.
- قال تعالى: {وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ}.
- قال تعالى: {إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
- قال تعالى: {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا}.
- قال تعالى: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ}.