شرح تفسير سورة الفاتحة للأطفال
شرح تفسير سورة الفاتحة للأطفال
فهم آيات وسور القرآن الكريم من أهم الأمور التي يجب أن يحرص عليها العبد المسلم، ويجب أن يُبينها لأطفاله أيضاً ويُبسطها لهم بأسلوبٍ مُيسر يُناسب عقولهم، وفيما يأتي شرح مبسطاً للآيات من سورة الفاتحة:
- (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ)، تفتح السورة الكريمة بالبسملة، وقد تعددت آراء العلماء حول البسملة هل هي آية من سورة الفاتحة أم لا، ولكن الذي اتفق عليه العلماء أنَّ سورة الفاتحة سبع آيات فإن كانت البسملة آية من فاتحة الكتاب فستكون الآية الأخيرة هي (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
- وإن لم تكن آية من فاتحة الكتاب فتكون الآية رقم واحد (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، وتكون الآية رقم سبعة (غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)،ولفظ الله يدلُّ على الله -سبحانه وتعالى- في ذاته، و الرحمن الرحيم صفتان من صفات الله -سبحانه وتعالى- فالرحمن تعني كثير الرحمة، والرحيم تعني ذو الرحمة المتواصلة.
- (الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)، الحمد لله: هو الثناء على الله -سبحانه وتعالى- ووصفه بصفات التنزيه والتعظيم مع استشعار محبته -جلَّ في علاه-، رب العالمين تعني: المُتصرف في جميع الخلائق من عالم الإنس والجن.
- (الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ)،صفة لله -تعالى- يتصف بها فهو الرحمن الرحيم الذي لا يقبل إلا الخير لعباده الصالحين.
- (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ)،يوم الدين تعني يوم الحساب والآخرة، والله -سبحانه وتعالى- هو الذي يُدير المشهد في هذا اليوم العظيم الرهيب ويتصرف به كيف يشاء وِفق إرادته.
- (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)،أي يا الله نحن لا نتوجه إلا إليك بالعبادة لا نخصُّ غيرك بالتوحيد فأنت الوحيد الذي تستحق ذلك ونحن أيضاً نطلب منك أن تساعدنا وتكن لنا عوناً على هذه العبادات.
- (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)،أي دُلنا يا الله على الطريق المستقيم الغير مِعوج.
- (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)،الذين أنعمت عليهم: أي الناس الذين مننت عليهم بالهداية والرشاد والسداد، غير المغضوب عليهم وهم: "اليهود"، ولا الضالين وهم: "النصارى".
تعريف سورة الفاتحة
قال -تعالى-: (بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ* الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ* مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ* إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ* اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ* صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ).
سورة الفاتحة سورة مكية وعدد آياتها سبع آيات، وتقع أول سورة في ترتيب القرآن الكريم وهي سورة عظيمة تضم في ثناياها جميع ما جاء في القرآن وإرادة الله -سبحانه وتعالى-.
فضل سورة الفاتحة
ثبت فضل سورة الفاتحة في أحاديث كثيرة نذكر منها ما يأتي:
- روى أبو سعيد بن المعلى -رضي الله عنه-: (كُنْتُ أُصَلِّي في المَسْجِدِ، فَدَعانِي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَلَمْ أُجِبْهُ، فَقُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي كُنْتُ أُصَلِّي، فقالَ: ألَمْ يَقُلِ اللَّهُ: "اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ"؟).
- (ثُمَّ قالَ لِي: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ السُّوَرِ في القُرْآنِ قَبْلَ أنْ تَخْرُجَ مِنَ المَسْجِدِ، ثُمَّ أخَذَ بيَدِي، فَلَمَّا أرادَ أنْ يَخْرُجَ، قُلتُ له: ألَمْ تَقُلْ: لَأُعَلِّمَنَّكَ سُورَةً هي أعْظَمُ سُورَةٍ في القُرْآنِ؟ قالَ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" هي السَّبْعُ المَثانِي، والقُرْآنُ العَظِيمُ الذي أُوتِيتُهُ).
- روى أبو هريرة -رضي الله عنه-: (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ، فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ العَبْدُ: "الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العالَمِينَ" قالَ اللَّهُ تَعالَى: حَمِدَنِي عَبْدِي).
- (وإذا قالَ: "الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ"، قالَ اللَّهُ تَعالَى: أثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي، وإذا قالَ: "مالِكِ يَومِ الدِّينِ"، قالَ: مَجَّدَنِي عَبْدِي، وقالَ مَرَّةً فَوَّضَ إلَيَّ عَبْدِي، فإذا قالَ: "إيَّاكَ نَعْبُدُ وإيَّاكَ نَسْتَعِينُ" قالَ: هذا بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي، ولِعَبْدِي ما سَأَلَ، فإذا قالَ: "اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقِيمَ صِراطَ الَّذينَ أنْعَمْتَ عليهم غيرِ المَغْضُوبِ عليهم ولا الضَّالِّينَ" قالَ: هذا لِعَبْدِي ولِعَبْدِي ما سَأَلَ).
- روى عبد الله ابن عباس -رضي الله عنه-: (بيْنَما جِبْرِيلُ قَاعِدٌ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، سَمِعَ نَقِيضًا مِن فَوْقِهِ، فَرَفَعَ رَأْسَهُ، فَقالَ: هذا بَابٌ مِنَ السَّمَاءِ فُتِحَ اليومَ لَمْ يُفْتَحْ قَطُّ إلَّا اليَومَ).
- (فَنَزَلَ منه مَلَكٌ، فَقالَ: هذا مَلَكٌ نَزَلَ إلى الأرْضِ لَمْ يَنْزِلْ قَطُّ إلَّا اليَومَ، فَسَلَّمَ، وَقالَ: أَبْشِرْ بنُورَيْنِ أُوتِيتَهُما لَمْ يُؤْتَهُما نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ البَقَرَةِ، لَنْ تَقْرَأَ بحَرْفٍ منهما إلَّا أُعْطِيتَهُ).
مقاصد سورة الفاتحة
بيان بعض مقاصد سورة الفاتحة فيما يأتي:
- جاءت سورة الفاتحة تضم كل ما جاء في القرآن من أحكام وتشريعات.
- جاءت سورة الفاتحة تحاجج جميع الملل الضالة.
- جاءت سورة الفاتحة تؤكد على إخلاص النية لله -سبحانه وتعالى- في جميع العبادات.
أسماء سورة الفاتحة
"ذكر المفسرون أسماء عديدة لسورة الفاتحة، منها: الحمد وفاتحة الكتاب وأم الكتاب و السبع المثاني والواقية والكافية والشفاء والشافية والرقية والواجبة والكنز والدعاء والأساس والنور وسورة الصلاة وسورة تعليم المسألة وسورة المناجاة وسورة التفويض، وكل هذه التسميات دالِّة على معنى واحد، وهو أنَّها تضمنت مقاصد القرآن كله، فهي أساسه".