شرح اسم الله السميع للأطفال
شرح اسم الله السّميع للأطفال
يجب علينا كمربين وآباء وأمهات تعليم الأبناء أسماء الله الحسنى ، قال الله -سبحانه وتعالى-: (هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِن لَّدُنكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ)، إذا حمدتَ وشكرتَ الله فهو يسمع حمدك وشكرك، وإذا دعوته بما تريد من أمور الدنيا كالصّحة والمال والألعاب والطعام والملابس أو دعوته بما تريد من أمور الآخرة بأن يرزقك الجنّة أو أن تكون من أهل الفردوس الأعلى.
أو أن تدعوه بأن يُعينك على أداء الصلوات وقراءة القرآن والأذكار وأن يكرّه المعاصي في قلبك ويعينك على شهوات الدنيا فهو سبحانه يسمعك وسيستجيب لك ربما قريباً أو يؤخّر استجابة دعائك لحكمة منه.
والله -سبحانه وتعالى- يسمع لكن ليس كسمعنا نحن البشر فنحن نحتاج إلى أذنٍ لنسمع، لكنّ الله -سبحانه وتعالى- لا يحتاج إلى أذن جارحة مثلنا ليسمع أو أي أداة ملموسة، فهو يسمع بكيفيّة لا نعلمها فالسّمع عنده صفة ينكشف بها كمال صفات المسموعات وكلّ ما خطر ببالك عن الكيفيّة فالله بخلاف ذلك، فنحن البشر سمعنا محدود نسمع أصوات الأشياء القريبة منّا فقط.
أمّا الله -سبحانه وتعالى- سمعه لا حدّ له يسمع القريب والبعيد، الصغير والكبير، ويسمع جميع ما يحصل في الكون وكل ما يحصل في الكون في نفس الوقت دون أن يفوته شيءٌ سبحانه، والله -سبحانه وتعالى- يعلم ما في القلوب حتى لو دعاه إنسان بأي لغةٍ كانت فهو يسمعه ويعلم ما يقول.
تعريف اسم الله السّميع
السّميع لغةً: على وزن فَعيل، والسّميع هو الذي يسمع السرّ ويسمع كلّ شيء، وقد يأتي بمعنى المُجيب كما قالوا: عندما يقول المصلّي سَمِع الله لمن حمده قد تأتي بمعنى: استجاب الله لمن حمده.
السّميع اصطلاحاً: ورد هذا الاسم في القرآن الكريم أربعين مرة في أربعين آية، وهو الذي لا يغيب عن إدراكه شيءٌ وإن كان مخفياً، كالسرّ مثلًا هو يكون بين شخصين فقط أو يخبّئه الشّخص بنفسه ولا يُخبر أحداً لكنّ الله -سبحانه وتعالى- يعلمه، حتى ما هو أخفى من ذلك مثل مشي النّملة السوداء على الصّخرة السوداء في اللّيل المظلم.
ما يستفيده المؤمن من اسم الله السّميع في حياته
عندما يعلم المؤمن أنّ الله يسمعه دائماً، يرجع على حياته بالفائدة فيما يأتي:
- يتأدب في كلامه فلا يتكلّم بكلامٍ سيءٍ فهو مراقَب.
- أذن الإنسان خَلْقٌ من خَلْق الله العظيم فطريقة عملها معقّدة من كيفيّة انتقال الأصوات عبرها وكم من شيء يحدث داخل هذه الأذن حتى يصل الصّوت إلى الدّماغ، وكيفية تمييز الأصوات بين الناس وأصوات الحيوانات وأصوات جميع الأشياء فهي متقنة الصّنع ويجب ألا تستعملها إلا بما يُرضي الله فلا نسمع سيء الكلام، كما لا نقوم بسماع الأغاني ولا الموسيقى إنما هذه الأذن الغالية العجيبة خُلقت لتسمع كلام الله -تعالى- والكلام الطيّب وصوت الطبيعة المريح.
- شعور المؤمن بقرب الله منه ؛ لأنه كلما دعا سمعه، حتى لو دعاه بقلبه فإنه يسمعه -جلّ جلاله وعظمت أسماؤه-.