شرح أسباب نزول سورة الحديد للأطفال
شرح أسباب نزول سورة الحديد للأطفال
فيما يأتي بيان أهم المحاور ومنها أسباب نزول سورة الحديد التي يُمكن للمربّي شرحها للأطفال بأسلوب سهل وميسّر يُراعي أفهامهم:
أسباب نزول سورة الحديد
لم يثبت حديثٌ واحدٌ صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أو أثر صحيح عن أي صحابي عن سبب نزول سورة الحديد كاملةً، بل وردت أحاديث وآثار عن سبب نزول بعض الآيات فيها على النحو الآتي:
- سبب نزول قوله -تعالى-: (لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: "بينا النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- جَالِسٌ وَعِنْدَهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّلَهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلَالٍ، إِذْ نَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فَأَقْرَأَهُ مِنَ اللَّهِ السَّلَامَ وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَا لِي أَرَى أَبَا بَكْرٍ عَلَيْهِ عَبَاءَةٌ قَدْ خَلَّلَهَا عَلَى صَدْرِهِ بِخِلَالٍ؟ فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ، أَنْفَقَ مَالَهُ قَبْلَ الْفَتْحِ عَلَيَّ".
"قَالَ: فَأَقْرِئْهُ مِنَ اللَّهِ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- السَّلَامَ، وَقُلْ لَهُ: يَقُولُ لَكَ رَبُّكَ: أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ فالتفت النبي إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، هَذَا جِبْرِيلُ يُقْرِئُكَ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ السَّلَامَ، ويقول لَكَ: أَرَاضٍ أَنْتَ عَنِّي فِي فَقْرِكَ هَذَا أَمْ سَاخِطٌ؟ فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ:عَلَى رَبِّي أَغْضَبُ؟ أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ، أَنَا عَنْ رَبِّي رَاضٍ".
- سبب نزول قَوْله -تَعَالَى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ).
عن مصعب بن سعد -رحمه الله- قال: (عن سعدٍ في قولِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ، قال: أنزلَ اللهُ -تعالى- على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فتَلاهُ عليهم زمانًا، فَقَالوا: يا رسولَ اللهِ، لَوْ قَصَصْتَ عَلَيْنا، فأنزلَ اللهُ -تعالى- الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إلى قولِهِ: نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ الآيةُ).
(فَتَلاها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ زمانًا، فَقَالوا: يا رسولَ اللهِ، لَوْ حَدَّثْتَنا، فأنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كتابًا مُتَشَابِهًا الآيةُ، كلُّ ذلكَ يُؤْمَرُونَ بِالقرآنِ، قال خَلادٌ: وزادَ فيهِ آخرُ قال: قالوا: يا رسولَ اللهِ، وْذَكَّرْتَنا، فأنزلَ اللهُ -عزَّ وجلَّ- أَلمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أنْ تَخْشَعَ قُلوبُهُمْ لذكرِ اللهِ).
تعريف عام بسورة الحديد
سورة الحديد هي سورة مدنية ، وقيل إنها مكية لكنه قول مرجوح، وعدد آياتها تسع وعشرون آية، وعدد كلماتها خمسمئة وأربع وأربعون كلمة، وعدد حروفها ألفان وأربعمئة وستة وسبعون حرفًا، وهي السورة السابعة والخمسون بحسب الرسم القرآني، وهي السورة الأولى من المجموعة الأولى من قسم المفصل، وهي تسع وعشرون آية.
وهي آخر سورة في الجزء السابع والعشرين، وهي من السور المُسبِّحات التي تبدأ بتسبيح الله، قال -تعالى-: (سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)، وقد نزلت بعد سورة الزلزلة، وتتضمن السورة درجات المؤمنين بين الإيمان والتصدق والجهاد.
سبب تسمية سورة الحديد بهذا الاسم
سُمّيت سورة الحديد بهذا الاسم بسبب ذكر الحديد فيها ، قال الله -تعالى-: (لقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ)، وهو قوة الإنسان في السلم والحرب.
وهو كذلك عدّته في البنيان والعمران، فمنه تُبنى الجسور الضخمة، وبه تعمر العمائر، ومنه تُصنع آلات الحرب القديمة من الدروع والسيوف والرماح، وغيرها، والحديثة كذلك مثل: الدبابات، والغواصات، والسيارات، والطائرات، والمدافع الثقيلة، وغيرها.