شرح أحكام التجويد
أحكام التجويد
أمر الله تعالى عباده بتعلّم القرآن الكريم وحُسن تلاوته، لذلك ذهب بعض أهل العلم إلى وجوب العلم بأحكام التجويد، فقد قال الله تعالى: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا)، والمقصود بالتجويد ابتداءً إخراج كلّ حرفٍ عند التلاوة من مخرجه الصحيح، وبصفاته التي لا تفارقه، ولذلك فعلم التجويد علمٌ يبحث في الكلمة القرآنية كلّ واحدةٍ على حدة، فيُعطيها حقّها في النطق دون تكلّفٍ أو تعسّفٍ، ويجب أن يكون مُبتغى طالب علم التجويد جرّاء علمه أن يتلو كتاب الله تعالى دون لحنٍ أو خطأ، فيضمن بذلك تمام الأجر والثواب من الله سبحانه، وأمّا واضع علم التجويد، فمن الناحية العملية فإنّه النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، عندما تلقّاه من جبريل -عليه السلام- من الله سبحانه، وكان من بعد النبيّ أصحابه الكرام الذين نقلوه كما سمعوه من رسول الله، وأمّا واضع العلم من الناحية النظريّة، فقد اختُلف في ذلك، فقيل أبو الأسود الدؤلي، وقيل الخليل بن أحمد الفراهيديّ، وقيل غير ذلك من أهل العلم والقرّاء.
شرح بعض أحكام التجويد
تتعدّد أبواب أحكام التجويد، منها مخارج وصفات الحروف، وأحكام الميم والنون الساكنتين، وفيما يأتي ذكر جانبٍ منها:
أحكام النون الساكنة والتنوين
يقصد بالنون الساكنة النون الخالية من الحركات، ويقصد بالتنوين ما يُكتب في آخر بعض الكلمات من ضمتين، أو فتحتين، أو كسرتين، وأمّا ما يلي النون الساكنة أو التنوين من حروفٍ؛ فيأخذ واحداً من أربعة أحكامٍ؛ هي كما يأتي:
- الإظهار؛ وهو إخراج حرف النون أو التنوين دون غنّةٍ، وحروفه ستةٌ هي: الغين، والخاء، والعين، والحاء، والهمزة، والهاء.
- الإدغام؛ وهو النطق بحرفين كالحرف الثاني مشدّداً، إذ تدخل النون في الحرف الذي يليها من حروف الإدغام ، ويُنطق بها مشدّدةً، وكذلك التنوين، وحروف الإدغام هي ستة حروفٍ مجموعةٌ بكلمة: (يرملون).
- الإقلاب؛ وهو إبدال حرفٍ مكان حرفٍ آخر، وهو في حرف الباء فقط، حيثُ تُبدّل كلٌّ من النون الساكنة أو التنوين عندما يليها حرف الباء إلى ميمٍ مخفاةٍ، مع إظهار غنّةٍ بمقدار حركتين.
- الإخفاء؛ وهو إخراج النون الساكنة أو التنوين على هيئةٍ بين الإدغام والإظهار، عندما يليهما حرف إظهار، وحروف الإظهار هي باقي حروف اللغة العربية الخمسة عشر.
أحكام الميم الساكنة
إذا وقعت ميمٌ ساكنةً في كلمةٍ، ثمّ تلاها أحد أحرف اللغة العربية، فإنّه يأخذ حكماً من ثلاثة، تفاصيلها كما يأتي:
- الإدغام الشفويّ؛ وله حرفٌ واحدٌ هو حرف الميم، فإن تلى حرف الميم الساكن حرف ميمٍ متحرّكٍ، فإنّهما يُدغمان، ويلفظان ميماً واحدةً مشدّدةً، مع إظهار غنّةٍ بمقدار حركتين.
- الإخفاء الشفوي؛ وله حرفٌ واحدٌ كذلك، هو حرف الباء، فإن تلى حرف الميم الساكن حرف باءٍ متحرّكٍ، فإنّ الميم الساكنة تحوّل إلى ميمٍ مخفاةٍ بين الإظهار والإدغام، ويأتي معها غنّةً بمقدار حركتين.
- الإظهار الشفوي؛ وحروفه باقي حروف اللغة العربية التي إن تلت حرف الميم الساكن؛ فإنّ حرف الميم يُظهَر ساكناً دون أيّ غنّةٍ معه.
المخارج والصفات
- تُقسم الحروف من حيث المخارج إلى خمسة مخارجٍ رئيسيةٍ، وفيما يأتي ذكرٌ للمخارج الرئيسية للحروف:
- الحروف الجوفيّة، ومخرجها الجوف، وهي حروف المدّ الثلاثة: الألف، والياء، والواو، إذا سبقها حركةٌ مجانسةٌ لها.
- الحروف الحلقيّة، ومخرجها الحلق، وهي الحروف الستة: الهمزة، والعين، والحاء، والغين، والخاء، والهاء.
- حروفٌ مخرجها اللسان، وهي: القاف، والكاف، والجيم، والشين، والياء، والضاد، واللام، والنون المظهرة، والراء، والطاء، والدال، والتاء، والزاي، والسين، والصاد، والظاء، والذال، والثاء.
- الحروف الشفهيّة، ومخرجها الشفاه، وهي: الفاء، والواو غير المدية، والباء، والميم.
- حروف الخيشوم، وهي: النون والميم المشدّدتين، والنون والميم المخفاتين.
- أمّا صفات الحروف فهي سبعة عشر صفةٍ، خمسةٌ لها أضداد، فتلك عشر، وسبعةٌ بلا ضدّ، فيما يأتي تفصيل ذلك:
- الجهر يقابله الهمس.
- الإصمات يقابله الإذلاق.
- الشدّة يقابلها الرخاوة.
- الاستعلاء يقابله الاستفال.
- الانفتاح يقابله الإطباق.
- الصفير.
- القلقلة.
- اللين.
- الانحراف.
- التكرير.
- التفشي.
- الاستطالة.