شرح آية (رب أوزعني أن أشكر نعمتك)
المعنى العام للآية
وردت الآية الكريمة في سورة النمل، وهي تتحدّث عن قصة النبي سليمان -عليه الصلاة والسلام- مع النمل حيث كان خارجاً مع جيشه، ووقف مع جنوده عند بيت نمل فأمرت النملة صديقاتها أن يدخلوا إلى مساكنهم كي لا تدوسهم أقدام جنود نبي الله سليمان.
وهم لا يشعرون، وقد سمع كلام النملة، فحمد الله -سبحانه وتعالى- حيث إن الله تعالى علمه كلام ومنطق كل شيء ودعا الله تعالى- قال تعالى: (وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ)
المعنى الخاص للآية
قال رب أوزعني؛ أي ألهمني أن أشكرك على نعمك، وحرّضني على أن أقوم بشكر نعمتك التي أنعمتها علي وعلى والدي، وقيل أؤدي شكر ما أنعمت به علي، وقال بعض المفسرين أن نبي الله سليمان -عليه الصلاة والسلام- دعا -الله سبحانه وتعالى-.
أن يلهمه ويجعله دائماً في حالة شكر لله -سبحانه وتعالى- على النعمة التي أنعمها عليه، أي ألهمني أن أشكر نعمتك بحيث لا أكّل ولا أفتر عن الشكر، ووفقني أن أشكرك على نعمك، التي لا تُعد ولا تحصى من نعم الدنيا.
الدروس والعبر المستفادة من الآية
- طاعة الله -سبحانه وتعالى- في كل ما أمر
وهي من أعظم النعم التي أعطاها الله -سبحانه وتعالى- للنبي سليمان -عليه الصلاة والسلام-؛ أيضاً على المسلم شكر الله -سبحانه وتعالى- على النعم، فهو انفتاح للقلب ليرى المنّة وهو الثناء على الله -سبحانه وتعالى- بإنعامه علينا.
وقال بعض المفسرين أنّ الذي جعل النبي سليمان -عليه الصلاة والسلام- يقول ذلك؛ بسبب رؤيته نعمة الله -عز وجل- عليه وخوفه من وقوع نفسه بالغرور؛ لأنه إذا كانت النملة تقول ذلك خوفاً منه ومن جيشه وتعتذر لهم، وكان النبي سليمان -عليه الصلاة والسلام- يفهم كلامها، فمثل هذا الأمر قد يؤدّي بالإنسان إلى التكبّر والغرور والمباهاة.
- الإنسان يبقى بشراً
طلب النبي سليمان -عليه الصلاة والسلام- ودعا الله -سبحانه وتعالى- أن يُلهمه الشكر على نعمته التي أنعم بها عليه، فينبغي للإنسان إذا حصل له نعمة أن يطلب ويسأل الله أن يلهمه الشكر عليها حتى لا يصيبه نوع من الغرور بهذه النعمة سواء كانت النعمة جسدية أو مالية.
- النعمة هي نوع من الإحسان
النعمة تقسم إلى جزأين، جزء يكون بالحصول على أمر مطلوب، وجزء يكون بالنجاة من شيء يخيفه، والله -عز وجل- دائماً نعمه على عبده كثيرة، والعبد بين هذين الجزأين من النعمة، فيحصل على ما يريده ويتمناه، وينجو مما يخيفه بفضل الله -سبحانه وتعالى- فيجب علينا شُكر النعمة دائماً.