سيف الدولة الحمداني (سيف الدولة العباسية)
سيف الدولة الحمداني
هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن حمدان بن حمدون بن الحارث بن لقمان التغلبي، وُلد في عام 302هـ - 914م، في مدينة ميافارقين، وفي العام نفسه تنصب والده أبي الهيجاء عبدالله بن حمدان والياً على الموصل، وذلك في خلافة المُقتدر العباسي، ونشأ سيف الدولة الحمداني في بيئة عسكرية، فقد شارك مُنذ صغره في الحروب التي قادوها والده وأخاه، فقد استعان الخليفة العباسي المُتقي لله بالأميرين سيف الدولة وناصر الدولة الحمدانيين في الحد من الثورات في عهده، حيث تغلّب ناصر الدولة الحمداني على أحمد ابن رائق أمير الأمراء، فقام الخليفة بتنصيب ناصر الدولة الحمداني أميراً للأمراء، كما منح علي بن عبدالله الحمداني لقب سيف الدولة.
حروب سيف الدولة الحمداني مع الإخشيد محمد بن طغج
انتهز الإخشيد انشغال سيف الدولة الحمداني بحرب البيزنطيين، فقام بتجهيز جيشٍ بقيادة كافور الإخشيدي ويأنس المؤنس، والتقى سيف الدولة الحمداني بجيش الإخشيد، في موقع يُسمّى الرستن، وقد حقّق سيف الدولة الحمداني الانتصار على قوّات الإخشيد، وأمر سيف الدولة الحمداني جنوده بوقف القتال، وذلك بعد أن أسر منهم أربعة آلاف مُقاتل، وتابع سيف الدولة الحمداني جيش الإخشيد المُنهزم إلى دمشق، فنازعه السيطرة عليها، إلّا أن تمّ عقد الصلح بين الإخشيد وسيف الدولة الحمداني، في عام 335 هـ.
حروب سيف الدولة الحمداني مع الإمبراطورية البيزنطية
استطاع سيف الدولة الحمداني في عام 336 هـ، نهب حصون البيزنطيين، وهزيمة جيوشهم، إلّا أنّه تعرّض للهزيمة في العام التالي، حيث توغّل البيزنطيون في دولته، فخربوا حصن مرعش، وأحرقوا طرسوس ، فجمع سيف الدولة لمُلاقاتهم ما يقرب الثلاثين ألف مُقاتل، استطاع بهم فتح الحصون البيزنطية، حتّى أصبح على مشارف حدود العاصمة البيزنطية قسطنطينة ، فاحتال له البيزنطيون في طريق عودته، وقتلوا عدداً كبيراً من جُنده، وأوقع سيف الدولة الحمداني بالجيوش البيزنطيّة هزائم كثيرة في عام 340 هـ، ثمّ نَصّب في العام التالي أبي فراسٍ الحمداني، على رأس قوّاته، فتمكّن أبو فراس من إلحاق الهزيمة بالجيوش البيزنطية، وإعادة إعمار حصنَي رعيان ومرعش، واستطاع سيف الدولة في عام 342هـ، من أسْر قسطنطين بن الدمستق القائد البيزنطي، وذلك بعد أن فَتْح حصن عرقه، وأحرق مدينة ملطية.
مدائح سيف الدولة الحمداني
وصف أبو منصورٍ الثعالبي في كتابهِ يتيمة الدهر في محاسن أهل العصر، سيف الدولة الحمداني قائلاً (وحضرته مقصد الوفود، ومطلع الجود، وقبلة الآمال، ومحط الرحال، وموسم الأدباء، وحلبة الشعراء، ووصفه الإمام الذهبي في كتابه سير أعلام النبلاء قائلاً : مقصد الوفود، وكعبة الوجود، وفارس الإسلام، وحامل لواء الجهاد، كان أديباً مليح النَظم.
وفاة سيف الدولة الحمداني
توفي سيف الدولة الحمداني في يوم الجمعة في الخامس من صُفر لعام 356 هـ، ودُفن في ميافارقين، وكان قد جمع من الغبار الذي يجمع عليه في غزواته، وصنع منه لبنةً أوصى أن توضع تحت خده في مماته.