سنن الأذان
سنن الأذان
الأذان شعيرةٌ عظيمة من شعائر الإسلام، وله العديد من الآداب والسنن، وهي:
كون المؤذن على طهارة
يُستحب للمؤذن أن يكون على طهارة حال تأديته للأذان، وممّا دلّ على ذلك قول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (إِنَّي كرِهْتُ أنْ أذكرَ اللهَ، إلَّا على طُهرٍ)، وقد ذهب بعض أهل العلم إلى القول بكراهة تأدية الأذان من غير طهارة ووضوء ومنهم الإمام الشافعي وإسحاق.
وقوف المؤذن واستقبال القبلة
يستحب للمؤذن أن يقف حال تأديته للأذان، حيث أشار ابن المنذر -رحمه الله- إلى إجماع العلماء على كون وقوف المؤذن حال الأذان سنة، كما أجمع العلماء على استحباب استقبال القبلة للمؤذّن حال تأديته للأذان؛ وذلك اقتداءً بمؤذِّنِي رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الذين كانوا يفعلون ذلك.
الأذان في مكان مرتفع وعال
يستحب للمؤذن أن يؤذّن في مكانٍ عالٍ ومرتفعٍ؛ لكون ذلك أبلغ في تحقيق المقصود من الأذان وهو الإعلام والإسماع، وممّا يدلّ على ذلك ما ثبت عن امرأة من بني النجار قالت: (كان بيتي منْ أطولِ بيتٍ حولَ المسجدِ وكان بلالُ يؤذنُ عليهِ الفجرَ فيأتي بسَحَرٍ فيجلسُ على البيتِ ينظرُ إلى الفجرِ فإذا رآهُ تمطَّى، ثم قال: اللهمَّ إني أحمدُكَ وأستعينُكَ على قريشٍ أن يُقيموا دِينَكَ. قالتْ: ثم يُؤذِّنُ).
رفع الصوت بالأذان
يستحب للمؤذن أن يرفع صوته قدر استطاعته حال تأدية الأذان؛ لكون ذلك أبلغ في تحقيق المُراد من الأذان، وممّا يدلّ على ذلك ما ثبت عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- أنّه قال للتابعي عبدِ الله بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي صَعْصَعةَ: (إنِّي أرَاكَ تُحِبُّ الغَنَمَ والبَادِيَةَ، فَإِذَا كُنْتَ في غَنَمِكَ، أوْ بَادِيَتِكَ، فأذَّنْتَ بالصَّلَاةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ بالنِّدَاءِ، فإنَّهُ: لا يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ المُؤَذِّنِ، جِنٌّ ولَا إنْسٌ ولَا شيءٌ، إلَّا شَهِدَ له يَومَ القِيَامَةِ).
كون المؤذن جاعلاً إصبعيْه في أذنيْه
يستحب للمؤذن أن يجعل إصبعيه في أذنيه حال الأذان، وممّا يدلّ على ذلك ما ثبت عن عون بن أبي جحفة -رضي الله عنه- قال: (رأيتُ بِلالًا يُؤذِّنُ ويَدورُ، وأتتَبَّعُ فاه هَاهنا وهَاهنا وأُصبُعاه في أُذنَيهِ)، ويجدر بالذكر أنّ الفائدة من جعل الإصبعين في الأذنين تكمن في أمرين:
- أوّلهما: أنّ ذلك يجعل الصوت أقوى.
- ثانيهما: حتى يتمكن البعيد الذي لا يسمعه أن يعرف بمجرد رؤيته أنّه يؤذن.
تعريف الأذان وحكمه
الأذان لغة: الإعلام حيث قال الله -تعالى-: (وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ) ، أمّا الأذان اصطلاحاً: فهو التعبد لله -تعالى- بألفاظ معلومة مأثورة بعد دخول وقت الصلاة المفروضة، ويكون ذلك بصفةٍ مخصوصة، وقد ذهب جمهور العلماء إلى القول بمشروعيته وأنّه من شعائر الإسلام وخصائصه، أمّا حكمه فقد ذهب الحنفية والشافعية إلى القول أنّه سنة مؤكدة، بينما ذهب المالكية والحنابلة إلى القول أنّه فرض كفاية ، وممّا تجدر الإشارة إليه أمرين:
- أوّلهما: أنّ الحكمة من مشروعية الأذان تكمن في عدّة أمور، ومنها: إعلام المسلمين بدخول وقت الصلاة، إعلاء اسم الله -تعالى- وتعظيمه بالتكبير، حثّ الناس على الصلاة التي فيها فلاحهم ونجاحهم في الدنيا والآخرة.
- ثانيهما: أنّ هناك العديد من الأحاديث النبوية التي أشارت وأكدت على فضل الأذان، ومنها:
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ ما في النِّدَاءِ والصَّفِّ الأوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إلَّا أنْ يَسْتَهِمُوا عليه لَاسْتَهَمُوا).
- قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (الْمُؤَذِّنُونَ أطْوَلُ النَّاسِ أعْنَاقًا يَومَ القِيَامَةِ).