سلبيات الصمت في الحب
سلبيات الصمت في الحب
هُنالك مقولة شائعة تفيد بأن الصمت يُقدر بالذهب، ولكن في العلاقات العاطفية قد لا يكون الأمر كذلك دائمًا، فطبيعة الموقف هي التي قد تفرض على الشخص الكلام أو قد تدفعه إلى الصمت بهدف التفكير بعقلانية وإصلاح الأمور، ولكن لا يجب أن يكون صمته سلاحًا تكتيكيًا لفرض السيطرة على الطرف الآخر؛ إذ إن لهذا النوع من الصمت الذي يسمى أيضًا الصمت العقابي أو العلاج الصامت العديد من السلبيات، أبرزها ما يأتي:
التسبب بآثار عاطفية وألم للشريكين
عندما يكون السبب وراء صمت أحد طرفي العلاقة الرغبة في التلاعب بالشريك والتهرب من المسؤولية تجاه خلاف أو قضية مهمة بينهما فإن هذا الأمر سيؤثر بشكل سلبي عليه وسيؤذي إحساسه الداخلي ويضره بشدة، وقد يُخلف وراءه موجة من العواطف القاسية والمُتشابكة التي ستعصف به وتشعره بأنه غير محبوب وأن لا قيمة له عند شريكه، بالتالي سيتألم أكثر ويُصاب بخيبة أمل كبيرة، وقد يرتبك ويزداد استياؤه وشعوره بالغضب الشديد والرفض، وهو أمر سينعكس على العلاقة وقد يزيد من الخلافات بينهما، وهنا يكون الصمت أحد أشكال الإساءة العاطفية للأفراد.
الأثر النفسي السلبي على أصحاب العلاقة
عندما يرفض أحد الشريكين محادثة الطرف الآخر أو الاعتراف بوجوده لمدة زمنية متفاوتة قد تستمر لأيام أو ساعات أو أسابيع أو أكثر فإن هذا سيشعره بالإهانة والدونية، وهو أسلوب قاسي للعقاب يُشعر أحد الأطراف كما لو أنه أصبح ضحية وليس إنسانًا طبيعيًا، ويُفقده الإحساس بالأمان والانتماء لشريكه، حتى إن بعض الأشخاص يُفضلون أن يصرخ عليهم شريكهم أو يُعاتبهم بدلًا من التجاهل، لأن الصمت أشبه بكتلة من الجليد البارد تمزقهم من الداخل وتزيد من خوفهم وضعفهم وقد تزعزع ثقتهم بأنفسهم وهو أمر ينتج عنه أضرار نفسية وخيمة قد تستمر آثارها السلبية طويلًا حتى في حال عودة العلاقة لطبيعتها أو انتهائها بالانفصال.
زيادة الخلافات واتساع الفجوة بين الشريكين
عندما يصمت أحد طرفي العلاقة ويُعلق الخلافات بينه وبين شريكه إلى أجل غير مسمى فإن هذه الخلافات ستتراكم وستخلق فجوة كبيرة بينه وبين الطرف الآخر، وسيشعر بأن شريكه يُهمل علاقتهما ولا يعتبرها محورًا للاهتمام، في حين أن الاهتمام هو أساس العلاقات الناجحة وحاجة أساسية لأطرافها، وقطع التواصل أو رفض الحوار والتعاون بين الشريكين وإن كان المسؤول عنه أحدهما على حساب الآخر سيزيد من المسافة بينهما ويُسبب فتورًا في العلاقة ويجعلها تضعف بمرور الوقت، خاصةً في حال سيادة الصمت بشكل مستمر على المواقف وليس تأجيلها قليلًا بل رفض الحوار الإيجابي بين الشريكين بشكل قطعيّ.
ضعف التواصل مما يُسبب إجهادًا لطرفي العلاقة
يُعد التواصل اللفظي من القواعد الأساسية التي تبني العلاقات الصحة الناجحة خاصةً العلاقات الرومانسية، لأن المرء يُعبر عن أحاسيسه بطلاقة وصراحة تجاه الشريك مُستخدمًا الكلمات المعسولة واللطيفة التي تترجم صدق مشاعره وعواطفه، وهنا لن يكون الصمت جيدًا؛ لأن انعدام الحوار في العلاقات الرومانسية سيُشعر أحد الطرفين بالنقص ويُسبب له الإجهاد من الداخل وينعكس على جودة العلاقة واستمراريتها في حال عدم كسر حاجز الصمت والانفتاح والحوار الهادف مع الشريك وتبادل المشاعر بغض النظر عن ماهيتها.
تدمير العلاقة والانفصال بشكل نهائي
عندما يتكرر الصمت ويُصبح عادة وليس مجرد وسيلة لإنهاء خلاف أو أخذ مهلة للتفكير بشكل عقلاني وخلق حوار متزن في وقت لاحق ستكثر الخلافات والمشاكل التي سببها الأساسي تراكم المشاعر السلبية المتمثلة بالضيق والاستياء وعدم الرضا عن الشريك أو انعدام الاحترام والمودة بين الأطراف وعندها ستصبح العلاقة مسمومة وغير صحية، وقد تنتهي بفراق الشريكين وانفصالهما عن بعضهما خاصةً عندما يتعمد أحد الطرفين تجاهل شريكه وعدم الاستماع له ومناقشته أو عدم الاعتراف بالخطأ وتحمل مسؤولية العلاقة بشكل متساوٍ وخلق توازن بينهما، أو رفض التغيير والبحث عن حل أفضل من الصمت واستبعاد النقاش بشكل نهائي وليس مؤقتًا.
أنواع أخرى قد تسبب الإساءة العاطفية وترتبط بالصمت
هنالك أنواع أخرى من الإساءة العاطفية يستخدمها بعض الأشخاص للسيطرة على الشريك جنبًا إلى جنب مع التزام الصمت العقابي، ومنها:
- تعمد مراقبة أنشطة الشريك باستمرار دون الحديث معه.
- تهديد الشريك وإخافته أو توجيه إنذارات له أو التهديد بإيذاء الطرف الصامت لنفسه أو لشريكه أو لأصدقائه وعائلته أو حتى حيواناته الأليفة.
- اختراق خصوصية الشريك والمطالبة بالدخول إلى هاتفه المحمول أو حساباته في مواقع التواصل الاجتماعي وبريده الإلكتروني، والرغبة بمعرفة بياناته الرقمية، وأحيانًا قد يُحرج الشريك الطرف الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي أمام أصدقائه.
- التحكم في حياة الشريك وتحديد طعامه وشرابه وأماكن خروجه وأحيانًا يصل الأمر لعقابه بعزله عن عائلاته وأصدقائه.
- السيطرة بشكل مادي وعملي على الشريك كالتحكم بنفقاته وأمواله، أو التحكم في ممارساته اليومية كذهابه للدراسة أو العمل.
- يتفاقم الوضع سوءًا عندما لا يكتفي الشريك بالصمت ويُعرض الطرف الآخر للعنف الجسدي .