سرطان النخاع الشوكي
مرض السرطان
يُستخدَم مصطلح السرطان للتعبير عن حالة من الانقسام غير السليم للخلايا في الجسم، وينتج هذا الاضطراب بسبب خلل في عمليّة الموت المبرمج (بالإنجليزيّة: apoptosis) التي تُؤدِّيها الخلايا، حيث تفقد بعض الخصائص التي قد تُساعدها على تلقِّي العناصر التي تُساهم في موتها واستبدالها، ممّا يُؤدِّي إلى تراكم الخلايا فوق بعضها، ومن الجدير بالذكر أنَّ الخلايا السرطانيّة تنقسم إلى نوعين حسب مُعدَّل نموها، فقد تنمو وتنقسم بشكل أبطأ من الطبيعي، أو قد تنمو بشكل متسارع تبعاً لنوع السرطان، كما قد ترتفع إحتمالية الإصابة بالسرطان لدى المدخنين، أو لدى الأشخاص اللذين يعانون من السمنة أو الخمول البدني، ولدى من يتناولون الكحول بشكل مفرط، كما قد تحدث الإصابة بشكل وراثي بسبب بعض التغيرات الجينية .
سرطان النخاع الشوكي
يعرف سرطان النخاع الشوكي (بالإنجليزيّة: Spinal Cord Tumor) على أنه مجموعة من الخلايا التي تنمو بشكل غير طبيعي على طول النخاع الشوكي، أو المنطقة المحيطة به، وتنقسم أورام النخاع الشوكي إلى خلايا غير سرطانيّة، وتُسمّى بالحميدة، وخلايا سرطانيّة خبيثة، ومن الجدير بالذكر أنَّ هذه الأورام حتى وإن كانت غير سرطانيّة فإنَّها تُؤدِّي إلى الشعور بالألم جرَّاء الضغط الذي تُسبِّبه على الأعصاب والنخاع الشوكي، كما قد يكون السرطان أوَّلياً، أي بدأ بالتكوُّن في منطقة الحبل الشوكي ، وقد يكون ثانويّاً، ممّا يعني أنَّه قد بدأ في التشكُّل في منطقة أخرى من الجسم، ثمّ انتشر ليصل إلى الحبل الشوكي،ومن الجدير بالذكر أنَّ التشخيص الأوَّلي لسرطان النخاع الشوكي يتمّ باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (بالإنجليزيّة:magnetic resonance imaging)، واختصاراً MRI، أو التصوير المقطعي (بالإنجليزيّة: computed tomography)، واختصاراً CT.
أنواع سرطان النخاع الشوكي
تبدأ الأورام الأوَّلية بالتشكُّل في المنطقة داخل النخاع الشوكي ، أو بالقرب منه، وتمتدُّ لتصل إلى داخل النخاع الشوكي، وتتراكم الخلايا السرطانيّة، ممّا يُؤدِّي إلى منع تدفُّق السائل النخاعي، وتشكُّل فجوة مليئة بالسوائل، أمّا بالنسبة للسرطانات الثانويّة فهي امتداد لسرطانات تشكَّلت في مناطق أخرى من الجسد، وانتشرت لتصل إلى النخاع الشوكي، وتكون في معظم الأحيان منتشرة في المنطقة ما حول النخاع الشوكي لا بداخله، ومن الجدير بالذكر أنَّ معظم سرطانات النخاع الشوكي تكون سرطانات ثانويّة،مع العلم أن هنالك العديد من الأنواع لسرطان النخاع الشوكي، كالورم النجمي (بالإنجليزيّة: Astrocytomas)، وتتَّخذ هذه الأورام شكل النجمة أثناء نموها، وتُسمَّى بالدبقيّة (بالإنجليزيّة: gliomas)؛ نظراً لنموها من الخلايا الدبقيّة (بالإنجليزيّة: glial cells) التي تحمي الألياف العصبيّة وتدعمها، ويُعَدُّ الورم السحائي أحد أنواع سرطان النخاع الشوكي (بالإنجليزية: Meningiomas) أيضاً، حيث سُمِّي بذلك نسبة لنموه في السحايا، والورم البطاني العصبي (بالإنجليزيّة: Ependymomas)، وغيرها.
أعراض سرطان النخاع الشوكي
تختلف الأعراض والعلامات المرتبطة بسرطان النخاع الشوكي باختلاف نوع الورم، وموقعه بالنسبة للعمود الفقري، حيث تُؤثِّر الإصابة بالسرطان في كلٍّ من الأوعية الدمويّة، والأعصاب المحيطة بالمنطقة المُصابة، ومن أعراض الإصابة بسرطان النخاع الشوكي ما يأتي:
- المعاناة من صعوبة عند المشي قد تُؤدِّي إلى السقوط.
- فقدان الإحساس ببعض مناطق الجسم، خاصَّة في الذراعين، أو الساقين .
- قِلَّة الشعور بالحرارة والبرودة، وفقدان الإحساس بالألم.
- ضعف العضلات، علماً بأنَّ ضعف العضلات يحدث في مناطق مختلفة من الجسم وبدرجات متفاوتة.
- الشعور بألم في منطقة الظهر ، وقد ينتشر الألم إلى مناطق أخرى في الجسد، كالقدمين، أو الذراعين، أو الوركين.
أسباب سرطان النخاع الشوكي
لا زالت الأسباب التي تقف وراء الإصابة بسرطان النخاع الشوكي غير واضحة، إلا أنَّ هنالك إجماع أنَّ للطفرات الجينيّة دوراً في الإصابة بالمرض، مع العلم أنَّ نوع الطفرة الجينيّة إن كانت وراثيّة، أو مكتسبة ما زال مجهولاً، كما تزيد احتماليّة الإصابة عند التعرُّض لبعض الموادّ الكيماويّة، أو لدى المُصابين بمرض فون هيبل لينداو (بالإنجليزيّة: Von Hippel-Lindau).
علاج سرطان النخاع الشوكي
تختلف الخطَّة العلاجيّة المُتَّبعة حسب نوع السرطان، ومكان نشأته، وعمر المريض، وحالته الصحِّية، وفيما يأتي ذكر السبل المُتَّبعة في علاج سرطان النخاع الشوكي:
- العمليّات الجراحيّة باستخدام الأجهزة، والتقنيات الحديثة التي تُساعد على تحديد مكان الورم وإزالته، كما يُمكن تفتيت الخلايا السرطانيّة، وإزالة ما تبقَّى منها باستخدام الموجات فوق الصوتيّة، مع العلم أنَّه قد تتبع العمليّة الجراحيّة بعض الأعراض الجانبيّة، كفقدان الإحساس المُؤقَّت، وتلف النسيج العصبي.
- العلاج الكيميائي، حيث يُساعد هذا العلاج على منع الخلايا السرطانيّة من النمو، وتدميرها، وهو أكثر علاجات السرطان شيوعاً، ويُصاحب تلقِّي العلاج الكيميائي بعض الأعراض الجانبيّة، كالتقيُّؤ، وسقوط الشعر، والشعور بالإرهاق، وانخفاض المناعة، ممَّا يُؤدِّي إلى زيادة احتماليّة التقاط العدوى.
- العلاج الإشعاعي ، ويتمّ اللُّجوء إلى العلاج الإشعاعي في عِدَّة حالات، كالإصابة بالأورام النقيليّة، وهي الأورام التي تنتقل إلى النخاع الشوكي بعد نشأتها في مناطق أخرى من الجسد، أو لإزالة الخلايا السرطانيّة المُتبقِّية بعد إجراء العمليّات الجراحيّة، أو لعلاج تلك الحالات التي لا تحتمل الجراحة، كما تتمّ الاستعانة بالعلاج الإشعاعي لتحسين كفاءة الخطَّة العلاجيّة المُتَّبعة، وحماية الأنسجة من الضرر، ومن أنواع العلاج الإشعاعي هناك العلاج بالبروتونات المُستخدَم لعلاج بعض أورام العمود الفقري .
- الأدوية والعقاقير، حيث يتمّ وصف بعض الهرمونات المُنشِّطة (الكورت-يكوستيرويدات) عند تلقِّي العلاج الإشعاعي، أو الخضوع للجراحة التي تُساعد على التقليل من التورُّم والالتهاب، والتقليل من ظهور بعض الأعراض الجانبيّة، كهشاشة العظام، وارتفاع ضغط الدم، وضعف العضلات، وغيرها.
- العلاج بالطبِّ البديل، حيث ظهر أنَّ هذا النوع من العلاج يُساعد على التقليل من ظهور الأعراض، مع العلم بأنَّه يجب الحذر، والحصول على الاستشارة الطبِّية فيما يخصُّ العلاج البديل، خاصَّة علاج السرطان بالأعشاب؛ لتجنُّب حصول أيٍّ من التداخلات الدوائيّة، ومن الأمثلة على العلاجات البديلة هنالك العلاج بالوخز بالإبر ، حيث يتمّ وخز المُصاب في مناطق مُعيَّنة من جسده، حيث ظهر أنَّ الوخز بالإبر يُساعد على التقليل من الشعور بالغثيان والتقيُّؤ.
- الجراحة الإشعاعيّة المجسّمة، حيث يتمّ تركيز الإشعاع على الورم باستخدام أجهزة الكومبيوتر، ممّا يُساعد على تحديد موقع الورم بدقَّة.
فيديو سرطان العمود الفقري
يؤثر هذا المرض على عضو من أهم أعضاء الجسم، فكيف يمكن علاجه؟ :