سر نجاح الحياة الزوجية
أسرار بسيطة لنجاح أي حياة زوجية
إنشاء علاقة زواج صحية مليئة بالحب والسعادة والاستقرار العاطفي ليس أمرًا سهلًا، بل تحتاج لمجهود من كلا الزوجين لدعم حياتهما الزوجية، والحفاظ على نجاحها.
ولكن! قد تختلف طبيعة العلاقة من عائلة لعائلة، أو بلد لبلد، أو مدينة لمدينة، أو معتقد لمعتقد، أو أيًّا كانت فروقات الظروف، ولكن قطعًا هناك أسرار إنسانية مشتركة يمكن إشراك ما يقارب ال7 مليار ونصف نسمة بها، لخّصنا أهمها وفقًا لآراء المختصين:
تركيز وإنصات وإصغاء أثناء اللقاءات
عادةً ما تُقرن نصيحة التكريز مع الشريك وتفاصيله في مجموع النصائح الموجّة للرجل على وجه الخصوص، بحكم انشغالاته، سفره، تغيّبه، وقد يتفق طيف كبير من النساء على فكرة أنّ الرجل غائب وإن كان حاضرًا! بحكم تشتته عنها وعن وجودها وحديثها، وقد يردّ الرجل بأنّ أعمالي ومسؤولياتي تتطلب مني الانشغال الكثير والتركيز في أمور العمل وغيره لأؤمن بدوري عيشًا كريمًا لعائلتي!
والحل الوسيط بين الطرفين هو أن يكون هناك وقت مقدّس يجمع بين الزوجين، ولو لساعة واحدة فقط في اليوم، يُجالس الرجل زوجته ويسمع منها ولهمومها وتسمع هي منك بالمقابل ننصحك أن لا تكتفي بالاستماع، فهي تُحب أن تراك تبادلها همومك واهتماماتك أيضًا!
توجيه هذه النصيحة للرجل فقط لا يعني انعدامها عن النساء أيضًا، فالرجل بطبيعته الإنسانية وحاجاته الطبيعية يحتاج إلى من يسمعه ويُصغي لهمومه، لذا تُنصح النساء بتخصيص وقت لزوجها بعيدًا عن الهاتف، مشاغل البيت، متطلبات الأولاد، بتركيز وإصغاء تامين لما يُشاركها وتشاركه هي بالمقابل ما بداخلها.
التركيز مع الشريك وإن اتُخذ عادة ونهجًا أسريًّا كطبق الغذاء اليومي، سيحل الكثير من المشاكل التي لم يكن الزوجان يعرف أنّ سببها هو قلة التركيز في التواصل ببساطة، وهو حل لا يحتاج لمجهود عظيم ولكنه بمفعول سحري كما نصح الخبراء والمختصون
نظام حياة متجدد وغير روتيني
أول ما يتبادر إلى الذهن عند الحديث عن تغيير النظام الذي اعتاد عليه الزوجان ربما لسنوات، هو فقط تكاليف مادية جديدة وأعباء مُستحدثة وهذا الاعتقاد غير صحيح! يمُكن للزوجة أو الزوج تغيير روتين ونظام حياتهم دون زيادة أي عبء مادي، بتبديل بعض الأدوار، زيارات عائلية غير معهودة، مشاهدة فيلم معًا، لعب بعض الألعاب العائلية معًا، قراءة كتاب ومناقشته معًا.
ثقة متبادلة وظاهرة لكلا الطرفين
الصدق هو أساس نجاح العلاقة بين الزوجين، لذلك يجب أن يسعى كل منهما لأن يكون جديرًا بالثقة من قبل الطرف الآخر، ويجب أن يثق كلاهما بالآخر.
تواصل بكفاءة جيّدة بين الزوجين
يتوجب على الزوجين السعي دائمًا لاكتساب مهارات التواصل الجيد فيما بينهما، وفتح باب النقاش بطريقة حضارية؛ وذلك لتقوية العلاقة بينهما.
وضع الحياة الزوجية في أعلى سلم الأولويات
يقع على عاتق كلا الزوجان العديد من المسؤوليات في حياتهما كرعاية الأهل، والأطفال والاهتمام بهم، وزيارة الأصدقاء، والعمل، ولكي يحصلا على حياة زوجية ناجحة وسعيدة يجب أن يكون الشريك في المرتبة الأولى من قائمة هذه المسؤوليات، ويجب تجنب إهمال الطرف الآخر في وقت الاهتمام بمشاغل الحياة الأخرى، ومحاولة تخصيص الوقت الكافي لقضائه مع الشريك.
المشاركة في تربية الأطفال
يجب أن يتشارك كلا الزوجين بتحمل مسؤولية تربية الأطفال، كما يجب توفير جو أُسري سعيد وآمن لهم من خلال تبادل عبارات الحب أمامهم، وإظهار المودة والاحترام لبعضيهما دائمًا، والتخطيط لجلسات عائلية أسبوعية لمناقشة الأمور التي مر بها كل فرد من العائلة، والسماح للأبناء بإبداء الرأي حول الأمور المهمة للعائلة، حتى وإن كان القرار الأخير للوالدين؛ لأن ذلك ينعكس على الاستقرار النفسي للأطفال.
نصائح لحياة زوجية سعيدة
تكون الحياة الزوجية في البداية في أجمل حالاتها، حيث يكون الشغف، والحب ، والعاطفة في الأوج، ثمّ تدخل العلاقة في مرحلة الروتين، توجد بعض النصائح والإرشادات تُساعد الشخص الذي يبحث عن حياة زوجية سعيدة تستمر إلى الأبد، ومنها ما يأتي:
- تقدير الشريك: يحتاج كلا الزوجين إلى التقدير والاهتمام من قِبل الطرف الآخر، وذلك عن كل ما يقدمه للآخر في جميع جوانب حياته.
- الاعتناء بالمظهر الخارجي: يجب أن يحرص كلا الزوجان على الاهتمام بالمظهر الخارجي مع تقدم سنوات الزواج، وعدم إهمال اللباس، أو تصفيف الشعر، أو الحفاظ على نظافة الأسنان حتى وإن زادت المهام المراد إنجازها بشكل يومي، خاصة مع وجود الأطفال الذين يأخذون الوقت الأكبر من العناية، والاهتمام.
- تجاوز المشكلات الصغيرة ومسامحة الشريك: تتعرّض العلاقة الزوجية كغيرها من العلاقات للمشاحنات، والمشاكل العديدة بعضها يكون صغيراً ويمكن تجاوزه، وبعضها يحتاج إلى معالجة فعلية، لذا عند وقوع أي مشكلة يجب التحلي بالصبر، والصمت لفترة وجيزة، لكي يتسنّى لكلا الطرفين مراجعة أحداث المشكلة، وإيجاد حلول لها دون تعميقها أكثر، كما يجب أن يُذكّر الشريك نفسه بإيجابيات شريكه، وبأنّه يستحق المسامحة مهما بدر منه.
- تقبل عيوب الشريك: جميع الأشخاص لديهم صفات إيجابية وأخرى سلبية، فلا يوجد إنسان يحمل فقط الصفات الإيجابية، لذا يجب على كلا الزوجين تقبل وتجاوز عيوب بعضهما البعض، والتركيز فقط على الصفات الإيجابية والمميزة في الطرف الآخر.
- البقاء على تواصل: ينشغل الزوجين بالعمل، والأطفال، والعائلة، وشؤون الحياة المختلفة، وقد يكون حديثهما أو تواصلهما مركز دائماً حول هذه الأمور، كمناقشة ميزانية المنزل الشهرية، أو من سيصحب الطفل إلى مدرسته، أو الأمور التي تحدث مع الأهل خارج إطار حياتهم، وغيرها من الأمور، لذا يجب على الزوجين محاولة الحديث حول نفسيهما بشكل منتظم ومستمر، حتى ولو كان ذلك لمدة قصيرة من اليوم، ومن الممكن فعل ذلك قبل النوم، أو أثناء شرب القهوة سوياً، أو في عطلة نهاية الأسبوع، أو من خلال تبادل الرسائل النصية خلال اليوم أثناء انشغالهما في أعمالهما.
- معرفة الأحداث التي يمر بها الشريك: يفترض كلا الشريكين معرفتهما التامة ببعضهما البعض، ولكن مع مرور الوقت يتغير الإنسان بصورة طبيعية من خلال ما يتعرض له من خبرات في حياته، وتتغير لديه اهتماماته ومخاوفه وما يحبه أو يكرهه، لذا يجب أن يبقى الشريك فضولياً لمعرفة كل الأمور المتعلقة بشريكه من خلال طرح الأسئلة عما مر به خلال يومه، وعن اهتماماته أو ما يعجبه وما يثير مخاوفه وقلقه، وقد يتفاجأ الشريك بتغيّر بعضًا من هذه الأمور التي كان يعرفها من قبل، فهذه الأمور تنعكس بإيجابية على حياتهما الزوجية، وبالتالي نجاحها.