سبب نزول سورة يوسف
سبب نزول سورة يوسف
إن سورة يوسف هي سورةٌ مكّية ، وعدد آياتها إحدى عشرة ومائة، وترتيبها في المصحف الشريف هو الثاني عشر، وتقع بين سورتي هود والرعد، وقد سمّيت بسورة يوسف لإيراد قصة يوسف -عليه السلام- فيها، وتحدُّثِها عن حياته بإسهاب، وبتفصيلٍ دقيق،ومما جاء في سبب نزولها ما يأتي:
- قيلَ إن اليهودَ سألوا رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- عن قصة يوسف؛ فأنزل الله سورة يوسف.
- أن الصحابة -رضوان الله عليهم- سألوا الرسول -صلى الله عليه وسلّم- أن يقصَّ عليهم من قصص القرآن.
- قيل إن كفار مكّة التقوا ببعض اليهود وتباحثوا في أمر رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، فقال لهم اليهود: سلوه لم انتقل آل يعقوب من الشام إلى مصر، وعن قصة يوسف، فنزلت السورة الكريمة.
- جاء في سبب نزولها أيضاً؛ أنها نزلت في العام الذي اجتمعت فيه الأحزان في قلب الرسول -صلى الله عليه وسلّم-، فاشتدَّ عذاب المشركين له ولأصحابه، وكان قد فقد زوجته خديجة، وعمّه أبو طالب، فجاءت تسلية لفؤاد الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ولتخفف عنهُ مصابه.
مقاصد سورة يوسف
لقد اشتملت سورة يوسف، على كثيرٍ من المقاصد والمرامي، فلم تكن قصةُ سيدنا يوسف -عليه السلام- محض قصة، يسردها القرآن الكريم، بل جاءت مليئةً بالمقاصد والدروسِ والعِبَر، ومنها:
- إيضاح أن الرؤيا الحسنة التي يراها المسلم هي رؤيا حق؛ بما تحتويه من نبوءات عن المستقبل القريب والبعيد.
- إثبات أن قدرة الله هي الغالبة، فلا يقف في طريقها شيء، وأن جميع مآلات الأمور في إرادة الله -تعالى-.
- التأكيد على أن من سنّة الله في الأرض معاقبة المكذبين والظالمين.
- بيان أن الابتلاء والشقاء قد يأتي من جهة أقرب الناس.
- التأكيد على حقيقة الوحي في قلوب المؤمنين وغيرهم.
- بيان أهمية كرامة الإنسان، والابتعاد عن التزلّف والتذلل للغير.
- التصدي للشهوات بالإيمان، والتأكيد على أن الحصول على مرتبة عالية من الإيمان هو الذي يُساعد المسلم على التصدّي للشهوات، والسيطرة على النزوات، وأن اليقين بالله -تعالى- هو ما يُثبت الإيمان ويزيدهُ في نفس المسلم.
- أكّدت السورة على أن العاقبة لمن يثبت على الحق من المؤمنين، الذين يصبرون على ابتلاء الله لهم بمختلف أنواعه وألوانه.
- بيان أن طريق الحق فيه شدائد ومصائب، وأنه مليء بالعقبات، وأن ما يعين الإنسان عليها هو تمسّكه بالله -تعالى- والصبر عليها، وأن العاقبة للمتقين.
مناسبتها لما قبلها
نزلت السورة الكريمة بعد سورة هود، وجاءت استكمالًا ل قصص الأنبياء ، ومما تحتويه من إثباتٍ لنزول الوحي على رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-، وبيان أن رسالة الأنبياء واحدة ومصدرها واحد؛ وأنها جاءت لدعوة الناس لتوحيد الله وترك الشرك بأنواعه، والالتزام بالعمل الصالح، وتجدر الإشارة أن قصة سيدنا يوسف جاءت في سورةٍ واحدة بعكس قصص الأنبياء الآخرين.