سبب نزول سورة القيامة
سبب نزول سورة القيامة
ورد في سبب نزول سورة يوم القيامة، العديد من الأحاديث التي تُبيّن أسبابًا لنزول بعض آيات السورة الكريمة، وفيما يأتي أسباب النزول التي وردت في سورة القيامة:
سبب نزول آية: أيحسب الإنسان
جاء في سبب نزول قول الله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى)، أنّ عدي بن ربيعة قال لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: "يا محمد حدّثني عن يوم القيامة متى يكون أمره؟"، فلمّا أخبره النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- بما يكون في ذلك اليوم قال له: "لو عاينت ذلك اليوم لم أصدقك، ولم أؤمن به، أوَيجمع الله هذه العظام بعد بلاها؟!"، فأنزل الله تعالى هذه الآية.
وقيل إنّها نزلت في أبي جهل حين كان يخبر الناس أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يحدث القوم عن البعث ويخبرهم بأنّ الله سُيحيي الموتى ويبعثهم للحساب في اليوم الآخر، فكان يقول لهم أبو جهل : "أيزعم محمد -صلَّى الله عليه وسلَّم- أن يجمع الله هذه العظام بعد بلاها وتفرقها، فيعيدها خلقاً جديداً"، فأنزل الله تعالى هذه الآية ليُبين حقيقة البعث وقدرته على ذلك.
سبب نزول آية: لا تحرك به لسانك
جاء في سبب نزول قول الله تعالى: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ)، أنّ النبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- كان يُحرّك لسانه حين نزول الوحي عليه من الله تعالى بالقرآن الكريم، وذلك ترديدًا له لكي يحفظه، ويُثبّت بذلك حفظ الآيات التي نزلت عليه، فأنزل الله تعالى على رسوله -صلَّى الله عليه وسلَّم- هذه الآية، ليستمع للوحي من غير أن يفعل ذلك.
سبب نزول آية: أولى لك فأولى
جاء في سبب نزول قول الله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى* ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى)، أنّ أبو جهل جمع القوم من قريش وقال لهم: " ثكلتكم أمهاتكم، يخبركم ابن أبي كبشة أن خزنة جهنم تسعة عشر، وأنتم الدهم والشجعان، أفيعجز كل عشرة منكم أن يبطشوا برجل من خزنة جهنم".
وأوحى الله تعالى إلى نبيه أن يقول لأبي جهل ما جاء في هذه الآية وهي قوله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى)، وقيل إنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-، قد قالها لأبي جهل من نفسه ليرد عليه فيما قاله، ثمّ أنزل الله تعالى الآيات موافقة لقوله، وهذا قول ابن عباس -رضي الله عنه-.
التعريف بسورة القيامة
تُعد سورة القيامة من السور المكيّة التي تتناول الموضوعات العقائدية، ولم يقع خلاف بين أهل العلم في ذلك، حيث نُقل عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: "نزلت سورة القيامة وفي لفظ سورة لا أقسم بمكة"، و قد نزلت سورة القيامة بعد سورة القارعة، ويبلغ عدد آيات سورة القيامة أربعين آية، وهذا عند أهل الكوفة، وقيل تبلغ آياتها تسعًا وثلاثين آية .
مضامين سورة القيامة
اشتملت سورة القيامة على العديد من المضامين، وجميعها يصب في ذات المحور؛ وهو الحديث عن يوم القيامة وإثبات ما فيه من أحداث، واشتملت السورة على ما يأتي:
- بيان تفاصيل يوم القيامة والأهوال التي ستكون فيه، والأحداث التي ترافق هذا اليوم، وعظمة هذا الحدث وهيبته.
- إثبات البعث والجزاء ، وإقامة الأدلة على ذلك، وبيان تأثير يوم القيامة على الكائنات.
- بيان جزاء عمل بني آدم؛ وذلك في يوم القيامة، فمن عمل خيرًا يلقى خيرًا، ومن عمل شرًا يلقى مثلما قدّم، فالله تعالى في ذلك اليوم ينبئ الناس بأعمالهم.
- بيان الآداب التي تتعلّق بسماع الوحي.
- وعد المؤمنين بلقاء الله تعالى ورؤيته وهم فرحين مستبشرين لذلك.
- العودة لإثبات وقوع يوم القيامة، وذكر الأدلة والبراهين على ذلك.
- تقرير قدرة الله تعالى على بعث الموتى، وإثبات ذلك بأدلة، وختام السورة بسؤال تقرير يُثبت قدرة الله تعالى على ذلك.
سبب تسمية سورة القيامة بهذا الاسم
سُمّيت بسورة القيامة بهذا الاسم؛ لأنّ الله تعالى أقسم عند الابتداء بها بيوم القيامة؛ وهو اليوم الآخر الذي يقضي به الله تعالى مصير الكائنات، ولم يُقسم الله تعالى بيوم القيامة في غيرها من السور، فسُمّيت بالقيامة لورود القسم في أولها، وتُسمّى أيضًا بسورة لا أقسم، وهذا الاسم قد ذكره الآلوسي، وشاعت تسميتها في المصاحف بسورة القيامة.