سبب نزول سورة الفلق
ما سبب نزول سورة الفلق؟
قيل في سب نزول سورة الفلق ما ورد في أثرٍ بأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد أصابه سحرٌ من أحد اليهود، فاشتكى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذلك، فنزل عليه جبريل -عليه السلام- بالمعوِّذتيْن -سورة الناس والفلق-، وأخبره بمكان وجود السحر، فأرسل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عليًّا -رضي الله عنه- وأمره بأن يحلَّ العقد وقرأ الآيات.
عن زيد بن أرقم -رضي الله عنه-: (سَحَرَ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِن اليهودِ، قال: فاشتَكى لذلك أيَّامًا، قال: فجاءه جِبريلُ عليه السَّلامُ فقال: إنَّ رَجُلًا مِن اليهودِ سَحَرَكَ، عَقَدَ لك عُقَدًا في بِئرِ كذا وكذا، فأرسِلْ إليها مَن يَجيءُ بها، فبَعَثَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عليًّا رَضيَ اللهُ عنه، فاستخرَجَها، فجاء بها، فحَلَّها، قال: فقام رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كأنَّما نَشِطَ مِن عِقالٍ، فما ذَكَرَ لذلك اليهوديِّ، ولا رَآه في وَجهِه قَطُّ حتى مات).
ترتيب نزول سورة الفلق
تتألَّف سورة الفلق من خمسة آياتٍ، وقد نزلت بعد نزول سورة الفيل، وقبل نزول سورة الناس. أما مكانها في القرآن فهي بعد سورة الإخلاص بالترتيب، وهي السورة قبل الأخيرة في القرآن الكريم، وتأتي بعدها سورة الناس.
مكان نزول سورة الفلق
تعدّدت الآراء في مكان ووقت نزول سورة الفلق، فقيل إنَّها سورةٌ مدنيَّةٌ نزلت في المدينة المنوَّرة بعد هجرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وهذا القول على حسب رأي ابن كثير، وفي قولٍ عن الحسن بأنَّها سورةٌ مكيَّةٌ، وقيل: الأظهر أنَّها سورةٌ مدنيَّةٌ، وذلك نظرًا لسبب النزول.
مقاصد سورة الفلق
احتوت سورة الفلق على عددٍ من المقاصد والفوائد، قال -تعالى-: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ* مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ* وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ* وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ* وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ}، وفيما يأتي أهم مقاصدها:
- تعليم المسلم ضرورة الاستعاذة بالله واللجوء إليه من كلِّ أمرٍ يُحذر منه في أمور الدُّنيا والآخرة.
- الإدراك بأنَّ الحاسد لا يضرُّ حسده إلَّا إذا أظهر ما في داخله من غيظ، وتصرَّف بمقتضى حسده، وإلَّا فلا يتعدى حسده عن غمَّته بفرح غيره من الناس.
- تعليم المسلم بضرورة الحذر من الليل وما فيه من حشرات مؤذية، وشياطين تساعدهم الظلمة على الحركة، وذلك يكون بالاستعاذة من الله تعالى.
- الابتعاد قدر الامكان عن النميمة، لما فيها من تقطيع أواصر المودَّة بين النَّاس، ولسوء صورتها في القرآن الكريم، فحثَّ القرآن الكريم المسلم على الاستعاذة من شرِّ كلِّ نمّام.
- استعاذة المسلم من كلِّ شخصٍ يمكن أن يتعدَّى ضرره إلى غيره.
ملخّص المقال: ورد أنّ سورة الفلق نزلت بعد أن سُحِر النبيّ، ويستفاد من سورة الفلق لجوء المسلم إلى الله -تعالى- والاستعاذة به من كلِّ شيٍ من شأنه أن يضرَّ بالإنسان، بالإضافة إلى الابتعاد قدر الإمكان عمَّا يمكن أن يكون سببًا لاكتساب صفة الحسد، أو النميمة، لئلّا يدخل الإنسان ضمن فئة الناس المستعاذ منهم.