سبب نزول سورة الفجر
سورة الفجر
تعدّ سورة الفجر إحدى السور المكية ، ويبلغ عدد آياتها ثلاثين عند أهل العدد الكوفي والشاميين، واثنين وثلاثين عند أهل العدد المكي والمدني، وتسع وعشرين عند أهل البصرة، أمّا عدد كلماتها فهي مائة وتسعون، وحروفها خمسمئة وسبعة وتسعون، كما تعد السورة التاسعة والثمانين وفق الرسم القرآني، والسورة العاشرة وفق ترتيب النزول، حيث نزلت بعد سورة الليل وقبل سورة الضحى، وقد سمّيت سورة الفجر بهذا الاسم نسبة للقسم الذي ابتدأها به الله -تعالى- بقوله: (وَالْفَجْرِ) ، وتظهر مناسبة هذه السورة لما قبلها وهي سورة الغاشية من عدة وجوه ومنها:
- ذكرت سورة الغاشية فريقين من الناس: أشقياء وسعداء، وقد جاءت سورة الفجر تذكر طوائف على الأشقياء ك قوم عاد ، وثمود، وفرعون، وبينت طوائف السعداء المؤمنين المهتدين.
- قول الله -تعالى- في سورة الغاشية: (أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) ، فيه مشابهة لقول الله -تعالى- في سورة الفجر: (أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ).
سبب نزول سورة الفجر
لم تذكر كتب التفسير سبباً لنزول سورة الفجر كاملة، لكنّهم ذكروا سبب نزول قول الله -تعالى- من سورة الفجر: (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ) ، وقد أشار بعض العلماء إلى تعدد آراء السلف الصالح فيمن نزلت هذه الآية كما يأتي:
- قالوا إن هذه الآية قد نزلت في حمزة بن عبد المطلب -رضي الله عنه- عندما استُشهد في غزوة أحد، وممّن قال بذلك أبو هريرة وبريدة الأسلمي -رضي الله عنهما-.
- قالوا إن هذه الآية قد نزلت في عثمان بن عفان -رضي الله عنه- عندما اشترى بئر رومة بغية سقاية المسلمي، وجعلها في سبيل الله -تعالى-، وممّن قال بذلك الضحاك -رحمه الله-.
- قالوا إن هذه الآية قد نزلت في خبيب بن عدي -رضي الله عنه- عندما صلبه أهل مكة، وممّن قال بذلك مقاتل.
- قالوا إن هذه الآية قد نزلت في أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- وقد قال بذلك الماوردي.
- قالوا إن هذه الآية قد نزلت في كافة المسلمين وعامتهم، وممّ قال بذلك عكرمة بن أبي جهل -رضي الله عنه-.
أمّا فيما يتعلق بمعنى لفظ "المطمئنة" فتعددت أقوال العلماء فيه كما يأتي:
- المطمئنة بمعنى المؤمنة، وقد قال بذلك عبد الله بن عباس -رضي الله عنه-.
- المطمئنة بمعنى المطمئنة بالإيمان، وقد قال بذلك الزجاج.
- المطمئنة بمعنى الراضية بقضاء الله ، وقد قال بذلك مجاهد.
- المطمئنة بمعنى الموقنة بما وعد الله -تعالى-، وقد قال بذلك قتادة.
مقاصد سورة الفجر
يجدر بالذكر الإشارة إلى أهم مقاصد سورة الفجر، والتي منها ما يأتي:
- ذكر بعض قصص المكذبين برسل الله -تعالى-، والإشارة إلى ما حلّ بهم من عذاب وتدمير.
- الإشارة إلى طبيعة النفس البشرية من حيث حبّها الشديد للمال، والرغبة الدائمة في الاستزادة منه.
- الحديث عن الآخرة وأهوالها، وأنّ القضاء والفصل بين الناس يومئذ لله -تعالى-، وأنّ الناس سينقسمون إلى فريقين أشقياء وسعداء.