سبب نزول سورة الجمعة
في عهد النبوة مر على أهل المدينة المنورة عام قحط ومجاعة، فأصاب الناس الجوع وارتفعت أسعار السلع، وفي إحدى أيام الجُمع كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يخطب بالناس خطبة الجمعة، فإذا بقافلة محمّلة بأصناف من البضائع تدخل المدينة المنورة.
وحينها قام الناس لاستقبالها دون أن يستأذنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يبقَ معه إلا عدد قليل من المسلمين، فنزل قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا).
التعريف بسورة الجمعة
سورة الجمعة من السور المدينة ؛ أي أنها نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، وعدد آياتها إحدى عشرة آية.
قد ونزلت سورة الجمعة بعد سورة الصف، وجاءت كذلك تتلوها في ترتيب المصحف، وجاءت بعد سورة الصف للتوافق بينهما بالموضوعات، وقد كان وقت نزول سورة الصف بين صلح الحديبية وغزوة تبوك؛ فيكون بذلك وقت نزول سورة الجمعة في هذه الفترة الزمنية أيضاً.
وجاءت تسميتها بالجمعة لقوله تعالى في الآية التاسعة منها: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلى ذِكْرِ اللَّهِ).
وأما الغرض من سورة الجمعة فقد اشتمل على حث المسلمين على العمل بالعلم الذي يتعلمونه، وتوبيخ لمن لا يعمل بعلمه من المنافقين واليهود.
موضوعات سورة الجمعة
تحتوي سورة الجمعة على عدد من الموضوعات التي تهم المسلم وتدعوه للالتزام بها وتطبيقها والعمل بها، وهي:
- استهلّت سورة الجمعة بتنزيه الله عما لا يليق به من النقص، ووصفته بصفاته التي يليق به سبحانه؛ وهي صفات الكمال، فلا أحد يوصف بالكمال إلا الله وحده لا شريك.
- توضيح أحكام صلاة الجمعة ، لأنها تنوب عن صلاة الظهر التي نصليها سائر أيام الأسبوع؛ حيث إن صلاة الجمعة تختلف في أحكامها عن صلاة الظهر، فهي تشتمل على خطبة ومن ثم ركعتين.
- ذكرت سورة الجمعة بعض أوصاف النبي صلى الله عليه وسلم مع بيان أنه خاتم الأنبياء.
- ذكرت مهامه تجاه المؤمنين؛ من تعليمهم القرآن كتاب الله، وبيان الحلال والحرام لهم، وهدايتهم بعد أن كانوا في تَيْهٍ وضلال ويعبدون الحجارة ويقدسونها، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ).
- عابت السورة على اليهود بتركهم تطبيق ما نزل عليهم من التوراة، وشبهتهم بالحمار يحمل الكتب النافعة على ظهره ولا يفهمها ولا يعمل بما فيها.
- حثت سورة الجمعة المسلمين على أداء صلاة الجمعة والسعي لها، وترك كل ما عداها في وقتها، والعودة إلى طلب الرزق والسعي له وسائر الأعمال الأخرى التي تتوقف في وقت صلاة الجمعة من اللعب والدراسة والزيارات.
- خُتمت بمعاتبة المسلمين الذي سارعوا إلى القافلة ونبي الله يخطب بهم خطبة الجمعة.
