سبب تسيمة سورة يس
سبب تسمية سورة يس
سُميت سورة يس بهذا الاسم؛ نظراً لافتتاح آياتها بالحروف المقطعة التي قال العلماء فيها بأنَّها دلالة على عجز العرب وبلغائهم على أن يأتوا بمثل هذا القرآن الكريم، على الرغم من أنّه مؤلف من هذه الأحرف المقطّعة التي يعرفها العرب، ومنها لغتهم التي يتكلمون بها.
سبب نزول سورة يس
قيل في سبب النزول بأنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان في إحدى المرات قرأ سورة السجدة، فتوجه له نفر من المشركين بنية إسكاته -صلى الله عليه وسلم- فجعل الله -تعالى- أيدي المشركين في أعناقهم.
وأعمى الله أبصارهم فاستنجدوا برسول الله ليفك عنهم ما هم فيه، فدعا الله -تعالى- لهم حتى زال عنهم ما هم فيه، وعلى الرغم من ذلك لم يؤمنوا برسالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
قال -تعالى-: (إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ)، وقد قيل فيها بأنَّ أبا جهل كان يتوعد رسول الله بأن يقوم بأذيّته، فما كان يرى رسول الله حتى يقف أمامه ولا يستطيع أن يراه أو أن يفعل له شيئاً يؤذيه.
التعريف بسورة يس
سورة يس هي سورة مكية نزلت على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قبل هجرته إلى المدينة المنورة، ويبلغ عدد آياتها ثلاث وثمانين آية، وقد اشتملت السورة الكريمة على عدد من المواضيع، منها ما يأتي:
- الحديث عن بعض المظاهر الكونية
قال -تعالى-: (وَآيَةٌ لَّهُمُ الأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا وَأَخْرَجْنَا مِنْهَا حَبًّا فَمِنْهُ يَأْكُلُونَ وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ وَفَجَّرْنَا فِيهَا مِنْ الْعُيُونِ لِيَأْكُلُوا مِن ثَمَرِهِ وَمَا عَمِلَتْهُ أَيْدِيهِمْ أَفَلا يَشْكُرُونَ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الأَرْضُ وَمِنْ أَنفُسِهِمْ وَمِمَّا لا يَعْلَمُونَ).
- الحدث عن أحوال المشركين ومنعهم من أذّية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، قال -تعالى-: (وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ).
- سرد أحوال أصحاب القرية وموقفهم من دعوة أنبيائهم
قال -تعالى-: (وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلاً أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ إِذْ أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمُ اثْنَيْنِ فَكَذَّبُوهُمَا فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ فَقَالُوا إِنَّا إِلَيْكُم مُّرْسَلُونَ قَالُوا مَا أَنتُمْ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَمَا أَنزَلَ الرَّحْمَن مِن شَيْءٍ إِنْ أَنتُمْ إِلاَّ تَكْذِبُونَ).
- الحديث عن أحداث يوم القيامة والبعث، وبيان مدى قصر الحياة الدنيا
قال -تعالى-: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ).
- ذكر جانب من قصة سيدنا نوح، ذكرت سورة يس قصة نبي الله نوح -عليه السلام- وتكذيب قومه له على الرغم من طول المدة التي دعا فيها نوح إلى الله -تعالى- لكن لم يخرج إلّا بقلة من المؤمنين.