زهد أبي بكر الصديق وورعه
زهد أبي بكر وورعه قبل الخلافة
من المواقف التي دلَّت على زهد أبي بكر وورعه يوم أمر النبي عليه الصلاة والسلام بالصدقة، فجاء عمر بن الخطاب بنصف ماله، بينما جاء أبو بكر الصديق بماله كلِّه، وحينما سأله النبي الكريم ما أبقيت لأهلك، قال له: أبقيت لهم الله ورسوله، ومن المواقف التي دلت على ورعه الشديد قصته مع غلامه الذي فرض له خراجاً يؤديه إليه، فأتاه الغلام يوماً بطعام فأكل منه، ثمَّ عندما أخبره الغلام بمصدر الطعام وأنَّه أهدي إليه عندما كان يتكهَّن لرجل في الجاهلية، وضع أبو بكر أصبعه في فيه فأخرج ما في بطنه من الطعام، كما دخل يوماً حائطاً فرأى طيراً يتنقل بين الأشجار، فقال قاصداً الطير: طوبى لك، تأكل من الشجر، وتشرب من الماء، ثمَّ تصير إلى غير حساب.
زهد أبو بكر الصديق وورعه أثناء خلافته
ذكرت كتب التاريخ موقفاً للصديق يدل على زهده وورعه، ففي أول يوم من خلافته يضع الصديق لفافة من قماش على كتفيه ثمَّ ينطلق بها إلى السوق ليجلب لعياله قوت يومه، فيراه عمر بن الخطاب وأبو عبيدة فيستوقفانه ويسألانه عن وجهته، فيبين لهم أنَّه يريد السوق لطلب الرزق، وإطعام أولاده، فيقول له عمر ما ينبغي لك ذلك وأنت أمير المؤمنين، فيفرضان له راتباً من بيت مال المسلمين حتى يتفرغ لمنصب الخلافة، ورعاية مصالح وشؤون المسلمين.
ورع أبي بكر حين احتضاره
حينما احتضر الصديق رضي الله عنه تمثلت عائشة رضي الله عنها ببيت شعر قيل فيه:
أَعَاذِلُ مَا يُغْنِي الْحَذَارُ عَنِ الْفَتَى
- إِذَا حَشْرَجَتْ يَوْمًا وَضَاقَ بِهَا الصَّدْرُ
فقال لها أبو بكر رضي الله عنه ليس هكذا يا بنيتي ولكن قولي: (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ ).ثمَّ طلب منها أن تغسل ثوبه حتى يكفَّن فيه، ثمَّ قال إنَّ الحي أحوج للجديد من الميت، وعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّها قالت ما ترك أبو بكر ديناراً ولا درهماً ضربه لله سكته.