رواد المدرسة التكعيبية
رواد المدرسة التكعيبية
كانت التكعيبية من أهم وأكثر أساليب الفنون البصرية تأثيرًا في القرن 20، فلم يكن الفنانون المنضمون للمدرسة التكعيبية ملزمين بأخذ الشكل أو اللون أو الملمس أو الفضاء الحقيقي للأشياء بل بتقديم واقع آخر من محض خيالاتهم وتصوراتهم، ومن أبرز رواد هذه المدرسة ما يأتي:
بابلو بيكاسو
كان الفنان بابلو بيكاسو 1881م-1973م من أشهر رواد هذه المدرسة، حيث كان له التأثير الكبير في تطور الفن الحديث ، حيث تجاوزت أعداد أعماله على 20,000 لوحة ورسومات ومجموعات مسرحية وحتى مجموعات الأزياء ولوحات السيراميك والمنحوتات، فقد اشتهرت فنونه أنها تحمل عددا كبيرا من الرسائل الفكرية والسياسية والاجتماعية.
ولد بيكاسو في مالقا بإسبانيا عام 1881م، ودرس الفنون لفترة قصيرة في مدريد، وانتقل بعدها لبرشلونة، حيث التقى بمجموعة كبيرة من الشعراء والكتاب، وقد عرف في أوائل فنونه بلوحات توحي بمشاعر الدمار والكآبة المستوحاة بشكل كبير من صعوبة الحياة التي كان يعيش بها آنذاك، التي يشار إليها باسم الفترة الزرقاء، التي تناولت مشاعر الحاجة والوحدة والخَيبة.
من أشهر لوحات الفترة الزرقاء هي لوحة وجبة الرجل الأعمى (بالإنجليزية: The Blind Man’s Meal)، حيث استخدم اللون الأزرق في تلك اللوحة ليوصل مشاعر العزلة، ثم انتقل بعدها إلى باريس ، وهناك تأثر بالفن البوهيمي فوجه فنونه نحو مواضيع أكثر سعادةً، حيث رسم لوحة في الأرنب الرشيق (بالإنجليزية: At The Lapin Agile).
بول سيزان
عكف بول سيزان 1839م-1906م على استخدام الألوان الداكنة في لوحاته الرومانسية والكلاسيكية، والتي نفذها بسكين الألوان لتعطي القوة وتظهر طبقات الألوان وتبايناتها، وسرعان ما تخلى عن اللوحات الداكنة ليبدلها بلوحات لامعة وبدأ برسم بعض التفاصيل الواضحة للأشياء كالأبواب والفواكه وتدل لوحته الحياة الساكنة (بالإنجليزية: Life Living Still) على نظام لوني مصقول ومتدرج ورافض للتباين الكبير بين الظل والنور.
في عام 1890م اشتهر الفنان برسم سلسلة من صور لفلاحين يلعبون الورق في لوحة لاعبي الورق (بالإنجليزية: The Card Players) لتكون من أفضل التكوينات واللوحات التي قام برسمها على الإطلاق، حيث بينت تدرجات لونية واضحة للأشكال وخلقت جوا ثلاثي الأبعاد لم يكن شائعا في المدرسة التكعيبية.
فرناند ليجر
عُرف ليجر 1955م-1881م بأنه من رواد المدرسة التكعيبية؛ إلا أن أسلوبه كان مختلفا كثيرا عن التكعيبية وتأرجح بين الفن التجريدي تارة وإظهار لأشكال واضحة تارة أخرى، مفضلا الألوان الأساسية ونمطا حقيقيا عن الواقع، حيث قسم الأشياء إلى أشكال هندسية مع الاحتفاظ بالأبعاد الثلاثة، وكان أكثر ما يميز فنونه الأشكال الأسطوانية والبشرية التي تشبه الروبوت كناية عن الانسجام بين الإنسان والآلة.
كان من أشهر لوحاته لوحة الغواصون السود الكبار (بالإنجليزية: The Big Black Divers)، يظهر فيها ليجر قدرته على تصور الجسد البشري ولكن بحرية وعدم التزام بالشكل الطبيعي، حيث رسم الفنان الغواصين وكأنهم نسيج اجتماعي واحد، تطفو فيه الجثث البشرية وتتشابك في الفضاء مما يؤكد اهتمامه بالشكل البشري تجريدا وحرصه على عدم التقيد بشكل هندسي واضح.
عرف ليجر أيضا بلوحة بناة بالحبل (بالإنجليزية: Builders With Rope) والتي رسمها متأثرا بالطبقات العاملة ذاك الوقت ومنهم عمال البناء، حيث يصور الشكل البشري على أنه طبيعي أكثر من لوحاته السابقة، وأراد للأشكال البشرية أن تتناقض مع الفولاذ الذي يحيط بالإنسان في اختزال بسيط ليفصل الإنسان عن اختراعاته، وليبين حجم أهمية الإنسان أمام ما تصنع يداه.