شرح أبواب الجنة الثمانية للأطفال
ما هي أبواب الجنة
لقد ثبت أنّ للجنة ثمانية أبواب يدخل منها المؤمنون، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما مِن أحَدٍ يَتَوَضَّأُ فيُبْلِغُ، أوْ فيُسْبِغُ، الوَضُوءَ ثُمَّ يقولُ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا عبدُ اللهِ ورَسولُهُ؛ إلَّا فُتِحَتْ له أبْوابُ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةُ يَدْخُلُ مِن أيِّها شاءَ).
وقال -صلى الله عليه وسلم- أيضاً: (مَن قالَ: أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، وأنَّ عِيسَى عبدُ اللهِ، وابنُ أمَتِهِ، وكَلِمَتُهُ ألْقاها إلى مَرْيَمَ ورُوحٌ منه، وأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وأنَّ النَّارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ اللَّهُ مِن أيِّ أبْوابِ الجَنَّةِ الثَّمانِيَةِ شاءَ)، وأسماء أبواب الجنة كما يأتي:
باب الريان
وهو الباب الذي يدخل منه الصائمون، ودليل ذلك ما ثبت في صحيح البخاري أنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (فِي الجَنَّةِ ثَمَانِيَةُ أبْوَابٍ، فِيهَا بَابٌ يُسَمَّى الرَّيَّانَ، لا يَدْخُلُهُ إلَّا الصَّائِمُونَ).
باب الصلاة والجهاد والصدقة
وقد ثبتت أسماء هذه الأبواب في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَن أنْفَقَ زَوْجَيْنِ في سَبيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِن أبْوَابِ الجَنَّةِ: يا عَبْدَ اللَّهِ هذا خَيْرٌ، فمَن كانَ مِن أهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّلَاةِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِن بَابِ الجِهَادِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِن بَابِ الرَّيَّانِ، ومَن كانَ مِن أهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِن بَابِ الصَّدَقَةِ).
ومن التزم الصلاة وتعاهدها يدخل من باب الصلاة، ومن شارك في الجهاد في سبيل الله دخل من باب الجهاد، ومن كان من المتصدّقين المنفقين أموالهم ابتغاء مرضاة الله فيدخل من باب الصدقة.
باب الأيمن
وهو الباب الذي يدخل منه من لا حساب عليه، وقد ثبت هذا الباب بالحديث الثابت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن يوم القيامة يُقال لرسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا مُحَمَّدُ، أدْخِلِ الجَنَّةَ مِن أُمَّتِكَ مَن لا حِسابَ عليه مِنَ البابِ الأيْمَنِ مِن أبْوابِ الجَنَّةِ، وهُمْ شُرَكاءُ النَّاسِ فِيما سِوَى ذلكَ مِنَ الأبْوابِ).
باب التوبة والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس
لقد تعدّدت آراء العلماء في تحديد أسماء بقية الأبواب فيما لم يثبت فيه نصٌّ صحيح، فقال القاضي بن عياض فيما نقله القرطبي: "ذكر مسلم في هذا الحديث من أبواب الجنة أربعة وزاد غيره بقية الثمانية فذكر منها: باب التوبة، وباب الكاظمين الغيظ، وباب الراضين".
وقد ذكر الترمذي أنّ من أبواب الجنة أيضاً؛ باب محمد والذي قد يُسمى باب الرحمة أو باب التوبة؛ وهذا الباب مفتوحٌ للناس حتى تطلع الشمس من مغربها، فلا يستطيع أي إنسانٍ التوبة بعدها، ويُعاد فتحه يوم القيامة ليدخل منها التائبون.
وقد قالوا أيضاً أنّ ما تبقى من أبواب الجنة قد سُمِّيَ على أسماء أعمال البر، فكما هناك باب للصلاة والصدقة والصيام، فهناك باب للحج والعمرة وللصلة، وباب الضحى لمن يداوم على صلاة الضحى، وما إلى ذلك من أعمال البر.