رجيم لمرضى الفشل الكلوي
رجيم لمرضى الفشل الكلوي
تتطور أمراض الكلى بشكلٍ تدريجي، ويختلف طول كلِّ مرحلةٍ من مراحل المرض اعتماداً على كيفية علاج المرض، وخاصةً النظام الغذائي المُتّبع من قِبَل المريض، وما إذا كان الطبيب يوصي بغسيل الكلى.
ويجدر التنبيه إلى عدم وجود نظام غذائي وخطة موحدة تُناسب جميع مرضى الفشل الكلوي، حيث تختلف الأطعمة، أو المُكملات الغذائيّة الموصوفة اعتماداً على عدّة عوامل تتغيّر مع مرور الوقت، وقد ينصح الطبيب بمراجعة اختصاصي تغذية حاصل على تدريب خاص لاستشارته حول كيفية اختيار الأطعمة والمكملات الغذائية المناسبة.
كما تجدر الإشارة إلى أنّ احتباس السوائل في جسم مرضى الكلى قد يسبب تَغيُّراتٍ سريعة في الوزن، لذا لا بُدَّ من مُراقبة الوزن، وقد يحتاج المريض إلى رفع السعرات الحراريّة ، وتقليل البروتينات المُتناولة، والالتزام بحميةٍ غذائيّةٍ مُنخفضة الصوديوم، والبوتاسيوم، وبعض المعادن، بالإضافة إلى تقليل السوائل.
ومن الضروري الحصول على تقييم شامل للوضع التغذوي لمريض الفشل الكلوي، واتّباع خطة غذائيّة مُناسبة خاصةً للمرضى في المراحل الأخيرة من المرض.
العناصر الغذائية التي تؤثر في مرضى الفشل الكلوي
الصوديوم
يُعدُّ الملح أو الصوديوم ضرورياً للحفاظ على توازن الماء في جسم الإنسان، وعند اختلال قدرة الكلية على ضبط نسب الصوديوم والماء؛ قد تظهر عدَّة مشاكل، منها؛ العطش، واحتباس السوائل في الجسم، ارتفاع ضغط الدم ، و مواجهة صعوبة أثناء غسيل الكلى، ويُمكن التحكّم بهذه المشاكل عبر تقليل كميّة الصوديوم المُتَناول يومياً، إذ إنّ تقليل الصوديوم يُعدُّ من أهم الاستراتيجيات المُتبعة للسيطرة على أمراض الكلى ، ويَتمُّ ذلك من خلال:
- تلافي استخدام الملح عند طهي الطعام.
- تجنّب استعمل الملح أثناء تناول الطعام.
- قراءة ملصقات الأطعمة، والابتعاد عن الأطعمة التي تحتوي على 300 مليغرامٍ من الصوديوم لكل حصة من الطعام، أو التي تحتوي على أكثر من 600 مليغرامٍ من الصوديوم للأطعمة المجمّدة، وتجنب الأطعمة التي يكون الملح في أوّل 4 أو 5 عناصر من لائحة مكوناتها.
- الابتعاد عن تناول النقانق، واللحوم المصنَّعة، كالناجت والسجق وغيرها.
- تجنّب تناول الحساء المعلّب، أو تناول الحساء الذي ذُكر في ملصقاته أنّ محتواه من الصوديوم منخفض، مع تناول كوب واحد من هذا النوع وتجنّب تناول العلبة كاملة.
- عدم استخدام الخضراوات المعلّبة، إلَّا التي تحتوي على ملصق يشير إلى خلوها من الملح المضاف.
- الابتعاد عن استخدام الأملاح المنكهة كملح الثوم، وملح البصل، وتجنّب تناول الملح البحري .
- البحث عن بدائل خالية من الملح، أو قليلة المحتوى من الملح من الاطعمة المفضلة مثل الفول السوداني.
- تلافي شراء أي من منتجات اللحوم، أو الدجاج المتبلة، والمنكهة، والمعبأة في محلول، كشرائح الدجاج، أو اللحم، أو البرغر.
البوتاسيوم
قد يتراكم البوتاسيوم في دم مرضى الفشل الكلوي بين جلسات غسيل الكلى، ومن المهمّ الحفاظ على توازن نسب البوتاسيوم في الدم، حيث إنَّ ارتفاع نسب البوتاسيوم، أو انخفاضها بشكل كبير قد يسبب تشنّج العضلات ، أو توقّف القلب.
لذا قد يُنصح المريض -حسب حالته- بتقليل الأطعمة التي تحتوي على نسبٍ مرتفعة من البوتاسيوم مثل؛ الموز، والأفوكادو، والزبيب، والخوخ، وعصير القراصيا، بالإضافة إلى البرتقال، وعصير البرتقال، والطماطم، وعصير ومعجون الطماطم، والعدس، والسبانخ، والبازلاء، واليقطين، والبطاطا الحلوة والعاديّة، والمشمش المجفف، والحليب، إلى جانب منتجات النخالة، والجبن قليل الصوديوم، والمكسرات، واللحوم، والدواجن، ويُمكن اتّباع بضع خطوات لتقليل محتوى الفواكه، والخضراوات من عنصر البوتاسيوم مثل:
- وضع الخضار في ماء بارد بعد تقشيرها مباشرة، وذلك لمنع تغير لونها.
- تقطيع الخضار إلى قطع صغيرة بسمك 0.32 سم.
- شطف الخضار والفواكه بالماء الدافئ لثوانٍ قليلة.
- نقع قطع الخضار في ماء دافئ، بحيث تكون كميّة الماء أكبر بـ 10 أضعاف تقريباً من كميّة الخضار الموضوعه فيه، مع الانتباه إلى تغيير الماء كل 4 ساعات في حال نقعه لفترة طويلة.
- شطف الخضار تحت الماء الدافئ.
- طهي الخضار مع وضع كميّة من الماء تعادل 5 أضعاف كميّة الخضار الموضوع فيه.
الفسفور
قد يتراكم عنصر الفوسفور في الدم عند وجود اختلال في عمل الكليتين، ولتحقيق التوازن، يبدأ الجسم بسحب عنصر الكالسيوم من العظام، ممّا يسبب تراكمه في الجلد والأوعية الدمويّة، وقد يزيد هذا الأمر خطر الإصابة بأمراض العظام، ويجعل الشخص أكثر عرضة لتكسّر العظام.
وتجدر الإشارة إلى أنّ فهم الشخص لطبيعة النظام الغذائيّ الخاص به، إلى جانب فهمه للأدوية التي يأخذها؛ قد يساعد على التحكّم في مستوى الفسفور في الجسم والحفاظ عليه، ويتوفر الفسفور العضويّ بشكلٍ طبيعيّ في عددٍ من الأطعمة، فهو يوجد في الأطعمة عالية المحتوى من البروتين؛ كاللحوم، الدواجن، والأسماك، إلى جانب المكسرات، والفول، ومُنتجات الألبان، ويجدر التنبيه إلى أنّ الجسم يمتصّ الفسفور الموجود في الأطعمة الحيوانيّة بسهولةٍ أكبر مُقارنةً بالفسفور الموجود في الأطعمة النباتيّة.
أمَا فيما يتعلّق بالفسفور غير العضوي؛ فيضاف كمادةٍ حافظة للأطعمة؛ في الوجبات السريعة، والأطعمة الجاهزة، المشروبات المُعبأة، بالإضافة إلى اللحوم المحسنة ومعظم الأطعمة المُصنَّعة، كما تجدر الإشارة إلى أنّ الفسفور غير العضوي المُضاف يَتمُّ امتصاصه بشكلٍ كامل، ممَّا يعني أنّ الابتعاد عن مصادر الفسفور المضاف يقلل من الفسفور المُتَناوَل، لذا لا بدَّ من الانتباه لوجوده في قائمة المكونات الموجودة في الملصق الغذائي للأطعمة.
البروتين
يُشكّل الحصول على الكميّة المُناسبة من البروتين تحدياً صعباً لمرضى الكلى المزمنة، حيث تختلف النسبة التي يحتاجها الجسم تبعاً لاختلاف مراحل المرض، ومن المعروف دور البروتين الضروري لبناء الأنسجة والحفاظ عليها، إلى جانب وظائفه الأخرى في الجسم، لذا لا بدَّ من الانتباه إلى ضرورة تناول الكميّة الموصى بها من قبل مختصي أمراض الكلى، أو مُختصي التغذية، والتي تختلف تبعاً لمرحلة المرض.
ويحتاج مرضى غسيل الكلى إلى حوالي 198-284 غراماً من مصادر البروتين الجيدة يوميًا، ويقرر أخصائي النظام الغذائي كميّة البروتين اللازم الحصول عليها للمريض يومياً، ومن أفضل مصادر البروتين اللحوم، الدواجن والأسماك، إلى جانب البيض ومُنتجات الألبان الغنيّة بالبروتين عالي الجودة، بالإضافة للبروتين النباتي من البذور كالمكسرات، والفاصولياء، وفول الصويا وذلك على الرغم من جودة البروتين المنخفضة مقارنةً مع البروتين الحيواني.
السوائل
ينبغي على مرضى الفشل الكلوي تقليل كميَّة السوائل المُتناولة؛ حيث إنَّ عدم الالتزام بكمية السوائل المحددة يضعف السيطرة على ضغط الدم، ويزيد خطر الإصابة بفشل القلب الاحتقاني، وتتراوح كمية السوائل الموصى بها للمرضى الذين يخضعون لغسيل الكلى ما بين 700-1000 مليلترٍ يومياً، ومن المهمّ استشارة الطبيب لتحديد كميّة السوائل التي يحتاجها مريض الكلى بشكلٍ دقيق.
المكملات الغذائية لمرضى الفشل الكلوي
غالباً ما يصعب على مرضى الفشل الكلوي الحصول على جميع العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم من فيتامينات، ومعادن؛ وذلك يعود للحمية المُتَّبَعة، وقد يَنصَح أخصائيو التغذية بأخذ المُكملات الغذائيّة الخاصة بالأشخاص الذين يعانون من أمراض الكلى، وذلك للحصول على الكميات المناسبة من الفيتامينات والمعادن.
وقد يُنصَح بأخذ نوع خاص من فيتامين د، وحمض الفوليك ، وحبوب الحديد، وذلك تجنباً لحدوث الآثار الجانبية الشائعة لأمراض الكلى كأمراض العظام، وفقر الدم، وقد لا تكون الفيتامينات المتعددة العادية مناسبة لمريض الكلى؛ وذلك لارتفاع نسب بعض الفيتامينات فيها، وقلّة البعض الآخر، لذا يجب استشارة الطبيب للحصول على المكملات المناسبة.
ويجدر التنبيه إلى ضرورة الالتزام باستخدم المكملات التي أوصى بها الطبيب فقط، ويختلف اختيار المُكمل الغذائي المناسب باختلاف الحالة، فقد يحتاج مريض إلى بروتين أقل مقارنةً بآخر قد يحتاج إلى بروتين إضافي، كما قد يحتاج مريض إلى سُعرات حراريّة أقل مقارنةً بآخر، إذ إنَّ الاحتياجات الغذائيّة تختلف من شخص لآخر، ويجب استشارة الطبيب المختص لاختيار المكمل الغذائي المناسب.
مثال على حمية غذائية لمرضى الفشل الكلوي
هناك العديد من الحميات الغذائيّة التي يُمكن لمريض الفشل الكلوي اتّباعها، والتي تعتمد على كميات محددة ومحسوبة من العناصر الغذائيّة التي يحتاجها الجسم، ونذكر فيما يأتي مثال على نظام غذائي ليوم واحد:
- الفطور:
- بيض مخفوق يتألف من بيضة كاملة، وبياض بيضتين.
- فطيرة من التوت بوزن 57 غراماً.
- نصف كوب من الفراولة الطازجة.
- 340 مليلتراً من القهوة المُخمرة.
- الغداء:
- ساندويتش من الديك الرومي يتألف من شريحتين من خبز القمح الكامل، و44 غراماً من الديك الرومي ، و½ ملعقة كبيرة من المايونيز قليل الدسم، وشريحتان من البندورة، وربع كوب من الخس الأمريكي.
- 2.6 كوب من البوشار بالجبنة.
- ¾ كوب من الخوخ المُعلب.
- 227 مليلتراً من عصير العنب.
- العشاء:
- 124 غراماً من سمك القد الأطلسي المخبوز.
- 4 حبات من الهليون.
- كوبٌ واحدٌ من سلطة الخس الأمريكي.
- ملعقة كبيرة من تتبيلة السلطة الحلوة، والحامضة.
- ⅛ قطعة من فطيرة الكرز.
- 340 مليلتراً من الماء.
للاطلاع على المزيد حول الأطعمة المناسبة لمرضى الكلى يمكنك الرجوع إلى مقال ماذا يأكل مريض الكلى .