ذبح العقيقة بعد سنوات: هل هو جائز؟
ذبح العقيقة بعد سنوات: هل هو جائز؟
يجوز ذبح العقيقة بعد سنوات أو بعد البلوغ؛ لأن العقيقة سنة وليست واجبة، فمن أراد أن يذبح عن نفسه أو غيره أو أراد الوالد أن يذبح عن ابنه جائز ولو بعد مدة؛ لأن العقيقة تُشرع ولو بعد سنين، وعند استطاعة صاحبها، ومقدارها في حق الذكر شاتان أو ذبيحتان، وفي حق الأنثى ذبيحة واحدة، ولم يشترط في حين إخراج العقيقة إعلام الآخرين بأن هذه عقيقة عند جمعهم عليها أو توزيعها، بل تكفي النية بكونها عقيقة فقط.
مفهوم العقيقة
العقيقة لغة: هي من عقّ، أي الشعر الذي ينبت على المولود عند ولادته؛ لأنه يشقّ جلده، ويُقال عقيقة المولود؛ أي حلق شعر رأسه، أو ذبح شاة عنه، وشعر كل مولود من الناس والبهائم.
والعقيقة اصطلاحاً: هي ما يُذبح عن المولود من الذبائح عند ولادته في اليوم السابع، شكراً لله على نعمة الولد ذكراً أو أنثى، وسمّيت الذبيحة عقيقة؛ لأنها تُذبح ويشقّ حلقومها، وسمّيت ذبيحة من الشقّ أيضاً.
مشروعية العقيقة
ثبتت مشروعية العقيقة في السنّة النبوية الشريفة من قول وفعل الرسول -صلى الله عليه وسلم-، فمن القول قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (كل غلام مرتهن بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى)، ومن السنة الفعلية: (أن النبي صلى الله عليه وسلم عقَّ عن الحسن والحسين كبشاً كبشاً)، فقد ثبتت العقيقة بسنّة الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
ذبح إحدى العقيقتين متأخرة عن الأخرى
يسن ذبح عقيقتين عن المولود الذكر، وجوز تأخير أحدهما، وقيل: يستحبّ أن يذبح أحدهما في اليوم السابع وتأخير الأخرى إلى أن يكبر الصبي، والأفضل الجمع بينهما؛ أي ذبح الشاتين مع بعضهما دون تأخير لمن يستطيع.
التصدق من العقيقة وفوائدها
السنّة في العقيقة أن تقسّم أثلاثاً؛ ثلث يتصدّق به، وثلث يأكله، وثلث يهديه، وحكم العقيقة كحكم الأضحية ، لكن هل يجوز أن لا يتصدّق منها ويأكلها كلها؟ فقيل إنّ الأفضل أن تقسّم أثلاثاً، ولكن إن أكلها كلّها ولم يجعل إلا أوقية ليتصدق بها يجوز ذلك، ولكن إذا أكلها كلها وجب عليه أن يضمن جزءاً ليتصدق به حتى لو اشترى على قدر تلك الأوقية وتصدّق به.
وتكمن فائدة العقيقة عن المولود بما يأتي:
- قربان عن المولود يقرب به عند خروجه إلى الدنيا، ودفع للأذى عنه؛ لأن العقيقة صدقة عنه لوجه الله، تجعل التوفيق من الله يرافقه منذ ولادته.
- المولود مرتهن بها، وعندما يعقّ له تفكّ رهينته حتى يشفع لوالديه.
- العقيقة فدية للمولود يفدى بها كما فدى الله -عز وجل- سيدنا إسماعيل بالكبش، وخير مثال يقتدى به هو قصة سيدنا إبراهيم مع ولده إسماعيل وكيف فداه الله بكبش عظيم جزاء لطاعته لله -عز وجل-، وتنفيذاً لأوامره بغية رضا الله وتحقيق الإيمان الكامل بالله.