ذاكرة السمك
ذاكرة السمك
حسبَ الأسطورة الحديثة فإنّ حياة الأسماك مليئة بالإثارة والتشويق؛ لأنّها تعيش يومياً أصواتاً ومشاهدَ لم يسبق لها أن رأتها بسبب قصر مدة ذاكرتها! حيث كانت المعلومة الشائعة لدى مُربي الأسماك ولدى الناس أنّ ذاكرة الأسماك تمتد لثلاث ثوانٍ فقط ولا تتجاوزها، وظلّت المعلومة هكذا حتى كَثُرت التجارب والدراسات على السمكة الذهبية، إلى أن أثبت العلماء أن ذاكرة الأسماك لا تقتصر على ثلاث ثوانٍ فقط، بل تمتد لعدة أشهر، حيث يمكنها الاحتفاظ بذكرياتها لمدة خمسة أشهر على الأقل.
قدرة الأسماك على تذكُّر وجوه البشر
توصَّل باحثون إلى أنّ أنواعاً استوائية من الأسماك يُمكنها تمييز الوجوه البشريّة وتذكُّرها، حيث إنّ التعرف على الوجه البشري مهمة صعبة يتطلب تمييزاً دقيقاً للملامح، لأنّ جميعها لها نفس الملامح الأساسية، ولكنّ ذاكرة هذه الأنواع من الأسماك لها القدرة على أداء هذه المهمة الصعبة.
تجارب علمية عن ذاكرة السمك
التجربة الأولى
وضع العُلماءُ مقبضاً على خزان فيه طعام، وعند الضغط على على المقبض فإنّ الخزان يصرف طعاماً للأسماك، وقد تمّ تدريبها على الضغط على المقبض لتناول الطعام، وعندما نجَحَت في ذلك أصبحَت تعود إلى الخزان بانتظام للحصول على الطعام، وما يثير الدهشة أنها لم تنسَ أيضاً طريقة الضغط في الوقت المُناسب من اليوم، ثم أضاف العلماء بعض التعديلات عليها بحيث توزّع الطعام خلال فترة ساعة واحدة فقط، فتعلَّمت الأسماك العودة كل يوم في ذات الوقت للحصول على الطعام، فلو أن ذاكرتها محدودة فقط في بضع ثوانٍ لما أعادت الكرة كل يوم.
التجربة الثانية
استخدمت هذه التجربة الصوتَ لاختبار ذاكرة الأسماك، حيث تم تشغيل صوت معين في وقت تغذية الأسماك مما جعلها تربطه بوقت الطعام، ثم حرّر العلماء الأسماك لمدة خمسة أشهر، وبعد ذلك شغّلوا الصوت مرة أخرى فعادَت الأسماك إلى مكان التغذية الأصلي.