دور مؤسسات التنشئة في تعزيز قيم المواطنة
دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في تعزيز قيم المواطنة
إن مهمة غرس قيم المواطنة لدى الأفراد لها أهمية كبيرة في تحقيق تماسك المجتمع وصلابته، وقيم المواطنة ليست أمراً فطرياً، بل يتم اكتسابها عبر المؤسسات الاجتماعية والتربوية المختلفة داخل المجتمع، لذا فإن الدور الملقى على الأسرة والمدرسة وغيرها من مؤسسات التنشئة الاجتماعية يعّد كبيراً في مجال تعزيز قيم المواطنة لدى الأفراد داخل المجتمع، وتلعب المؤسسات الاجتماعية المختلفة بداية من الأسرة والمدرسة دوراً مهمًا في تنمية وتعزيز تلك القيم لدى الأفراد، ومن أدوار تلك المؤسسات ما يأتي:
أولاً: الأسرة
إنّ للأسرة دورًا كبيرًا في تعزيز قيم المواطنة، وذلك من خلال ما يأتي:
- تعزيز روح الأخوة والمودة والتفاهم بين جميع أفراد الأسرة.
- تعزيز ثقافة الحوار والتسامح والتعايش مع الآخر وتعويد أفراد الأسرة على تقديم المصلحة العامة على الخاصة.
- تنشئة الأطفال على التعايش مع الجيران تعايشًا سلميًا، وتعويد الأطفال على مبدأ الديمقراطية والسلام.
- تنمية مبدأ المواطنة والوطنية في نفوس أفراد الأسرة.
- التعريف بالشخصيات الوطنية التي تعزز قيم المواطنة وتقويها.
- تعليم الأطفال تاريخ وطنهم والنشيد الوطني ومعانيه.
- توجيه الأطفال على الحفاظ على الممتلكات العامة والحدائق.
ثانياً: رياض الأطفال
رياض الأطفال تعد المكان الذي يلي الأسرة في التربية والتنشئة وبث البذور السليمة في الأطفال، ولذلك فقد يكون لها دور في تعزيز مفهوم المواطنة لدى الأفراد من خلال ما يأتي:
- شرح الحقوق والواجبات للأطفال من خلال تزويدهم بالمهارات اللازمة.
- تشجيع الأطفال على المشاركة في الاحتفالات والمناسبات الوطنية.
- توعية الأفراد بمفهوم المواطنة.
- تنمية قيم ومشاعر الانتماء للوطن وللبيئة.
ثالثاً: المدرسة
تقوم المدرسة بدور مهم في عملية التنشئة الاجتماعية ، وبالتالي لها دور كبير تقوم به في عملية تعليم الأفراد القيم ومشاعر الانتماء والولاء للمجتمع، كما تقوم المؤسسات التعليمية بتعزيز قيم المواطنة لدى أفرادها من خلال ما يأتي:
- تنمية وتطوير الجوانب العقلية والمعرفية لدى الأطفال بشكل مناسب ليتمكن الطفل من اتخاذ القرارات وتحمّل المسؤولية بشكل جيد، مما يساعده على إتقان دوره داخل المجتمع والتفاعل بشكل إيجابي مع البيئة المحيطة، وأن يكون إنسانا فاعلاً داخل وطنه.
- بناء مناهج تعليمية تحافظ على القيم والاتجاهات الإيجابية نحو الوطن والمجتمع، وتزرع بالفرد حب الوطن والحفاظ عليه.
- توفير بيئة تعليمية آمنة تساعد الطلبة على التعلّم، وإتاحة مواقف تطبيقية يتعلّم من خلالها الطلبة أهمية الوطن وحمايته.
- ترسيخ عادات وقيم المجتمع ورموزه لدى الطلاب، وتعزيز الانتماء للوطن والأمة والإنسانية.
رابعاً: الإعلام
يتمكن الإعلام بأساليبه المختلفة وأدواته التقليدية والإلكترونية من تعزيز قيم المواطنة من خلال الرسائل الإعلامية التي يقوم ببثها بوساطة الوسائل الإعلامية المختلفة، والتي تحمل في طياتها دعائم أساسية لمفهوم المواطنة الحقيقية، والتي بدورها تقوم بتشكيل صورة ذهنية في عقل المتلقي وفكره حول العلاقة التي تربط الفرد بوطنه، وبالتالي فهي تعزز شعوره بالانتماء لوطنه وتفعل من دوره في جميع مجالات الحياة المتنوعة وتحقق النماء والتطور للمجتمع والفرد معاً.