دور المرأة في العصور المظلمة
دور المرأة في العصور المظلمة
لا شك أن للمرأة دور عظيم في المجتمع منذ الخليقة وحتى اليوم، ولكن حديثنا اليوم عن العصور المظلمة التي امتدت من حوالي القرن الخامس الميلادي وحتى القرن الخامس عشر تقريبًا، كانت هذه العصور هي الوسطى في تاريخ أوروبا والتي كانت مظلمة للحد الذي جعل المرأة كائنًا من الدرجة الثانية، وتفصيل ما واجهته النساء في تلك المرحلة فيما يأتي:
دور المرأة في المجال السياسي
لم تكن المرأة صاحبة دور سياسي في العصور الوسطى خاصة بسبب التعتيم الذي كان مهيمنًا عليها، وما يأتي تفصيل دورها في ذلك المجال:
- التهميش السياسي
لقد كانت المرأة في العصور الوسطى غير مسموح لها في معظم الأحيان أن تدخل المجال السياسي، ممّا جعلها غير قادرة على اتخاذ القرار ولا حتى التأثير فيه كون الرجل هو السلطة الأعلى.
- عدم القدرة على الدفاع عن النفس
لمّا عانت المرأة من الضغوطات المختلفة وإقصائها عن الحياة السياسية فكانت غير قادرة على اتخاذ القرارات، وبالتّالي هي تعاني من الرجل الذي لم يكن ينظر إليها إلا بتدنٍّ ودون أي حقوق.
دور المرأة في المجال الثقافي
لم يكن المجال الثقافي للمرأة أفضل حالًا من المجال السياسي خاصة أنّ الثقافة والسياسة إحداهما نتيجة حتمية للثانية، وما يأتي تفصيل في حياة المرأة الثقافية في تلك الآونة:
- قمع رأي المرأة
لم تكن المرأة قادرة على التعبير عن رأيها، إذ سيطر الرجل في تلك الفترة على الخطاب الثقافي بشكل شبه كامل وما نتجت عنه التراكمات التاريخية التي أولت الرجل أهمية أعلى من المرأة.
- وجود المرأة مصدر لإلهام الرجل الكاتب
إنّ الفئة المثقفة من الرجال كانت غير راضية عن حال المرأة والوضع الذي وصلت إليه مما أدى إلى ثورة تلك الفئة على الرجال الذين أصروا على تهميش المرأة.
دور المرأة في المجال الاجتماعي
إنّ دور المرأة في الحياة الاجتماعية كان السبب الأول لتأخرها عن الحياة السياسية والاقتصادية، والنظرة الدونية التي رُسخت في تلك الحقبة التاريخية للمرأة، ومن ذلك:
- المرأة ربة المنزل
ينظر الرجل إلى المرأة دائمًا على أنّها ربة المنزل التي لا مهمة لها في الحياة سوى أن تعدّ الطعام وتكنس الأرض، باختصار إنّ المرأة لم تكن تمارس حقها في الحياة سوى المهام المنزلية.
- المرأة لا تتمتع بسيادة نفسها
كانت المرأة دائمًا في تلك الحقبة التاريخية غير قادرة على اتخاذ قرار حتى في مجال حياتها العملية مثل الزواج والطلاق، فهي تبقى تحت وصاية والدها حتى تتزوج، ومن ثم تحت وصاية زوجها.
- المرأة مخلوق ناقص
كانت نظرة المجتمع الأوروبي إلى المرأة هي النقص بسبب اعتقادهم بأنّها أغوت آدم عليه السلام بأكل التفاحة، ولكن بالمقابل هي والدة عيسى -عليه السلام- لذلك فإنّها لم تُحمل على أنّها شريرة بكليتها.
دور المرأة في المجال الاقتصادي
إنّ الشخص الذي يملك المال ويملك القدرة المادية فإنّه بالضرورة هو المسيطر، أي لو امتلكت المرأة القدرة الاقتصادية في تلك الآونة فهي بالضرورة قادرة على أن تحكم نفسها بنفسها، وهذا ما لم يكن ليحصل في العصور المظلمة، ويتلخص دورها:
- المرأة لا تتحكم بممتلكاتها
إنّ المرأة غير قادرة على التحكم بأي شيء من دون موافقة زوجها موافقة خطية، فلو أرادت المرأة أن تشتري شيئًا أو تبتاع شيئًا لا يصح العقد إلا بحضور زوجها وموافقته.
- حق الزوج بالانتفاع بمال الزوجة
.على الرغم من أنّ الرجل لا يملك أي شيء من مال زوجته وهو بالضرورة لا يحق له التصرف فيها، لكنّ أُعطي الرجل حقًا في الانتفاع بمال زوجته كونه القائم عليها والوصي.
- عمل المرأة في بعض الحرف
على الرغم من سيطرة الرجل على الأماكن الحساسة في الدولة من حيث القضاء والمحاماة وغيرها، إلا أنّ المرأة امتلكت دورًا اقتصاديًا طفيفًا مثل عملها في الغزل والنسيج ورعاية الماشية وغيرها.
التحديات التي واجهتها المرأة في العصور المظلمة
لقد واجهت المرأة مجموعة من التحديات في العصور الوسطى جردتها من حقوقها، وما يأتي ذكر لبعض تلك التحديات:
- كان هناك تفريق ما بين المرأة من الطبقة العاملة والمرأة من الطبقة الأرستقراطية، وهذا بالضرورة خلق حالة من التضارب في المجتمع.
- يملك الرجل الحق في ضرب زوجته، وإن لم تلد له الذكر فله الحق في فسخ العقد معها، ولا يُستمع لشكواها في المحاكم، وليس لها حق في التعبير.
- تٌقيّد حرية المرأة في الأماكن الحسّاسة التي يمكن التغيير من خلالها مثل: القضاء والمحاماة وغيرها.
نساء بارزات من العصور المظلمة
على الرغم من الحالة الخانقة التي كانت تعاني منها المرأة في العصور الوسطى، إلا أنّ بضعًا من النساء غالبيتهن من الطبقة الأرستقراطية تمكنّ من نفض غبار العبودية، ومن بينهن:
- ثيودورا بيزنطة
كانت ثيودورا واحدة من الممثلات في تلك الآونة، ولكن شاءت الحياة أن يراها الإمبراطور ويغرم بها فغيّر القانون الذي يحظر على الملوك الزواج من الممثلات، وتزوج بها.
- هيلدا من ويتبي
كانت هيلدا في أصلها من الطبقة النبيلة التي تتمتع بحياة الرفاهية، وعلى الرغم من ذلك فإنّها لم تلتفت كثيرًا للمخمل والحرير بل حاولت أن تكون من النساء العابدات التقيات المتفانيات المغيّرات.
- إندي المنور
واحدة من الراهبات في إحدى أديرة إسبانيا حيث عملت على المخطوطة التي تُعرف الآن باسم مخطوطة جيرونا بيتوس، وقد نذرت حياتها للعلم وخدمة الكنيسة.