تعلم صيد السمك
السّمك
عرف الإنسان منذ وجوده على الأرض القيمة الغذائيّة للأسماك، وتعلّم كيفيّة صيدها وحفظها بعدّة طرق كالتّدخين والتّجفيف. وتعتبر الأسماك من الوجبات الصّحيّة والشّهيّة والمهمة لما تحتوي من عناصر غذائيّة كالمعادن، والأحماض الدهنيّة والفيتامينات، والبروتينات. وتوجد الأسماك في البحار، والمحيطات ، والأنهار ، والبحيرات. وهناك أنواعٌ كثيرة من الأسماك، منها أسماكٌ غريبةٌ في شكلها كأسماك كيليفيش، التي تُعتبَر من الأسماك الأكثر غرابةً في العالم، وفي هذا المقال سوف نتحدّث عن تعلّم صيد الأسماك.
تعلّم صيد السّمك
صيد السّمك من النّشاطات الممتعة، والتي تساعد على الاسترخاء أيضاً، ولكي نتعلّم صيد السّمك، لا بدّ لنا من معرفة الوقت المثالي للصّيد، ونستطيع معرفة الوقت المثاليّ للصيد من خلال عدّة أمورٍ، وهي:
- معرفة حركة التيارات: بعد اختيار المكان الذي ينوي الشخص اصطياد السّمك فيه، لا بدّ من معرفة حركة التّيارات لما لها من تأثيرٍ مهمٍ في عمليّة صيد السّمك، فإذا كانت التّيارات قويّةً، فإنّها سوف تدفع الكائنات البحريّة من أسماكٍ، وقشرياتٍ من أعماق البحر إلى الشاطئ، وهذا مناسبٌ لممارسة الصّيد من الشّاطئ وليس من القارب، أمّا إذا كانت التّيارات راكدة، فإنّها سوف تدفع الأسماك نحو المناطق العميقة بعيداً عن الشّاطئ، وهذا مناسبٌ لصيد السّمك باستخدام القارب.
- معرفة أوجه القمر: إنّ للقمر تأثيرٌ مباشرٌ على المياه المالحة، فضوء القمر يؤثّر في أنماط الغذاء لدى الأسماك، وتؤثّر أوجه القمر على التّيارات المائيّة، فتكون التّيارات قويّةً عندما يكون القمر بدراً. وأفضل الأيام للصّيد بناءً على التّقويم القمري هي من 1 إلى 11، ومن 19 إلى 26، وهي مُناسِبَةٌ للصيد على القارب؛ إذ إنّ التيارات تكون ضعيفة، والأيام من 12 إلى 18 ، ومن 27 إلى 4 هي أيّامٌ مناسبةٌ للصّيد على الشّاطئ؛ إذ إنّ التّيارات تكون قويّة
- معرفة الطّقس والضّغط الجوي: يؤثّر الضّغط الجّوي على تواجد الأسماك في البحر، فإذا كان الضّغط الجويّ منخفضاً، فإننا لن نجد سمكاً لاصطياده، كما يُنصَح بالصّيد في الفترة التي تسبق عبور الكُتَل الهوائيّة الباردة أو الدافئة.
- معرفة الوقت المناسب للصّيد: لا بدّ لنا من معرفة الوقت المناسب لصيد السّمك، وتُعتبَر فترة غروب الشّمس، وفترة شروقها هي أفضل الفترات، مع الأخذ بعين الاعتبار معرفة حالة الطّقس وحركة التّيارات.
بعد أن نُحدّد الوقت المناسب لصيد السّمك، لا بدّ لمن ينوي الصيد من إحضار قصبة صيدٍ مناسبةٍ للمكان الذي سوف يصطاد منه السّمك، فالصّيد من على الشّاطئ يحتاج إلى قصبة صيدٍ خاصّة بالمسافات البعيدة، وعند الصّيد من أعلى الصّخور ، فإنّنا نحتاج إلى قصبةٍ ذات طولٍ متوسّطٍ، وحتّى نصطاد سمكاً كبيراً، لا بدّ لنا من استخدام قصبةٍ متينةٍ وكبيرةٍ، وهنالك أنواعٌ مختلفةٌ من القصبات، وهي كالآتي:
- قصبة التّسقيط: تُستخدَم هذه القصبة من المركب، ويجب أن تكون قويّة وقصيرة.
- القصبة التّلسكوبيّة: وهي قصبة بأطوال مُختلِفَة، وتكون مصنوعة من الكربون أو الفايبر، وهي خفيفة الوزن.
- قصبة الصّب: وهي قصبة طولها لا يصل إلى مترين، وتُستخدَم في صيد الجرّ والتّسقيط.
- قصبة الجر: وهي قصبة لها بكراتٌ حتّى ينزل الخيط منها بكلّ سهولةٍ، وهي قويّة ومرونتها قليلة.
- قصبة التّوشيح: وهي قصبة تتميّز بمرونتها وطولها وبحلقاتها الملساء التي تُساهم في توزيع الحِمل على كافّة القصبة.
وكما أنّ لكلّ مكان قصبةٌ خاصّةٌ به، فإنّ لكل مكانٍ ونوع سمكةٍ نوعاً خاصّاً من الخيوط، فالصّيد من الشّاطئ على سبيل المثال يحتاج خيطاً مرناً، وهذا يختلف عن الصّيد من القارب، وتُصنَع هذه الخيوط من البلاستيك في بعض الأحيان، وهي غير باهظة الثّمن إلّا أنّها قويّة، وهنالك خيوطٌ مصنوعةٌ من الكربون والفلورو، وهي أغلى ثمناً من تلك المصنوعة من البلاستيك، كما أنّها قليلة التّمدُّد وأكثر قوّة، وهناك خيوطٌ هجينةٌ تتمتّع بصفات النّوعين السّابقين وأقل سماكة منهما، ويمكن لنا أن نقيس الخيط بطريقتين، وهما:
- حساب سُمك الخيط بالمليميتر: فعندما نقول خيط 50، فهذا يعني أنّ سُمكه نصف مليميتر.
- حساب قوّة السّحب أو الشّد بالكيلوغرام: فعندما نقول أنّ هذا الخيط قوّة سحبه 7.5 كيلوغرام، فإنّنا نعني أنّ هذه قوّة سحبه داخل الماء، وأنّ هذا الخيط يستطيع أن يسحب سمكةً يصل وزنها إلى سبعة كيلو غرامات.
وعند تعلّم الصّيد لا بدّ من أن نعرف أنواع العُقد التي تختلف باختلاف نوع الأسماك، وطريقة الصّيد، ونوع القصبة المستخدمة في الصّيد. ومن أهم أنواع العُقَد:
- عقدة أولبرايت: نستخدم هذه العقدة عندما نعقد خيطين ببعضهما البعض ولكلٍّ منهما سمكٌ وحجمٌ مختلفٌ.
- عقدة العجلة (أربور): يستخدم المحترفون في الصّيد هذه العقدة، ويربطون بها بكرة الصّيد بخطوط الصّيد.
- عقدة يوكاتان: تُستخدَم هذه العقدة في ربط الخيوط السّميكة بالخيوط الرّفيعة.
- عقدة سان دييغو: تُستخدَم هذه العقدة في الصّيد ذي المدى الطّويل، وهذه العقدة مثاليّةٌ في ربط خيط الصّيد بالطُّعم.
- عقدة أورفيز: تُستخدَم في ربط الخطّاف بالخيط، وهي بسيطةٌ جداً ومتينةٌ ويستخدمها المحترفون.
لا بدّ لنا من تحديد نوع الطُّعم الذي سوف نستخدمه في الصّيد، وهناك أنواعٌ مختلفةٌ منه، فيمكن لنا استخدام الأسماك الصّغيرة كطُعمٍ للأسماك متوسّطة الحجم والكبيرة، أمّا العجين - وهو الأكثر استخداماً - فهو مُخصّصٌ لاصطياد الأسماك صغيرة الحجم، أمّا الديدان فيمكن استبدالها بطُعم الحشرات، وذلك عند الصّيد في المياه المالحة، كما يعدّ لحم الحبّار من الطّعوم الّتي تستخدم لصيد مختلف أنواع الأسماك، وأخيراً فإنّ هنالك طعوماً اصطناعيّةً تشبه في شكلها ورائحتها وحركتها الطّعوم الطّبيعيّة.
فوائد السّمك
يعتبر السّمك من الوجبات الغنيّة بالعديد من العناصر، فهو يحتوي على المغنيسيوم ، واليود، وكذلك الكالسيوم ، كما يحتوي على مجموعةٍ من الفيتامينات ، مثل فيتامين ( أ )، وفيتامين (د )، وتختلف هذه الفيتامينات بحسب نوع السّمك، وتتركّز هذه الفيتامينات في الكبد ، أمّا فيتامين ( ب) فيتركّز في عيون وحراشف الأسماك، ويتمتّع السّمك أيضاً بوجود بروتينات سهلة الهضم فيه ودهون سهلة الهضم أيضاً، كما أنّ السّمك غنيٌّ بالفسفور المفيد للأسنان والعمود الفقري، إضافةً إلى أنّه يساعد على توازن الحمض الأساسي في كل من الدّم والبول، ومن الفوائد الأخرى للسّمك ومنتجاته أنه يعدّ من المصادر الرّئيسيّة للأوميغا 3، كما أنّ منتجات زيت السّمك تساعد على رفع مناعة الإنسان وترفع من مقاومته للأمراض.