دور الإدريسي في تطوير علم الجغرافيا
دور الإدريسي في تطوير علم الجغرافيا
ظهر عدد من العلماء المسلمين وغير المسلمين المختصين في علم الجغرافيا، ومن العلماء الذي ظهروا في تلك الفترة وغيرها في علم الجغرافيا وعملوا على تطويره الإدريسي، وهو محمد بن محمد بن عبد الله الإدريسي كان مفكرا وباحثا ويعد من الرحالة أيضا، لأنه كان يسافر إلى دول العالم ليكتشف الطبيعة الجغرافية في المناطق.
إنجازات ومساهمات الإدريسي في علم الجغرافيا
لم يقتصر علم الإدريسي وأبحاثه على شبه الجزيرة العربية أو في أفريقيا مسقط رأسه، وإنما توسع ليشمل كلا من القارة الأوروبية والآسيوية، وقام الملك روجر الثاني الذي أراد أن يتعلم عن الأقاليم التي يملكها ويعرف جغرافيتها باستدعاء بعض من علماء المسلمين ليساعدوه على تأليف كتاب عن الجغرافيا، وكان من بينهم الإدريسي الذي أصبح نائبا له، واستمرت عملية جمع المواد الجغرافية لهذا الكتاب نحو 15 سنة، وكان يضم وهذا الكتاب عدداً كبيراً من البيانات التي تشمل خصائص الأرض والكتلة السكانية وعن الجاذبية والأنهار والبحار ومواقعهم وعن النباتات وصفاتها وتضم الحيوانات أيضا.
وتم في هذا الوقت إنشاء أول خريطة مستطيلة مقسمة إلى خرائط دائرية، وهذه الخريطة كانت تضم الأقاليم السبعة وما تحويها من بلدان، كما تضم مدن وبحار وأنهار والخلجان التي تمر فيها كما أنها احتوت على عدد الأميال بين كل منطقة من هذه الأقاليم، كما أنهم طوروا دراستهم لتتضمن الأشخاص والأماكن والزراعة وحددوا منها الثروات الحيوانية والمحاصيل الزراعية، واحتوت هذه الخريطة على 70 خريطة ضمت العالم شمال خط الاستواء ، وصولا إلى القارة الأوروبية والآسيوية، وتم رسمها لتناسب شكل الأرض الكروي ، وكان للإدريسي الفضل الأكبر في رسمها وتطويرها بسبب ترحاله بين البلدان، وقام بكتابة الملاحظات التي ساعدته على رسم هذه الخريطة، ووضعت على لوح من الفضة الذي يزن تقريبا 400 كيلوجرام، ولا يمكن إنكار أن دقة الإدريسي في رسم الخرائط ساعدت علماء اليوم في رسم الخرائط الرقمية فله الفضل في تتبع الخطوات الصحيحة التي يجب أن يتبعوها في رسم هذه الخرائط بمساعدة التكنولوجيا، كما أن هذه الكتب كان لها الأثر في تطوير علم الجغرافيا، والى وقتنا الحالي ما زالت كتب الإدريسي المرجع الأساسي لعلم الجغرافيا.
مؤلفات الإدريسي
ألّف الإدريسي عددا من الكتب التي ساعدت على ازدهار وتطوير علم الجغرافيا، ومن هذه الكتب نذكر الآتي:
- كتاب نزهة المشتاق في اختراق الآفاق، الذي يعد من أشهر كتبه، ويتمتع هذا الكتاب بالعمق والشمولية ليجعله المرجع الأول لتوثيق أعمال الجغرافيين والرحالين المسلمين الذين كانوا يتبعونه.
- كتاب روض الأنس ونزهة النَّفس، أو ما يسمى كتاب الممالك والمسالك، وهذا الكتاب لم يصل إلينا منه إلا بعض المخطوطات الموجودة في مكتبة حكيم أوغلو في اسطنبول.
- كتاب أنس المُهَج وروض الفرج.
- كتاب الجامع لصفات أشتات النبات التي تحتوي على مفردات وأوصاف النباتات.