دعاء سيدنا إبراهيم في القرآن الكريم
مواطن أدعية سيدنا إبراهيم في القرآن
وقد كان إبراهيم -عليه السلام- من الأنبياء الذين تكلموا مع الله -تعالى- وقد ذُكر في القرآن دعاء، وحوار، وحديث، ونداء، ووصية، ودعاء سيدنا إبراهيم من خلال ترتيب السور القرآنية ما يأتي:
دعاؤه في سورة البقرة
ونذكر ذلك فيما يأتي:
- الدعاء بالأمن والأمان للبلد الحرام ورزق أهله من الثمرات: (وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَـٰذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ) .
- الدعاء بأن يقبل الله -تعالى- العمل الصالح : (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) .
- الدعوة بالإسلام والخضوع له -سبحانه-، والدعوة بوضوح المناسك وعموم التوبة: (رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) .
- دعاء إبراهيم بأن يخص أهل البيت الحرام بنبي: (رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .
دعاؤه في سورة الأنعام والتوبة
ومن هذه الأدعية ما يأتي:
- تثبيت بأن الهداية من الله وأنه إذا لم يوفق للهداية فإن الإنسان سيؤول إلى الضلال، (فَلَمّا رَأَى القَمَرَ بازِغًا قالَ هـذا رَبّي فَلَمّا أَفَلَ قالَ لَئِن لَم يَهدِني رَبّي لَأَكونَنَّ مِنَ القَومِ الضّالّينَ) .
- الاستغفاره لأبيه: (وَما كانَ استِغفارُ إِبراهيمَ لِأَبيهِ إِلّا عَن مَوعِدَةٍ وَعَدَها إِيّاهُ فَلَمّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّـهِ تَبَرَّأَ مِنهُ إِنَّ إِبراهيمَ لَأَوّاهٌ حَليمٌ) .
دعاؤه في سورة إبراهيم
ونذكر ذلك فيما يأتي:
- الدعاء بالأمن واجتناب عبادة التوجه إلى الأوثان: (وَإِذ قالَ إِبراهيمُ رَبِّ اجعَل هـذَا البَلَدَ آمِنًا وَاجنُبني وَبَنِيَّ أَن نَعبُدَ الأَصنامَ) .
- الدعاء لعائلته الذين سكنوا البيت الحرام : (فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ) .
- الشكر على استجابة الله لدعائه: " الحَمدُ لِلَّـهِ الَّذي وَهَبَ لي عَلَى الكِبَرِ إِسماعيلَ وَإِسحاقَ إِنَّ رَبّي لَسَميعُ الدُّعاءِ"، وموضع الدعاء هو: (رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ).
- الدعاء له ولذريته بإقامة الصلاة: (رَبِّ اجعَلني مُقيمَ الصَّلاةِ وَمِن ذُرِّيَّتي رَبَّنا وَتَقَبَّل دُعاءِ) .
- الدعاء لنفسه، ولوالديه، ولعموم المؤمنين بالمغفرة يوم القيامة: (رَبَّنَا اغفِر لي وَلِوالِدَيَّ وَلِلمُؤمِنينَ يَومَ يَقومُ الحِسابُ).
دعاؤه في سورة الشعراء
ونذكر ذلك فيما يأتي:
- أن يَهب له حكماً: (رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ) .
- أن يجعل له لسان صدق: (وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ) .
- أن يكون من الوارثين لجنة النعيم: (وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ) .
- المغفرة لوالده والنجاة من الخزي يوم القيامة والإقبال على الله بقلب سليم : (وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ* وَلَا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ* يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّـهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) .
الدعاء في قَصَصْ سيدنا إبراهيم
قصة سيدنا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام- من القصص القرآنية التي تؤتي عمقاً معرفياً في الحوار والجدال بالعقل وبالحكمة والموعظة الحسنة، وذكر دعاء الأنبياء في القرآن الكريم له حكمة بشكل عام، ولدعاء سيدنا إبراهيم بشكل خاص؛ لوجود خصوصية له في ملة التوحيد إذ إنه يشكل أسوة حسنة للمؤمنين، قال -تعالى-: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ) .
والأنبياء على درجات في التفاضل؛ منهم من كلم الله، ورفع بعضهم درجات، وإبراهيم الخليل -عليه الصلاة والسلام- كان أمة وحده وأن اتباعه فضيلة بنص القرآن الكريم، لا سيّما ونحن المسلمون على ملته: (وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّـهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللَّـهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا) .
وجزء من الهداية اتباع هدي نبينا إبراهيم -عليه الصلاة والسلام-: (قُل إِنَّني هَداني رَبّي إِلى صِراطٍ مُستَقيمٍ دينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبراهيمَ حَنيفًا وَما كانَ مِنَ المُشرِكينَ) ، وتأتي قيمة الاشتغال بدعاء سيدنا إبراهيم سعياً لتمام النعم التي أنعمها الله عليه، كما قال -تعالى-: (وَكَذلِكَ يَجتَبيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأويلِ الأَحاديثِ وَيُتِمُّ نِعمَتَهُ عَلَيكَ وَعَلى آلِ يَعقوبَ كَما أَتَمَّها عَلى أَبَوَيكَ مِن قَبلُ إِبراهيمَ وَإِسحاقَ) .