دعاء بعد الاذان
الدعاء الذي يُقال بعد الأذان
الدعاء من أفضل العبادات وأجلُّ القُربات وسبب في الخيرات والبركات، ولقد علمنا النبي -صلى الله عليه وسلم- أدعيةً يقولها المسلم في أوقات وأحوال مخصوصة ومنها الدعاء ما بعد الآذان، فقال -صلى الله عليه وسلم-: مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ أي النِّداء إلى الصلاة بالأذان:(اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ، حَلَّتْ له شَفَاعَتي يَومَ القِيَامَةِ).
ويُستحبُّ من الدعاء بعد الأذان أيضاً لحديث سعد بن أبي وقاص عن رسول الله أنّه قال: (مَن قالَ حِينَ يَسْمَعُ المُؤَذِّنَ أشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسولُهُ، رَضِيتُ باللَّهِ رَبًّا وبِمُحَمَّدٍ رَسولًا، وبالإسْلَامِ دِينًا، غُفِرَ له ذَنْبُهُ).
شرح دعاء بعد الأذان
( اللَّهُمَّ رَبَّ هذِه الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، والصَّلَاةِ القَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الوَسِيلَةَ والفَضِيلَةَ، وابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الذي وعَدْتَهُ)
- اللَّهُمَّ رَبَّ هذه الدَّعوةِ التَّامَّةِ أي: كلمات الأذانِ الَّتي يُنادي بها المؤذن إلى عِبادةِ الله -تعالى- وهي الصلاة.
- الدّعوة التامّة: أي الكاملة غير الناقصة التي لا يشوبها تبديل ولا تحريف أو تغير، بلْ هي دائمة مُستمرَّة إلى قيام الساعة.
- الصَّلاةِ القائِمةِ أي: الدَّائمةِ الباقية الى يوم القيامة.
- آتِ مُحَمَّدًا الوَسيلةَ: أي المَكانة العالِيةُ الرفيعة من الجنَّةِ الَّتي لا تَنبَغي إلَّا له -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-،
- الفَضِيلةَ وهي المَرتَبةُ الزَّائِدةُ على سائِرِ المَخلوقينَ، وقد تكون مكانة مختلفة عن الباقين من الخلق.
- ابعَثِ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- مَقامًا مَحْمودًا:أي منزلة للرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم القيامة التي يَحمده عليه جميع أهل الموقف يوم القيامة الذين شفع لهم النبي وهو مَقامُ الشَّفاعةِ العُظمَى، الَّذي وَعَدْتَه.
من فضائل هذا الحديث
- من قال هذا الدعاء بعد أن ينتهي المؤذن من الأذان استوجب واستحقَّ شفاعة النبي يوم القيامة .
- الشفاعة من النبي إمّا تكون شفاعة للمذنبين أو إدخال الجنّة من غير حساب أو رفع درجات .
- الحضُّ على الدعاء في أوقات الصلاة حين تفتح أبواب السماء للرحمة .
- إثبات الشفاعة العظمى للرسول -صلى الله عليه وسلم- .
ما يقال مع المؤذن أثناء الأذان
في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: (إذا سَمِعْتُمُ المُؤَذِّنَ، فَقُولوا مِثْلَ ما يقولُ ثُمَّ صَلُّوا عَلَيَّ، فإنَّه مَن صَلَّى عَلَيَّ صَلاةً صَلَّى اللَّهُ عليه بها عَشْرًا، ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الوَسِيلَةَ، فإنَّها مَنْزِلَةٌ في الجَنَّةِ، لا تَنْبَغِي إلَّا لِعَبْدٍ مِن عِبادِ اللهِ، وأَرْجُو أنْ أكُونَ أنا هُوَ، فمَن سَأَلَ لي الوَسِيلَةَ حَلَّتْ له الشَّفاعَةُ)
ويستحب لمن سمع المؤذن أن يقول كما يقول" وجاء الأمر بذلك، وجاء الحث عليه، وأنّ على المسلم أن يجيب المؤذن فإذا قال: الله أكبر الله أكبر، قال: الله أكبر الله أكبر ... إلى آخره، وعموم الحديث يقتضي أن يقال كما يقول المؤذن في جمل الأذان كلها حتى في قول المؤذن: حي على الصلاة حي على الفلاح.
لكن جاء التخصيص بأنّ حي على الصلاة يقال فيها: لا حول ولا قوة إلا بالله، وحي على الفلاح كذلك، والسبب في ذلك أن جميع جمل الأذان من الأذكارالتي يثاب الإنسان على قولها، إلا قوله حي على الصلاة، حي على الفلاح ليستا من الأذكار، إنما هي دعوة ونداء للمصلين لإقامة الصلاة، والإتيان إلى هذه الصلاة، وأداء هذه الصلاة على الوجه المطلوب لا يمكن أن يتم إلا بإعانة الله فيقول المجيب: لا حول ولا قوة إلا بالله.
ماذا نردد وراء المؤذن؟
إذا قال المؤذن :
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، نقول: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر.
أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، نقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله.
أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله، نقول: أشهد أن محمدًا رسولُ الله، أشهد أن محمدًا رسولُ الله.
حيَّ على الصلاة، حيَّ على الصلاة، نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
حيَّ على الفلاح، حيَّ على الفلاح، نقول: لا حول ولا قوة إلا بالله.
الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، نقول الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله.
الدعاء بين الأذان والإقامة
- جاء في فضل الدعاء بين الأذان والإقامة عن أنسِ بنِ مالكٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْه قال: قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: (الدُّعاءُ لا يُرَدُّ بين الأذانِ والإقامةِ )، إذ بعدّ الدعاء بين الأذان والإقامة من أوقات الاستجابة، وذلك أنَّ المسلم عندما يدعو بين الأذان والإقامة فهو في عبادةٍ وإقبال على الله -تعالى-، وخلوةٍ مع نفسه في المسجد ينتظر الصلاة، فدعاؤه يرجى قبوله.
- ويؤكّد ذلك ما جاء عن سهلِ بنِ سعدٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْه- أنَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- قال: (ثِنتانِ لا تُردَّانِ، أو قلَّما تُردَّانِ: الدُّعاءُ عند النِّداءِ، وعندَ البأسِ حين يُلحِمُ بعضُهم بعضًا).
- عن عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بن العاصِ -رَضِيَ اللهُ عَنْهما-: (أنَّ رجلًا قال: يا رسولَ الله، إنَّ المؤذِّنينَ يَفضُلونَنا، قال: قلْ كما يقولون، فإذا انتهيتَ، فسَلْ تُعْطَه).
- ويُستحبُّ من الدعاء بين الأذان والإقامة أن يسأل المسلم ربّه -سبحانه- العافية في الدين والدنيا، وهذا ما ذكره إبن الأثير في كتابه جامع الأصول، ما روي عن أنس بن مالك عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (الدُّعَاءُ بين الأذَانِ والإقَامَةِ لا يُرَدُّ)، زاد في رواية بسند ضعيف، قال: (فَمَاذَا نَقولُ يا رسولَ الله؟ قال: سَلُوا الله العَافِيةَ في الدنيا والآخرة) .
الخلاصة: الأذان من شعائر الإسلام العظيمة، والترديد مع الأذان والدعاء بعده بالدعاء المأثور وطلب الوسيلة لرسول الله -صلّى الله عليه وسلم- من الأدعية التي لا تردُّ، كذلك يستحبُّ الدعاء بين الأذان والإقامة.