هل للنساء حور عين في الجنة؟
هل للنساء حور عين في الجنة؟
ذهب أهل العلم من علماء التفسير إلى أنه لم يرد في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية الشريفة دليل شرعي يدل على أن للمرأة في الجنة حور عين كما للرجل حور عين، وإنما خُص ذلك بالذكر فقط للرجل، فقد أعد الله -عز وجل- للمؤمنين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر في الجنة وما يرغبون به.
ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم من قوله -تعالى-: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ)، فالجنة فيها ما يشتهي الإنسان من النعيم وليس مقصوراً ذلك على حور العين فقط وقد يجوز للمرأة إن كانت تتمنى الزواج برجل في الدنيا وقد كانت تحبه ولم تتزوجه أن تتزوجه في الآخرة وقد يتحقق ذلك لها، وإن كانت قد تزوجت رجلاً في الدنيا ومات.
وهي على عصمته فتكون زوجاً له في الجنة، فالجنة كل أهلها متزوجون وكل منهم يحبه زوجه، فالرجال يعطيهم الله ما يشاؤون من الزوجات وحور العين فيختار ما يشاء وأما النساء فهن قاصرات الطرف على أزواجهن فلا ينظرن إلى غيرهم ومكتفيات بأزواجهن، والنساء في الجنة لهن أجرا وثواب وجزاء على أعمالهن الحسنة في الدنيا.
التعريف بالحور العين
الحور في اللغة هي مفردها حوراء وهو شدة سواد العين واتساعه، وهي نساء الجنة التي أعدها الله -عز وجل- لعباده المؤمنين، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم في قوله -تعالى-: (حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، وحور العين اصطلاحا أي هن نساء في الجنة.
شديدات بياض العين مع كثرة سواد حدقة العين، أو أنهن نساء واسعات العيون مع شدة بياض العين وشدة سواد السواد في العين واتساعه فيها، ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم من ذكر حور العين قوله -تعالى-: (مُتَّكِئِينَ عَلَى سُرُرٍ مَصْفُوفَةٍ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ).
أوصاف حور العين
ورد وصف حور العين في الجنة في العديد من آيات القرآن الكريم لتشجيع وتحفيز المؤمنين على العمل الصالح لينالوا رضا الله -عز وجل- ونعيمه في الجنة ومن ذلك أن حور العين، لا ينظرن إلى غير أزواجهن ومن ذلك ما ورد في القرآن الكريم من قوله -تعالى-: (وَعِندَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ)، وأيضاً أنهن عذارى أي لا يمسهن أحد بتاتاً.
فكأنهن مثل بيض النعام لا يمسه أحد ومصون عن الكسر قال -تعالى-: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَّكْنُونٌ)،مستورات في الخيام ليسوا بالطوافات في الطرق ومقتصرات على أزواجهن، قال -تعالى-: (حُورٌ مَّقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ)، لم يمسهم أحد قبل أزواجهن في الجنة، قال -تعالى-: (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، وهن مثل اللؤلؤ في ذاتهن لا تمسه الأيدي، قال -تعالى-: (كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ).