دعاء الرزق في الصباح
دعاء الرزق في الصباح
لم ترد أحاديث في تخصيص أدعيةٍ معينةٍ لجلب الزرق في الصباح، أو تحديد عددٍ معينٍ لتكرار الأدعية، فتلك من البِدع المُحدثة، وفيما يأتي بعض الأدعية الواردة في السنة النبوية في طلب الرزق وتوسعته التي يُمكن للمسلم ترديدها في أيّ وقتٍ:
- أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهُمَّ رَبَّ السَّمَوَاتِ وَرَبَّ الأرْضِ وَرَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ، رَبَّنَا وَرَبَّ كُلِّ شيءٍ، فَالِقَ الحَبِّ وَالنَّوَى، وَمُنْزِلَ التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَالْفُرْقَانِ، أَعُوذُ بكَ مِن شَرِّ كُلِّ شيءٍ أَنْتَ آخِذٌ بنَاصِيَتِهِ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الأوَّلُ فليسَ قَبْلَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الآخِرُ فليسَ بَعْدَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ فليسَ فَوْقَكَ شيءٌ، وَأَنْتَ البَاطِنُ فليسَ دُونَكَ شيءٌ، اقْضِ عَنَّا الدَّيْنَ، وَأَغْنِنَا مِنَ الفَقْرِ).
- أخرج الإمام أحمد في مسنده عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: (اللهمَّ إني عبدُك ابنُ عبدِك ابنُ أمَتِك ناصيَتي بيدِك ماضٍ فيَّ حُكمُك عَدْلٌ فيَّ قضاؤُك أسألُك بكلِّ اسمٍ هو لك سميتَ به نفسَك أوْ علَّمْتَه أحدًا مِنْ خلقِك أو أنزلته في كتابِك أو استأثرتَ به في علمِ الغيبِ عندَك أنْ تجعلَ القرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ صدري وجلاءَ حُزني وذهابَ هَمِّي).
- ورد عن علي بن أبي طالبٍ -رضي الله عنه- عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (اللَّهمَّ اكفِني بحلالِكَ عَن حرامِك وأغنِني بفضلِك عمَّن سواكَ).
- ورد عن أنس بن مالك -رض الله عنه- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- علّم معاذ بن جبل أن يدعو الله بقول: (اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاءُ، وتنزعُ الملكَ ممن تشاءُ، وتُعِزُّ مَن تشاءُ، وتذِلُّ مَن تشاءُ، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قديرٌ. رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاءُ، وتمنعُ منهما من تشاءُ، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك).
شروط استجابة الدعاء
دعاء الله وحده
الدعاء عبادةٌ، ولا تجوز العبادة لغير الله، كما لا يجوز الإشراك مع الله أحدًا في الدعاء؛ كمَن يتوسّل بجاه الأنبياء أو برحمة فلان ونحوه، ودلّت على حرمة ذلك نصوصٌ شرعيةٌ صريحةٌ من الكتاب والسنة قال -تعالى-: (وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ)، وقال -عليه الصلاة والسلام-: (مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).
تجنب الدعاء بإثمٍ أو قطيعة رحمٍ
نهى الشّرع أن يدعو الإنسان بالشّر على نفسه أو على غيره، وجعل ذلك أحد أسباب عدم استجابة الدعاء ، قال -عليه الصلاة والسلام-: (لَا يَزَالُ يُسْتَجَابُ لِلْعَبْدِ، ما لَمْ يَدْعُ بإثْمٍ، أَوْ قَطِيعَةِ رَحِمٍ)، لما لذلك من آثارٍ سلبيةٍ.
الدعاء مع يقين الإجابة
الخشوع في العبادة أمرٌ مطلوبٌ عموماً في جميع العبادات، ويكون الخشوع في الدعاء بحضور القلب، واستشعار المسلم لقدرة الله وعظمته في إجابة دعائه، ويعد هذا أحد شروط إجابة الدعاء ، فإنّ الله لا يستجيب من قلب لاهٍ غير موقنٍ بالإجابة، كما وعلى الداعي ألّا يستعجل إجابة مَن طلب فإنّ لله حِكَماً كثيرةً في ذلك، والله يُحبّ العبد اللحوح في الدعاء.