دعاء الحزن الشديد
ما هو الحزن الشديد
الحزن لغة: نقيض الفرح، وهو خلاف السرور وهو خشونة في النفس لما يحصل فيها من الغم،والحزن اصطلاحاً: "هو غم يلحق من فوات نافع أو حصول ضار"،والحزن الشديد: هو ما يعبر عنه بالغم والكرب، فهو ضيق شديد يعتري النفس حتى يصبح الإنسان بائسا ومهتما، وقد يمسك صاحبه عن الكلام فيصبح كالواجم.
دعاء الحزن الشديد
الدنيا دار الابتلاء والهموم، والإنسان معرض فيها لكل أنواع الضيق والغم طالما أنه فيها، وقد لا يملك من الأسباب ما يتخلّص به من حزنه الشديد فيتوجّه إلى الله -عز وجل- بالدعاء متضرعاً له -سبحانه- ليخرجه من كل هذا الحزن، ومن الأدعية التي يستحب أن يدعو بها المسلم عند دخول الحزن الشديد إلى قلبه ما يأتي:
- دعاء ذي النون -عليه السلام- المذكور في قوله -تعالى-: (وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَـهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ).
- الاستعاذة بالله من الحزن وذلك لحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: (اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ الهَمِّ والحَزَنِ، والعَجْزِ والكَسَلِ، والجُبْنِ والبُخْلِ، وضَلَعِ الدَّيْنِ، وغَلَبَةِ الرِّجالِ).
- جاء في الحديث عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أنه قال: (دعَواتُ المكروبِ: اللَّهمَّ رحمتَكَ أرجو فلا تكِلْني إلى نفسي طرفةَ عينٍ وأصلِحْ لي شأني كلَّه لا إلهَ إلَّا أنتَ).
- ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم - بما رواه عبد الله بن عمرو -رضي الله عنه- أنه قال: (كانَ مِن دُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: اللَّهُمَّ إنِّي أَعُوذُ بكَ مِن زَوَالِ نِعْمَتِكَ، وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ، وَفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ، وَجَمِيعِ سَخَطِكَ) .
- جاء في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه ابن عباس أنه قال: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَدْعُو عِنْدَ الكَرْبِ يقولُ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ورَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ).
- قال -عليه السلام-: (ما قال عبدٌ قطُّ إذا أصابه هَمٌّ أو حُزْنٌ : اللَّهمَّ إنِّي عبدُكَ ابنُ عبدِكَ ابنُ أَمَتِكَ ناصِيَتي بيدِكَ ماضٍ فيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فيَّ قضاؤُكَ أسأَلُكَ بكلِّ اسمٍ هو لكَ سمَّيْتَ به نفسَكَ أو أنزَلْتَه في كتابِكَ أو علَّمْتَه أحَدًا مِن خَلْقِكَ أوِ استأثَرْتَ به في عِلمِ الغيبِ عندَكَ أنْ تجعَلَ القُرآنَ ربيعَ قلبي ونورَ بصَري وجِلاءَ حُزْني وذَهابَ همِّي إلَّا أذهَب اللهُ همَّه وأبدَله مكانَ حُزْنِه فرَحًا).
أمور للتخلص من الحزن
هناك أمور تعين على التخلص من الحزن الشديد منها ما يأتي:
- الدعاء
كما ذكرنا فعلى المسلم التوجه إلى الله بالدعاء مستشعراً أنّ خلاصه من الحزن الشديد هو بيد الله، لقوله -تعالى-: (أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَـهٌ مَّعَ اللَّـهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ).
- تقوى الله والتوكل عليه
تقوى الله واستشعار وجوده وصدق التوكل عليه من أهم أسباب التفريج عن المسلم وإزالة حزنه، حيث قال الله -عز وجل-: (وَمَن يَتَّقِ اللَّـهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
- الاستغفار
الاستغفار مزيل للهم وجالب للفرج بكل أشكاله، لقوله -تعالى-: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا* وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).
- الصبر
حثّ الله على الصبر عند التعرّض لكلِّ أنواع الصعوبات، حيث قال تعالى-: (وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ)، وجعل الصبر والطاعة من أسباب معية الله للعبد قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصَّابِرِينَ).