الموضوع العام لقصيدة خمس رسائل إلى أمي
عالجت قصيدة "خمس رسائل إلى أمي" مجموعةً من الأفكار وهي على النحو الآتي:
- حديث الشاعر لأمّه عن الأيام التي مضت، وكيف يعيش الفراق الحزين بعيدًا عنها.
- عدم عثور الشاعر على المرأة التي توازي أمّه في حنانها.
- الاضطراب الذي يعيشه الشاعر ما بين الطفولة التي غادرها وتسكنه، والشباب الذي يعيشه وما لمسه.
- تساؤل الشاعر عن ذكريات أبيه.
- تذكر الشاعر الأشياء التي غادرها ولم تُغادره.
- تذكر المدينة الفاضلة التي شبّ بين جدرانها.
معاني مفردات قصيدة خمس رسائل إلى أمي
وردت في قصيدة نزار قباني مجموعة من المفردات التي لا بدّ من الوقوف معها وشرحها شرحًا واضحًا، وهي على النحو الآتي:
المفردة | معنى المفردة |
قديستي | المرأة الطاهرة التي لا تشوبها قذارة. |
بيدر | المكان الذي يتجمّع القمح فيه من أجل دراسته. |
تنثر | تُرمى بشكل غير منظم، أيّ متفرق. |
يخربش | يُحدث خطوطًا متفرقةً وملتويةً لا يُمكن فهمها أو تشكيلها. |
مشاتل | الأرض التي يُوضع فيها البذر مدة من الزمان ثم يُنقل إلى المكان الذي سيُزرع فيه. |
شقيقها | نوع من أنواع النبات يكون لون زهره أحمرَ وله بقع لونها أسود. |
مضى | مضى الوقت أيّ أنّه قد ذهب بلا عودة. |
الخرافية | العمل الخرافي هو المنسوب للخرافة وهي الحكاية من نسج الخيال. |
خبّأ | خبّأ الشيء إذا أخفاه وستره. |
أعثُر | يعثُر بضم الثاء يعني: يجد. |
أعثَر | يعثَر بفتح الثاء يعني: يزل ويسقط. |
حدقات | الحدقات جمع حدقة وهي الدائرة الملونة وسط العين. |
جثونا | جثا الشخص أيّ جلس على ركبتيه. |
الصور الفنية في قصيدة خمس رسائل إلى أمي
من أبرز الصور الفنية التي وردت في قصيدة خمس رسائل إلى أمي ما يأتي:
- وخبأ في حقائبه صباح بلاده الأخضر
جعل الصباح كالشيء الذي يُخبأ ويُخفى، وهُنا استعارة مكنية ؛ حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
جعل الدخان مثل الإنسان الذي تضيق الدنيا به، وهُنا استعارة مكنية؛ حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
- ولا زالت بخاطره تعيش عروسة السكر
جعل عروسة السكر مثل الإنسان الذي يحيا ويموت، وهُنا استعارة مكنية؛ حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
جعل الفلة مثل الإنسان الذي يبحث عن شيء أضاعه، وهُنا استعارة مكنية؛ حيث حذف المشبه به وأبقى على شيء من لوازمه.
كلمات قصيدة خمس رسائل إلى أمي
كتب نزار قباني قصيدته "خمس رسائل إلى أمي" على شعر التفعيلة في غربته، وذلك بعد أن غادر دمشق عام 1965م، يقول فيها:
- صباح الخير يا حلوه
- صباح الخير يا قديستي الحلوه
- مضى عامان يا أمي
- على الولد الذي أبحر
- برحلته الخرافيه
- وخبأ في حقائبه
- صباح بلاده الأخضر
- وأنجمها، وأنهرها، وكل شقيقها الأحمر
- وخبأ في ملابسه
- طرابينًا من النعناع والزعتر
- وليلكةً دمشقية..
- أنا وحدي..
- دخان سجائري يضجر
- ومني مقعدي يضجر
- وأحزاني عصافيرٌ
- تفتش بعد عن بيدر
- عرفت نساء أوروبا
- عرفت عواطف الإسمنت والخشب
- عرفت حضارة التعب
- وطفت الهند، طفت السند، طفت العالم الأصفر
- ولم أعثر
- على امرأةٍ تمشط شعري الأشقر
- وتحمل في حقيبتها..
- إليّ عرائس السكر
- وتكسوني إذا أعرى
- وتنشلني إذا أعثر
- أيا أمي..
- أيا أمي..
- أنا الولد الذي أبحر
- ولا زالت بخاطره
- تعيش عروسة السكر
- فكيف.. فكيف يا أمي
- غدوت أبًا
- ولم أكبر؟
- صباح الخير من مدريد
- ما أخبارها الفلة؟
- بها أوصيك يا أماه
- تلك الطفلة الطفلة
- فقد كانت أحب حبيبةٍ لأبي
- يدللها كطفلته
- ويدعوها إلى فنجان قهوته
- ويسقيها
- ويطعمها
- ويغمرها برحمته
- ومات أبي..
- ولا زالت تعيش بحلم عودته
- وتبحث عنه في أرجاء غرفته
- وتسأل عن عباءته
- وتسأل عن جريدته
- وتسأل -حين يأتي الصيف-
- عن فيروز عينيه
- لتنثر فوق كفيه
- دنانيرًا من الذهب
- سلاماتٌ
- سلاماتٌ
- إلى بيتٍ سقانا الحب والرحمة
- إلى أزهارك البيضاء.. فرحة "ساحة النجمة"
- إلى تختي
- إلى كتبي
- إلى أطفال حارتنا
- وحيطانٍ ملأناها
- بفوضى من كتابتنا
- إلى قططٍ كسولاتٍ
- تنام على مشارقنا
- وليلكةٍ معرِّشَةٍ
- على شباك جارتنا
- مضى عامان.. يا أمي
- ووجه دمشق،
- عصفورٌ يخربش في جوانحنا
- يعض على ستائرنا
- وينقرنا
- برفقٍ من أصابعنا
- مضى عامان يا أمي
- وليل دمشق
- فل دمشق
- دور دمشق
- تسكن في خواطرنا
- مآذنها.. تضيء على مراكبنا
- كأنّ مآذن الأموي
- قد زرعت بداخلنا
- كأنّ مشاتل التفاح
- تعبق في ضمائرنا
- كأنّ الضوء، والأحجار
- جاءت كلها معنا..
- أتى أيلول أماه..
- وجاء الحزن يحمل لي هداياه
- ويترك عند نافذتي
- مدامعه وشكواه
- أتى أيلول.. أين دمشق؟
- أين أبي وعيناه
- وأين حرير نظرته؟
- وأين عبير قهوته؟
- سقى الرحمن مثواه
- وأين رحاب منزلنا الكبير
- وأين نعماه؟
- وأين مدارج الشمشير..
- تضحك في زواياه
- وأين طفولتي فيه؟
- أجرجر ذيل قطته
- وآكل من عريشته
- وأقطف من بنفشاه
- دمشق، دمشق
- يا شعرًا
- على حدقات أعيننا كتبناه
- ويا طفلًا جميلًا
- من ضفائره صلبناه
- جثونا عند ركبته
- وذبنا في محبته
- إلى أن في محبتنا قتلناه