خصائص المدرسة الواقعية في الفن
خصائص المدرسة الواقعية في الفن
تُعرَف المدرسة الواقعية بتفضيلها الواقع على الخيال ، وقياس جدوى الأشياء بمطابقتها للواقع، كما ترفض ربط الإنسان بالطبيعة من حوله، وأهم خصائص المدرسة الواقعية في الفن فيما يأتي:
الانطلاق من الواقع الطبيعي والاجتماعي
تعتمد المدرسة الواقعية في أولى مبادئها على الواقع بكل معاييره، حيثُ إنَّ الفنان الواقعي يستمدُّ مادته وموضوعاته وأشخاصه وأحداثه من الواقع نفسه، بغض النظر عما إذا ما كان ذلك من الخياليات أو المثاليات، والمقصود به الأمور التي يعيشها البشر ويشاهدونها، ويُمثِّل الإنسان المضطرب في دروب الحياة والمعيشة هو محور وأساس المدرسة الواقعية.
بخلاف المدرسة الكلاسيكية التي اتخذت الإنسان المثالي محورها الأساس، والمدرسة الرومانسية التي اتخذت الإنسان الهارب والمعزول محورها، والفرد في الواقعية نموذجًا يضمُّ كل الأفراد على شاكلته، مثل: التاجر والإقطاعي، والبرجوازي وغيرهم، وابتعد الواقعيون عن استخدام الأساطير والأشباح والأوهام والأحلام في أعمالهم، فالإنسان فقط هو ما يعنيهم.
الاهتمام بالتفاصيل
اهتمت المدرسة الواقعية بالتفصيلات الدقيقة جدًّا وحتى الثانوية منها، وذلك فيما يتعلَّق بالكثير من الجوانب منها الملامح والألبسة والأصوات والحركات والألوان وغير من الأشياء التي تُحيط بالصورة ككل، إذ إنَّ ذلك يُعطي تصويرًا أكثر إحاطةً بالواقع حتى يغدو في العمل وكأنه حاضر حقيقي.
النظر في الجوانب السلبية
اعتنت المدرسة الواقعية بالجوانب السلبية في المجتمع، مثل: فساد الأخلاق والظلم المتفشي في المجتمع والجرائم ومفهوم الاستغلال على جميع مستوياته، لذلك أطلق عليها في بعض الأحيان اسم الواقعية المتشائمة، على الرغم من أنّ تلك النظرة نابعة من الرغبة الشديدة في رصد المشاكل ومعالجتها، وليست نابعةً من ذكر التشاؤم فقط.
الحيادية
تُركز الواقعية على الحيادية في التحليل والعرض وذلك وفق الواقع وبشكل موضوعي وليس وفقًا ما يعتقده الفنان أو وفق مواقفه الخاصة مثلًا، حيث إنّ الفنان هنا مجرد أحد الشهود على الحدث أو الصورة لا أكثر، ولكن هذه الحيادية لا تُمثل اللامبالاة، وإنَّما تُشير إلى عدم فرض أيّ رأي أو فكرة شخصية على الواقع الحر، فالواقعية لها غاية نبيلة في المحافظة على الواقع.
تكمن براعة الفنان في المدرسة الواقعية في تأثيره على القارئ أو المشاهد ودفعه لاتخاذ موقف أو رد فعل معين، وذلك من دون أن يُملي عليه آراءه أو أفكاره بشكل مباشر، وإنَّما يضعه في موقف رفض مثلًا فيرفض أو يضعه في موقف يُثير الإعجاب فيقبله ويعجب به، ويتولد عنده نوع من التعاطف حسب العمل ومدى براعة التقديم فيه.
تحريض الفكر والتحليل
تتميز المدرسة الواقعية كونها تعمل على تحريض الفكر وتقوية الشخصية وشحذ الإرادة وصقلها، فلا تتعامل مع القارئ على أنَّه متلقٍّ وحسب، وإنَّما تُثير فيه مكان التفكير والإحساس على اعتباره مسؤولًا عن مصير المجتمع ومصيره الشخصي، وشريك الفنان في بناء العمل بالنسبة للبحث والتساؤلات والتحليل والدوافع وإيجاد الحلول في نهاية المطاف.