خصائص اللغة في الفلسفة
خصائص اللغة في الفلسفة
من خصائص اللغة في الفلسفة ما يأتي:
الطبيعة التنظيمية للغة
اللغة منظمة تنظيما دقيقا في قواعدها وأنظمتها وقوانينها وسبل التعبير المختلفة فيها كان من السهل التواصل بين أبناءها بسهولة ويسر، والطبيعة التنظيمية تظهر في النقاط الآتية:
- المستوى الصوتي وما فيه من تغيرات دقيقة.
- المستوى الاشتقاقي وما فيه من أوزان وأبنية تصاغ وفقها المشتقات.
- العلاقة بين الكلمات والتراكيب المكونة منها وما بينها من قوانين، نحو: قانون، حذف، اشتقاق، قانون الزيادة، قانون التقديم والتأخير، ظاهرة التطابق بين الصفة والموصوف والفعل والفاعل تذكيرا وتأنيثا.
الطبيعة التجريدية للغة
من حيث إن للغة وجهان متكاملان، أولها: ذهني أي إن المعلومات والمعاني والأحداث والأمور المدركة يتم تخزينها في الذهن مجردة، والثاني: إدراكي أي إدراك تلك الأمور المختزنة وتحويلها إلى واقع محسوس.
الطبيعة الإبداعية للغة
وهي السمة الإنتاجية للغة، تعبير اللغة عن المواقف الحياتية المتجددة التي يمر بها الإنسان، يدل على القدرة الإبداعية للغة، فالمعنى المراد توصيله للآخرين يمكن تقليبه في صور تركيبية لا حصر لها، لذا فاللغات تتفاوت فيما بينها من حيث الإمكانات الإبداعية.
والمقصود بالإبداعية هو مقدرة المتكلم على إنتاج وتفهم عدد غير متناه من الجمل لم يسبق له سماعها من قبل، وتتجلى في الآتي:
- استعمال المتكلم للغة تتجدد أي ما يتكلمه هو تعابير متجددة ليس ترددا لم سمعه إنسان.
- باعتبار اللغة وسيلة فكرية تعبيرية ذاتية متحررة من كل الضوابط.
- استخدام اللغة من قبل الجماعات، يدل على أنها لغة متماسكة ملائمة لظروف المتكلم، وإنسانية بالدرجة الأولى.
الطبيعة التطورية للغة
باعتبار التطور الأساس في نماء أي لغة، من حيث التطور في دلالات الألفاظ.
اجتماعية اللغة
وهذا يعني أن اللغة التي تستخدمها الجماعة، متوارثة الخلف عن السلف، أي إنها مظهر اجتماعي لا يخضع في تطوره لقوانين الطبيعة، فإذا ضربنا مثالا، أن الطفل يعيش بين جماعات ومجتمع ليكتسب اللغة منهم.
الازدواجية
أي إن الأصوات المفردة في لغة الإنسان لا معنى لها بحد ذاتها، مثل الحروف بعينها الكاف، الراء، الجيم، فعلى هذه الحروف أن تركب مع بعضها لتتولد منها كلمات لها معاني ومدلولات.
اللغة إنسانية
من دون الكائنات الحية الأخرى، تميز الإنسان باللغة المستعملة، كما قال أرسطو: "الإنسان هو الوحيد الذي أوتي هبة الكلام بين جميع الأحياء الآثار".
وظائف اللغة
من وظائف اللغة ما يأتي:
• التعبير الوجداني
إذ إن المشاعر الإنسانية جزء لا يتجزأ من حياة الإنسان، فهو يفرح ويغضب ويحب ويكره ويزهو ويتألم ويتعجب ويستغيث، وهذه كلها مظاهر وجدانية تكمن في النفس الإنسانية، وهذه الوظيفة متمثلة بإظهار مشاعر مختلفة كالتعبير عن الحب والميل إلى الأشياء المحببة والفخر والإعجاب، وقد ابتكرت كل لغة أساليب لإبراز هذا المظهر الوجداني عند الإنسان.
• الوظيفة البيانية
وليس المقصود هنا البيان المتفرع من علوم البلاغة، بل يتعداه إلى قدرة المتكلم على تحديد أفكاره بدقة والاستدلال لها وترتيبها وتسلسلها والإيجاز غير المخل والإطناب غير الممل واستخدام الأساليب اللغوية المختلفة، والمواءمة بينها وبين ما يستدعيه من تنغيم أو رفع للصوت وخفضه بما تقتضيه الدلالة واختيار الألفاظ المناسبة وابتكار المعاني وتوليد بعضها من بعض.
• الوظيفة الحضارية
فاللغة هي الخزانة التي تحفظ للأمة حضارتها وإنتاجها الفكري على مر العصور، وما ملايين المخطوطات المبثة في شتى مكتبات العالم إلا دليل واضح على عراقة اللغة التي استطاعت أن تحتفظ بهذا النتاج العلمي والفكري والأدبي المذهل في شتى صنوف المعرفة.
• التعبير الفكري
فاللغة تعمل على نقل أفكار الإنسان بحسب رأيه في الحياة ونظرته لها، فهي تنقل الظواهر العلمية والمعرفية التي تنتجها الأمم، فكل الكلام الذي نقوله هو في الأساس عبارة عن أفكار، ومن هنا يتم تقييم الأشخاص من حيث شخص صاحب فكر سطحي أو شخص صاحب فكر ضحل.
الوظيفة الاجتماعية
فهي وسيلة التواصل بين البشر، ومن هنا تعتمد على أربعة أركان، هي الآتية:
- المرسل( المتكلم).
- المستقبل(المستمع).
- اداة الاستقبال.
- المادة المرسلة.