خصائص القصة في العصر العباسي
سمات القصة في العصر العباسي
انتشر في العصر العباسي فن القصص القصيرة التي تقوم على السجع، وفيها الحكمة والموعظة، وقد كانت بمثابة تحدي بين الأدباء حتى يظهروا موهبتهم، وليثبتوا من هو الأفضل والأكثر براعة في كتابة القصص القصيرة، وقد سمي هذا النوع من القصص باسم المقامات ، ومن أبرز خصائص القصة في العصر العباسي ما يأتي:
- وحدة الأفكار، فالقصة القصيرة تتضمن فكرة رئيسية واحدة، أو حدثًا واحدًا فقط، دون التشتت في أكثر من فكرة وموضوع.
- عدم وجود مقدمات، فتبدء القصة بالحدث الرئيسي والمهم منذ أول كلمة فيها، مع الابتعاد عن المقدمات وحشو الكلمات.
- المزج بين الحيوية والديناميكا في القصة، حتى لو كانت تحتوي على شخصية واحدة فقط، فستنجد فيها تسلسل جميل وحيوي في الأحداث.
تطور فن القصص في العصر العباسي
لاقت القصة في العصر العباسي انتشارًا واسعًا وإقبالًا كبيرًا من قبل الكثيرين، وقد كانت تُروى في هذا العصر بهدف التسلية والمتعة، وقد مرت القصة بثلاثة مراحل في هذه الفترة، المرحلة الأولى هي الترجمة، ومثال على ذلك قصة كليلة ودمنة، والمرحلة الثانية هي التقليد، ومثال على ذلك قصص ألف ليلة وليلة ، أما المرحلة الأخيرة فهي الإبداع، ومثال عليها المقامات.
كما انتشرت القصص في العصر العباسي في المجالس الدينية، ومجال الوعظ، فكانوا يستخدمون القصص الدينية، كأمثلة على ما يقولون، كما شاعت القصص التاريخية التي تتميز بالسرد المباشر للأحداث التي حصلت فيها، من دون أي مقدمات.
ترجمة القصة في العصر العباسي
نشطت حركة الترجمة في العصر العباسي، وخاصة باللغات الفارسية واليونانية والهندية، فترجم عبد الله بن المقفع الكتاب القصصي كليلة ودمنة من اللغة الفارسية إلى اللغة العربية، وترجم أيضًا الكتاب القصصي ألف خرافة من الفارسية إلى العربية، وأضاف إليه العديد من القصص التي تتحدث عن أخبار الروم والعرب والفرس.
قصص اشتهرت في العصر العباسي
اشتهرت العديد من القصص في العصر العباسي، فيما يأتي أبرزها:
قصص كليلة ودمنة
هذه المجموعة القصصية من تأليف عبد الله ابن المقفع، ويعد كتاب كليلة ودمنة واحد من أشهر كتب القصص في العصر العباسي، وقد احتوى العديد من القصص التي تروى على لسان الحيوانات، ومن هذه القصص، قصة الأسد والثور، فقد تُرك الثور في أرض مليئة بالوحل وحده، واستطاع أن ينقذ نفسه، ويخرج من الوحل بعدما جف، وتعرف على ملك الغابة الأسد وتقرب منه، حتى إنه أصبح مستشاره المقرب، ولكن ذلك أثار غيظ الضبع، وخشي أن يحل الثور محله، فحضر له مكيدة حتى يقتله الأسد، وبالفعل قتل الأسد الثور، وبعدها علم أن الضبع هو السبب وراء ذلك، فقتله عقابًا له.
قصص ألف ليلة وليلة
اختلف الباحثون في تحديد اسم مؤلف المجموعة القصصية التي تحمل اسم ألف ليلة وليلة، فقال البعض بأن المؤلف هو عبد الله بن المقفع، وقال آخرون بأن هذه المجموعة القصصية من تأليف أكثر من شخص، وذلك بسبب وجود العديد من القصص التي حدثت في مواقع جغرافية مختلفة، مما يصعب على شخص واحد معرفتها كلها وروايتها، فقالوا إن كل نسخة كتبت في قرن يختلف عن الآخر، في الفترة بين القرن الثامن الميلادي، إلى القرن السادس عشر للميلاد.
يتضمن كتاب قصص ألف ليلة وليلة الكثير من الأحداث التي حصلت في قارة آسيا وأفريقيا تحديدًا، وتذكر فيها العديد من الأحداث الشعبية التي حدثت في الكثير من الأماكن، ويعود تاريخ هذه الأحداث إلى الحضارات المصرية والفارسية والهندية، بالإضافة إلى حضارة بلاد الرافدين.
ليس ذلك فحسب، فيوجد عدد من هذه القصص التي لا تستند إلى أساس أحداث حقيقية، وإنما هي خرافات، ومن نسج الخيال، ومنها ما تم أخذه من الأدب الهندي، وكان بداية هذه القصص، الحديث عن شهريار وشهرزاد، وبالتالي تتابعت القصص المختلفة الممتعة.
كتب عن الأدب في العصر العباسي
كتب المؤلفون العديد من الكتب التي تتضمن الحديث عن الأدب في العصر العباسي، وفيما يأتي أبرزها:
- كتاب العصر العباسي الأول ، للكاتب شوقي ضيف.
- كتاب أدباء العرب في الأعصر العباسية، للكاتب بطرس البستاني.
- كتاب الأدب العربي وتاريخه في العصرين الأموي والعباسي، للكاتب الدكتور محمد عبد المنعم خفاجي.
- كتاب الشعراء الصعاليك في العصر العباسي الأول، للكاتب حسين عطوان.