خصائص الطيور
خصائص الطيور الشكلية
يوجد أكثر من 10,400 نوع من الطيور، والتي تتميز عن باقي الحيوانات بامتلاكها للريش، وهي من الفقاريات ذوات الدم الحار، التي ترتبط بالزواحف أكثر من ارتباطها بالثدييات، وتعتمد على النظر القوي في العيش، إذ إن حاستي الشم والسمع لديها محدودة.
كما أن معظم الطيور نهارية في الغالب، أي تنشط وتبحث عن طعامها في النهار وترقد في الليل، ولها عدد من الخصائص الشكلية هي:
الحجم
يختلف حجم الطيور بنسبة كبيرة ومتباينة، إذ يعد طائر النحلة الطنان أصغر طائر بطوله الذي يبلغ 6.3 سم، أما أكبر طائر فهو النعام ، إذ يصل ارتفاعه إلى 2.75 متر، وهو من الطيور التي لا تطير.
الوزن
يختلف وزن الطير أيضًا حسب نوعه، فمثلًا يزن طائر النحلة الطنان الذي يعد أصغر الطيور أقل من 3 غم، بينما يصل وزن النعامة التي تعد أكبر الطيور إلى 150 كجم، ويمكن أن يصل وزن طائر مثل بجعة البوق الأكبر إلى 17 كجم، وهذا وزن كبير بالنسبة لطائر يمكنه الطيران.
الريش
الريش هو السمة المميزة التي تميز كل أنواع الطيور الموجودة على قيد الحياة عن باقي الحيوانات الأخرى، ويتكون ريش الطيور من مادة تدعى "الكيراتين" وهي نفس المادة التي تشكل شعر وأظافر الإنسان والحيوانات الأخرى.
لا تقتصر أهمية الريش بالنسبة للطيور في مساعدتها على الطيران فقط، بل لتوفير الدفء والحماية لهم أيضًا، إذ يساعد ريش الطيور الناعم الصغير في توفير الدفء، بينما يساعدهم الريش الطويل على الطيران، ويتساقط ريش الطيور بمعدل مرة إلى مرتين كل عام حسب نوع الطائر.
المنقار
تمتلك جميع الطيور بلا استثناء منقار، مصنوع من لب عظمي ومحاط بطبقة رقيقة من الكيراتين، لكنها لا تمتلك أي أسنان كباقي الحيوانات، بل إن معظم الأنواع تمتلك حواف حادة على طول منقارها، وهي لا تمضغ الطعام بل تطحنه أو تقطعه لقطع صغيرة مما يسمح لها بابتلاعه.
ويشير شكل المنقار للنظام الغذائي الذي يتناوله الطائر، إذ إن الطيور آكلة اللحوم كالصقر، والبومة، يكون لديها مناقير حادة ومعقوفة تسمح بتمزيق الفريسة جيدًا، أما الطيور آكلة البذور فمناقيرها مخروطية قوية حتى تسمح لها بتناول البذور، أما الطيور مثل؛ البط، والإوز فمناقيرها مسطحة وعريضة تسمح لها باستخراج الطعام من الماء وتناوله.
الأجنحة
على الرغم من أن ليست كل الطيور تستطيع الطيران، إلا أن كل الطيور تمتلك أجنحة، ولا يقتصر وجود الأجنحة على الطيور فقط، إذ إن الخفافيش تمتلك أجنحة وهي من الثدييات، كما أن معظم الحشرات تمتلك أجنحة، وتستطيع الطيور الطيران بفضل شكل جسمها وعضلات صدرها القوية المنحنية بطريقة تسمح لأجنحتها بالارتفاع والتحليق.
يختلف شكل الأجنحة من طائر إلى آخر، وهذا ما يعطي كل طائر مزايا معينة مختلفة عن غيره، فمثلًا توفر أجنحة الصقر النحيفة له السرعة، وتمتلك طيور القطرس أجنحة طولها أكبر من عرضها بكثير مما يسمح لها بالتحليق عاليًا، بينما تمتلك معظم الطيور المغردة أجنحة بيضاوية الشكل ومتساوية، تسمح لها بالحركة السريعة في مساحات ضيقة.
هنالك مجموعة من الطيور التي تفضل السباحة كطيور البطريق أو البفن، إذ تمتلك هذه الطيور أجنحة على شكل زعنفة توفر لها السرعة والخفة داخل الماء.
العيون
تتميز عيون الطيور بكونها الأقوى في البصر عن أي عيون حيوانات أخرى على كوكب الأرض، إذ تستطيع الطيور رؤية جزء من الطيف فوق البنفسجي للضوء، والذي لا تستطيع الثدييات رؤيته، نظرًا لأنها تمتلك أربعة أنواع من مستقبلات الألوان "الخلايا المخروطية" في العين، بينما تمتلك الثدييات ثلاثة فقط.
تمثل الصقور والطيور الجارحة عمومًا أقوى الطيور بصر وأكثره حدة، بينما يتفوق الحمام على البشر في قدرته على تمييز اختلافات الألوان، وهذا ما يجعل الطيور تمتلك حاسة بصر أقوى من أي مجموعة حيوانية أخرى.
شكل الهيكل العظمي
يكون لمعظم الطيور هياكل عظمية خفيفة الوزن مع عظام مجوفة، مما يسمح لها بالطيران بخفة ورشاقة، وعلى الرغم من ذلك فإن بعض العظام مثل؛ عظم الترقوة تكون متداخلة وصلبة، مما يساعد في تقوية الأجنحة أثناء الطيران، وبالنسبة لعظام القص أو الصدر فهي كبيرة حتى توفر الدعم مع عضلات الجناح القوية أثناء الطيران.
هنالك طيور لا تطير مثل؛ البطريق فيكون له عظام ثقيلة ممتلئة بالنخاع، حتى تساعده في البقاء على قيد الحياة في المناخ المتجمد والصعب، والنعام كذلك له عظام ثقيلة وأرجل صلبة، حتى تسمح له بالجري والدفاع عن نفسه عن طريق ركل الحيوانات الأخرى.
وهذا يعني أن كل الطيور تمتلك أجنحة حتى وإن كانت لا تطير مثل طائر البطريق، وتشترك جميعها في صفات شكلية معينة مثل: الريش، المنقار، حدة العيون وقوتها وغيرها.
خصائص الطيور السلوكية
الطيور مثلها مثل أي مجموعة حيوانية أخرى لها بعض الخصائص السلوكية التي تميزها، وبعض هذه السلوكيات تكون غريزية وفطرية، والبعض الآخر تكون من خلال التجربة والتعلم.
التكاثر
خلال موسم التكاثر تصل أصوات الطيور لأعلى مستوى لها، لا سيما الذكور الذين يتفوقون على الإناث من هذه الناحية، وتبني معظم الطيور العش لكي تضع فيه البيض، كما تصنع بعض أنواع الطيور الأخرى مثل؛ طائر الصفصاف عش هيكلي معقد.
تضع بعض أنواع الطيور بيضها على الأرض مباشرة أو بين أغصان الأشجار، ويختلف حجم وعدد وشكل ولون البيض حسب نوع الطائر.
التزاوج
تقوم الطيور بسلوكيات معينة عند التزاوج، إذ يميل الذكور والإناث إلى مغازلة بعضهم البعض بتقديم الطعام أو القيام ببعض الحركات الراقصة، مثل طيور الغطاس الغربي، إذ يقوم الذكور والإناث بالرقص معًا في عرض منسق وسريع.
يقوم ذكر طائر الكاردينال الشمالي بالتعبير عن اهتمامه بالأنثى بالتغريد لها والقيام بحركات بجسده واستعراض صدره، وإذا لم تفلح مع الأنثى هذه الحركات ولم يجذبها هذا للتزاوج به، يقوم بتقديم الطعام لها محاولة لاستمالتها، ويتم التزاوج عقب تناول الطعام، لأن الأنثى تعبر عن رضاها عن التزاوج برضاها عن الطعام المقدم.
بينما تقوم بعض الطيور مثل؛ طائر كاليفورنيا سكريب جاي بالتعبير عن اهتمامه بالأنثى من خلال تحريك ذيله وفرد جناحيه وهز رأسه والتقرب منها وإصدار أصوات حانية ورقيقة، وتقوم الأنثى أحيانًا بالرقص للذكر، وإذا أدت الرقصة بإيقاع صحيح فإن الذكر غالبًا ما سيزاوجها.
رعاية الصغار
تتراوح الفترة التي تحتاجها الطيور لفقس البيض من 11 إلى 80 يومًا، ويعتمد هذا على حجم الطائر ونوعه، كما أن معظم الطيور المغردة تفقس دون ريش تمامًا، لذا يحتضنهم الوالدان لتنظيم حرارة جسمهم وتدفئتهم، ويقومان بإطعامهم حتى بعد أن يتمكنوا من الطيران.
بينما تفقس بعض الطيور الأخرى مثل الدجاج والبط وطيور الشاطئ بالقليل من الريش الزغبي، ويكونون قادرين على البحث عن طعامهم بأنفسهم على الفور.
ويختلف الوقت الذي يقضيه الوالدان في رعاية الطيور الصغيرة حسب نوع الطائر، إذ تستطيع طيور الميغابود الصغيرة أن تطير بعد فترة قصيرة من الفقس وتستقل تمامًا عن والديها، بينما تأخذ طيور أخرى مثل صغير القطرس الملكي حوالي 8 أشهر حتى يخرج من العش ويستطيع الطيران.
التواصل
تتواصل الطيور معًا بما يعرف بالتغريد، وهو صوت واضح لا يشترط أن يكون موسيقيًا، تستخدمه الطيور لجذب رفيق في موسم التزاوج، أو لتحذير طائر آخر من نفس جنسها، وتختلف النغمات بصورة فردية من طائر لآخر، إذ يعتقد أن بعض الطيور تستطيع التعرف على زملائها وجيرانها عن طريق هذا الاختلاف في الصوت.
تختلف طريقة التغريد وإصدار الأصوات حسب الوضع، فمثلًا يقوم طائر الروبن الأمريكي وبعض الأنواع الأخرى بإصدار نغمة واحدة حين يرى صقر فوق رأسه، بينما يصدر نغمة أخرى حينما يرى حيوان مفترس على الأرض، كما تصدر الطيور الصغيرة نغمات ونداءات معينة لتحفيز الآباء وتنبيههم لكي يقوموا بإطعامهم.
تستخدم الطيور هذه الأصوات في مواقف أخرى كالمواقف العدوانية، أو عند التزاوج أو التودد أو عند الطيران، فمثلًا تصدر طيور القنص أصوات عالية جدًا حينما تكون في وضع الطيران، بينما تقوم طيور اللقلق بالتصفيق بمناقيرها كنوع من المغازلة.
الهجرة
تهاجر العديد من الطيور خلال فصلي الربيع والخريف، ولا يعرف ما هي الأسباب الدقيقة التي تحفز هجرة الطيور عمومًا، إلا أن الكثير من أنواع الطيور تهاجر وتسافر لمئات الأميال فوق الجبال والمحيطات كل عام.
وبالتالي، فإن معظم أنواع الطيور تشترك في خصائص سلوكية معينة مثل الهجرة، وكل طائر له طريقة معينة في التواصل مع غيره من الطيور أو عند التودد للأنثى أو عند التزاوج.