خصائص الشمولية في الإسلام
خصائص الشمولية في الإسلام
من مظاهر الشمول في دين الإسلام ما يأتي:
- شامل لكل الناس إلى قيام الساعة
إن دين الإسلام الذي بُعث به نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الرسالات، وجاء لكل الناس إلى أن تنتهي هذه الحياة بقيام الساعة، فقد جاء للعالم جميعاً وليس مخصوصاً بالعرب، بل جاء للعرب والعجم، وغير محدد بلون أو جنس، قال -تعالى-: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا).
- شمول شريعة الإسلام لكل جوانب الحياة الإنسانية
شمل الإسلام تنظيم لحياة الإنسان منذ بدء تكونه وهو جنين في بطن أمه إلى أن يصبح طفلاً، ومن له الحق في تكفله ورعايته، ومن ثم زواجه، وشيخوخته، فقد رعت الشريعة الإسلامية الإنسان منذ ولادته إلى وفاته.
- شمول أحكام الإسلام لكل نواحي الحياة
نظم الإسلام علاقة الإنسان في بيته وعمله، ومع نفسه وغيره، فوضع الإسلام قوانين متكاملة تنظم حياة الإنسان، ومن يلتزم بهذه القوانين ويلتزم بشريعة الله في الحياة، ينال الأجر العظيم فهي عبادة يثاب عليها.
قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَن يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللَّهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَن يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلًا﴾ ، فبينت هذه الآية أن الدين يؤخذ كله ولا يُجَزّأ، ولا يُؤخذ بعضه ويُترك بعضه، فقد أنكر الله -عز وجل- عمل اليهود الذين آمنوا ببعض الرسل ولم يؤمنوا ببعضهم الآخر.
مفهوم الشمولية في الإسلام
الشمولية: هي الكمال في دين الإسلام، ودين الله -عز وجل- صالح لكل زمان ومكان، وليس بحاجة لغيره ليثبت ما فيه، فهو كامل متكامل في ذاته، وتشريع كامل لكل مجالات الحياة.
والإسلام يُعنى بالإنسان من حيث الروح والجسد، ولم يترك الإسلام جانباً من جوانب الحياة الفردية أو الاجتماعية إلا ونظمه من كل النواحي، قال -تعالى-: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا).
صور الشمولية في الإسلام
برزت خاصية الشمول في الإسلام بصور شتى، أهمها:
- النظر في هذا الوجود كله
ابتداءً من نشأته وحركته، وكل تفاصيله وكل تطور وتغير فيه، وتنسيقه وتدبيره، وكل هذا بإرادة الخالق -عز وجل-، والنظر إلى الإبداع في الكون بكل شيء فيه، وآيات القرآن الكريم كلها تشهد على هذا الإبداع.
- الحديث عن العبودية وحقيقتها
ممثلة بكل جوانبها، عبودية الكون والإنسان والحياة، فقد بين نشأتها وكل ما يتعلق بها بيْن بعضها، وعلاقتها بالحقيقة الإلهية، ويربط بين كل تلك الحقائق بما يناسب الفطرة، ويتعامل مع بديهة الإنسان وكينونته البشرية بيسر وسهولة.
- أسلوب مخاطبة القرآن الكريم
يخاطب القرآن الكريم الكينونة الإنسانية من جميع الجوانب والاحتياجات والاتجاهات، ويوجهها إلى الطريق الصحيح، وعندها تتوجه هذه الكينونة في الاستجابة للعقيدة ، وكل ما يتعلق بها من حياة أو موت، والدنيا والآخرة، وغيرها.