خصائص الرسائل الديوانية
خصائص الرسائل الديوانيّة
الرسائل الديوانية هي الرسائل والمحادثات المكتوبة على الأوراق وغيرها من الأمور التي كُتب عليها قديمًا أو حديثًا، وتختصّ بين الملوك، والأمراء، والسياسيين، والسلاطين، وسُمّيت بالرسالة السلطانية، وقيل أيضًا أنّ هذه الرسالة الديوانية هي الرسالة السياسية، ومن خصائصها ما يأتي:
البساطة
وتعني البُعد عن التكلّف في القول بحيث يكون سهل، كما كان يُراعي مكانة المرسل إليه وانتقاء الألفاظ السهلة البسيطة، ويُفضل عدم الإسهاب أو المبالغة.
الإيجاز
أي عدم الإسراف في القول، والبدء في الحديث عن المضمون دون المُقدّمات الكثيرة، وكان يُراعى الطول والقصر، وذلك يرجع إلى موضوع الرسالة وأهميتها.
البيان
أي أن تكون الجُمل واضحة، وليس فيها غموض، حيث يجب مراعاة ضبط المعنى ووضحه بلغة مباشرة.
المُلاءمة
تعني مُراعاة منزلة المُخاطب ومكانته، فمكانة المرسل إليه مهمة، مع أخذ بعين الاعتبار عدم التعقيد.
جودة التعبير
أيّ أن تكون ذا جودة عالية، لكي تتلقّى المكان المُناسب الذي يليق بمكانتها.
نماذج على الرسائل الديوانية
نماذج على الرسائل الديوانية فيما يأتي:
- رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم - إلى هرقل ملك الروم :
"بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم
سلام على من اتبع الهدى.
أمّا بعد، فإنّي أدعوك بدعاية الإسلام، أسلم تسلم يؤتك الله أجرك مرّتين وإن توليت فإنّ عليك إثم الأريسيين، {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }.
- رسالة الرسول -صلى الله عليه وسلم - إلى حضرموت :
"مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ إِلَى الأَقْيَالِ الْعَبَاهِلَةِ وَالأَرْوَاعِ الْمَشَابِيبِ مِنْ أَهْلِ حَضْرَمَوْتٍ بِإِقَامِ الصَّلاةِ الْمَفْرُوضَةِ وَأَدَاءِ الزَّكَاةِ الْمَعْلُومَةِ عِنْدَ مَحِلِّهَا فِي التِّيعَةِ شَاةٌ لا مُقَوَّرَةُ الأَلْيَاطِ وَلا ضِنَاكٌ وَأنْطُوا الثَّبَجَةَ وَفِي السُّيُوبِ الْخُمْسُ وَمَنْ زَنَى مِم بِكْرٍ فَاصْقَعُوهُ مِائَةً وَاسْتَوْفِضُوهُ عَامًا وَمَنْ زَنَى مِم ثَيِّبٍ فَضَرِّجُوهُ بِالأَضَامِيمِ وَلا تَوْصِيمَ فِي الدِّينِ وَلا غُمَّةَ فِي فَرَائِضِ اللَّهِ وَكُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ وَوَائِلُ بْنُ حُجْرٍ يَتَرَفَّلُ عَلَى الأَقْيَالِ أَمِيرٌ أَمَّرَهُ رَسُولُ اللَّهِ فَاسْمَعُوا وأطيعوا".
- كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنهما- ومن معه من الأجناد:
"أمّا بعد فإني آمرك ومن معك من الأخيار بتقوى الله على كل حال، فإن تقوى الله أفضل العدة على العدو، وأقوى المكيدة في الحرب، وآمرك ومن معك أن تكونوا أشد احتراسا من المعاصي منكم من عدوكم، فإن ذنوب الجيش أخوف عليهم من عدوهم، وإنما ينصر المسلمون بمعصية عدوهم لله، ولولا ذلك لم تكن لنا بهم قوة، لأن عددنا ليس كعددهم، ولا عدتنا كعدتهم، فإن استوينا في المعصية كان لهم الفضل علينا في القوة، وإلا ننصر عليهم بفضلنا، لن نغلبهم بقوتنا".