خصائص الأدب في عصر المماليك
الخصائص العامة الأدب المملوكي
- قلة الأغراض الشعرية المطروقة: فقد انحصر النثر في الكتابة الديوانية والرسائل الإخوانية التي كانت تُرسل بكثرة في العصر المملوكي.
- توجُّه الأدباء كان يخدم السلاطين أكثر من كونه يخدم الأدب: حيث عمل أفضل الأدباء، وأبلغهم لغويًا في ديوان الإنشاء؛ لما في تلك المكانة من إجلال وتقدير بين الناس، فقد خوطب من يعمل في ديوان الإنشاء بالشيخ الأجل هيبة ووقارًا له.
- قلة المعاني الشعريّة نتيجة انتشار العاميّة آنذاك: وعدم القدرة على توليدها مما أضعف استخدام الصورة البيانية، حيث لجأ الأدباء والشعراء إلى اللغة التي تتناسب مع الذوق الأدبي في ذلك العصر، وابتعدوا عن التعقيد.
خصائص الأدب المسرحي في عصر المماليك
من أهم خصائص الأدب المسرحي في عصر المماليك هي:
- البساطة والفكاهة: بالإضافة إلى خفة الظل التي سرّت المتفرجين، وجعلت من هذه المسرحيات التسلية العامة المفضلة لجميع طبقات المجتمع،
- ظهور مسرح خيال الظل: على الرغم من ظهوره لأول مرة في أواخر العصر العباسي، إلا أن انتشاره قد ازداد بشدة في عصر المماليك، حيث كان من وسائل الترفيه الهامة للسلاطين والعامة من الشعب، ويصنف ضمن الفن الأدبي لما تحمل نصوصه من شعر ونثر، بالإضافة للغناء والموسيقى، وقد عرف باسم "بابات" وكان عبارة عن عرض للدمى المتحركة التي تظهر على شكل ظل بسبب ضوء خلف ستارة العرض، واشتهر بكونه عرضًا ساخرًا جنبًا إلى ثرائه اللغوي والاجتماعي.
ومن أشهر أدباء العصر المملوكي هو الأديب ابن دانيال الذي ألف مسرحية "طيف الخيال" والذي كان أهم مَن طور مسرح خيال الظل، حيث أبدع في التمثيل والإثراء الأدبي، فقد كان يؤلف المسرحيات، ويلحن بعضًا من شعرها ويغنيه، إضافةً إلى كونه من يصمم الدمى ويختار الأزياء، واعتبرت هذه المسرحية من أوائل أعمال الأدب الهزلي.
و من خصائص ابن دانيال في الأدب هو استخدام التناقض البسيط، فيقول "قد أحببت إمدادك أيها الأستاذ الظريف، والماجن اللطيف، بثانية؛ لكيلا تظن همتي في الأدب متوانية، وأتيتك بغريب، وألحقتك بعجيب "، فكما يظهر مما سبق أنه وصف إحدى الشخصيات باللطيف والماجن سويًا.
خصائص الشعر في عصر المماليك
من المعروف تأثُّر الشعراء بالبيئة السياسية والاجتماعية والاقتصادية من حولهم، وكان لتأثر شعراء عصر المماليك علامة فارقة في انحرافهم عن الكتابة باللغة العربية الفصحى مما أدى إلى ظهور الخصائص والصفات الشعرية الآتية:
قلة الصور الشعرية
إذ نتج عن ذلك أهم أنواع الشعر التي اشتهر بها العصر المملوكي، ألا وهي الموشحات، والمواويل، والزجل التي لا ترتكز بشكل أساسيّ على الصورة الشعريّة. وكانت الأندلس قد عُرفت بالموشحات في ذلك الزمن، إلا أنها انتشرت بشدة في مصر والشام خلال عصر المماليك.[5]
فكانت تصف المجالس والمجتمع المملوكي، فاستهوى الشعب الموشحات كونها مُزِجت بالعامية، مما جعل الشعراء يتفننون بها أكثر من الشعر المنظوم في ذلك الوقت، ومن أهم أدباء الموشحات في العصر المملوكي هم: شهاب الدين أبو العباس العزازي، والصلاح الصفدي، وصدر الدين بن الوكيل. [5]
فن المواليا أو المواويل
كان الجناس اللفظي هو أهم خصائص هذا الفن، ويُقصد بمعنى اسم "موال" هو موالاة أشطر القصائد في القوافي والجناس، ويعتبر ابن سودون أشهر أدباء المواليا، فهو الذي ابتدع المواليا الهزلية الساخرة، حتى لُقّب ب "جحا" عصره.
يمتلك فن المواليا خاصية القدرة في التخفيف عن الناس، مما ساهم في انتشاره بين الشعب لرفع شكواهم، ومن أحد المواويل الهزلية الشهيرة لابن سودون:
الشمس والنجوم والقمر
- إن لاح خيالها بماء النهر
فالشمس رغيف والنجيمات بيوض
- والبدر كقرص جبن جاموسي طري
- الزجل
كما فن المواليا، لاقى الزجل استحسانًا ورواجًا بين عامة الشعب، لتحرره من قيود النظم وسهولته وقدرتهم على التعبير عن أنفسهم ووضعهم، وقد اشتهر المماليك بكونهم أفضل الزجالين، فقد كتب ابن خلدون أن ابن زقمان المملوكي هو إمام الزجالين وأبرعهم،
ومن خصائص الزجل في عصر المماليك، إضافةً إلى الجانب الترفيهي، هو ظهور مسمى "الشاعر الزجّال" في العصر المملوكي لأول مرة، حيث استطاع الشعراء الدمج بين الشعر المنظوم والزجل.
- الفكاهة
بالإضافة لما سبق، يعد الوصف والفكاهة أهم خصائص الشعر المملوكي، فإن الصفة المشتركة في كل ما سبق هو قدرة الشعراء على وصف أحاسيسهم، ومجتمعهم، وما حولهم، بل وحتى توافه الأمور، فمن طرائف الشعر المملوكي أن نَظَم أبو الحزم القوصي شعرًا يعبر فيه عن حاجته لمروحة.
لذا تتمحور قدرة الشعراء والأدباء المماليك حول التعبير عما يريدون ويشتهون دون قيود اللغة والبلاغة، وتحويل كل هذه الأفكار إلى شعر، أو أزاجيل، أو مواويل، أو موشحات، أو حتى مسرحيات، وهذه الخاصية تمثل أهم خصائص الأدب المملوكي، حتى وإن كان ذلك مختلفًا عن الأدب العباسي أو الأيوبي.