حياة الرسول مختصرة للأطفال
حياة الرسول مختصرة للأطفال
إنَّ من أهم القصص التي على الأطفال حفظها وفهمها ومعرفتها؛ حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعلى المسلم توضيحها لهم بأسلوبٍ سهل وبسيط دون التطرق للكثير من التفاصيل حتى يتسنى لهم فهمها وتذكرها والتأثر بما جاء فيها.
ولادة الرسول ونشأته
وُلد الرسول محمد في عام الفيل وكان يتيم الأم إذ تُوفي أباه عبد الله وأمه آمنة حامل به، ولمَّا وُلد أضاء نوره من المشرق والمغرب، عاش النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- السنين الأربع الأولى عند مرضعته حليمة السعدية في بادية بني سعد وقد اكتسب من نشأته في البادية الفصاحة والقوة والفراسة، وعندما بلغ السادسة من العمر توفيت أمه فكفله عمه أبو طالب.
نشأ عند عمه حتى كبر وقوي وبدأ بالاعتماد على نفسه، كان محمد بن عبد الله يتصف بأجلِّ الصفات وأجملها وكانت قريش تشهد له على ذلك فقد كان أميناً، صادقاً، حليماً، كريم، وذو حسب ونسب عريق.
عمل بالتجارة وبسببها تعرَّف على خديجة بنت خويلد إذ خرج بتاجرةٍ لها فأُعجبت بأمانته وصدقه فأخبرت صديقتها نفيسة بذلك، فذهبت نفيسة وأخبرت رسول الله بما قالته خديجة واقترحت نفيسة للرسول أن يتزوج من خديجة ففعل.
بعثة رسول الله
قضى محمد -صلى الله عليه وسلم- أياماً يتعبد فيها ويعتزل الناس في غار حراء ، وعندما أتمَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أربعين عاماً نزل عليه الوحي جبريل وهو في الغار، وبهذا أصبح محمد بن عبد الله نبيّاً من أنبياء الله -تعالى-، وقد كانت أوائل سورة العلق أول ما نزل من الوحي.
عاد محمد -عليه السلام- فزعاً خائفاً من هول وعِظم الموقف الذي مرَّ فيه، وقد كانت زوجته خديجة -رضي الله عنها- خير رفيقٍ ومُعين له فقد طمأنته قائلة: "أبشر يا ابن عم، فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة".
ذهبت خديجة بالرسول إلى ابن عمها ورقة بن نوفل لتسأله ما رأيه عن ما واجهه محمد -عليه السلام-، وقد كان ابن عمها عالماً بالتوراة والإنجيل مؤمناً بالله -تعالى-، فأخبرها: "هذا هو الناموس الذي كان ينزل على موسى"، وقد أخبره أنَّه لو بقي على قيد الحياة سيُصدقه ويؤمن به إلا أنَّ ورقة تُوفي قبل بدء النبي بالدعوة.
أمر الله تعالى النبي بالتبليغ
نزل الوحي مجدداً على النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وقد نزل بسورتي المدثر والمزمل وفيهما أمر للبدء بتبليغ دعوة الإسلام إلى الناس وأن يبدأ بالمقرّبون، فبدأ رسول الله بدعوة أهل بيته، فالٌأقرب ثم الأقرب.
كانت الدعوة في بداية الأمر سراً، وقد استمرت الدعوة السرية ثلاث سنوات، إذ كان المسلمين يجتمعون حينها في دار الأرقم، وكانت خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها- أول من أسلم من النساء، وأبو بكر الصديق أول من أسلم من الرجال، وعلي بن أبي طالب أول من أسلم من الصبيان، وزيد بن الحارثة أول من أسلم من الموالي.
وبعد مرور ثلاث سنوات جهر رسول الله بالدعوة الإسلامية وحينها بدأت المصاعب بالظهور أمام رسول الله والمسلمين، فقد رفض كفار قريش الدعوة الجديدة، وبدأوا يفاوضوا رسول الله على أن ينتهي من دعوة الناس إلى الدين الجديد، وكانوا يؤذون المسلمين، حتى أنَّهم قد تمادوا بالضرب في إحدى المرات على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبا بكر الصدّيق.
عام الحزن وحادثة الإسراء والمعراج
استمرت قريش بأذى المسلمين وكانوا قد عانوا بسببهم أشدَّ المُعاناة وفي ذلك الوقت توفي عم النبي أبو طالب الذي كان يُسانده ويدعمه ومن ثمَّ توفيت زوجته خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، فحزن النبي لفراقهم حزناً شديداً، وشاءت حكمة الله التخفيف وتسلية رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فحدثت رحلتي الإسراء والمعراج .
نزل المَلَك جبريل -عليه السلام- إلى رسول الله، وحمله على دابة يطلق عليها اسم البراق، وأسرت به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، ومن ثمَّ عرج به من المسجد الأقصى إلى السماوات السبع إلى سدرة المنتهى، وقد رأى في الرحلتين من آيات الله -تعالى- المعجزة التي خففت عن حزن رسول الله -عليه السلام- وفي هذه الليلة فُرضت الصلوات الخمس.
الهجرة إلى المدينة
اشتدَّ أذى المشركين بالمسلمين حتى أنَّهم قرروا قتل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فأوحى الله له بأن يترك كل شيء في مكة والهجرة للمدينة المنورة، وقد طلب النبي من علي بن أبي طالب أن ينام مكانه لإفشال مخطط المشركين.
انتظر أهل المدينة المنورة ممن بايع رسول الله على دين الإسلام الرسول بلهفة وكانوا يتوقون لرؤيته، فلمَّا وصل رسول الله وصاحبه المدينة سالمين فرحوا فهللوا وكبروا وأنشدوا النشيد لوصوله وكانت جموع الأنصار تهتف: "جاء نبي الله، جاء نبي الله".
وكان الأنصار يتسابقون ليحظوا بشرف استقبال رسول الله في بيته، وقد نزل الرسول في بيت أبو أيوب الأنصاري، وبوصول رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة المنورة بدأت مقومات الدولة الإسلامية بالظهور، وبدأ دين الإسلام ينتشر شيئاً فشيئاً.