حلول مشاكل التنمية الاقتصادية
حلول مشاكل التنمية الاقتصادية
ترتبط التنمية الاقتصادية في أي دولةٍ من العالم بالحالة السياسية والاجتماعية والتغلب على التحديات التي تواجه تطوير الاقتصاد وتحسينه ورفع المستوى المعيشي ومستوى الدخل للأفراد فيه، ومن أبرز هذه التحديات هي تحقيق العدالة والمساواة وحصول أفراد المجتمع على حقوقهم الأساسية.
لذا اهتم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي باتباع استراتيجيات محددة لحل مشاكل التنمية الاقتصادية التي تعاني منها عدد كبير من دول العالم أهمها القضاء على الفقر، ومن هذه الحلول:
زيادة النمو الاقتصادي في الدول التي تعاني من الحروب
تعد الحروب والصراعات السياسية الداخلية والخارجية بيئة غير مناسبة لتطوير الاقتصاد وزيادة فرص التنمية، ولا تُحل هذه النزاعات إلا بتعاون عدة أطراف مكونة من الحكومات العالمية والشركات المحلية والشركات متعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار والحصول على حياة طبيعية لجميع أفراد المجتمع.
تسبب زيادة معدلات الجريمة والعنف في حدوث ركود اقتصادي يحول دون تقدم الدولة على جميع المستويات، إذ يساهم الاستقرار طويل الأجل في زيادة فرص إقامة المشاريع التنموية ودعم المشاريع الصغيرة وجذب الاستثمارات الخارجية وحل المشكلات المحلية كالفقر والبطالة.
التعاون بين القطاع العام والخاص
يساعد التعاون بين القطاعين العام والخاص في أي دولة في حل مشكلات التنمية الاقتصادية وتطوير الاقتصاد، ويشمل ذلك المشاريع الزراعية والصناعية ومشاريع الاستفادة من مصادر الطاقة المتجددة لتجاوز التحديات التي تواجه الدولة، وذلك بتنسيق الجهود من الحكومة وشركات القطاع الخاص وتسهيل الإجراءات الاستثمارية وتقديم الموارد المتوفرة.
الاستفادة من المشاريع الكبيرة في التنمية
تساعد إقامة المشاريع الكبيرة في تقديم فوائد كبيرة تنعكس آثارها على الاقتصاد المحلي للدولة، وعلى الحكومات تحقيق أكبر استفادة ممكنة من هذه المشاريع عبر دعمها، ويمكن تلخيص ذلك بما يلي:
- وضع سياسات استراتيجية وسياسات محددة لضمان العمل في بيئة مناسبة لضمان استمرار المشروع.
- تحديد نفقات المشاريع الكبيرة وتنظيم الإيرادات والحسابات المالية لتحقيق الأهداف الاقتصادية.
- التأكد من إدارة المشاريع الكبيرة وإدارة إجراء الصفقات بين القطاعين العام والخاص وتكرار هذه الشراكة باستمرار.
- إنشاء منصات اجتماعية تهدف لتحقيق التنمية الاقتصادية وتقييم التحول التنموي في منطقة محددة.
التحول الإنتاجي في الدول النامية
تعاني بعض الدول النامية من عدم تطورها اقتصاديًا لاستمرار اعتمادها على السلع الخارجية أو استخدام الموارد المحلية بشكلٍ محدود يحول دون تحقيق أي نمو اقتصادي، لذا تحتاج هذه الدول للبحث عن موارد جديدة واستخدامها في تنويع الإنتاج وزيادة الخبرات ودعم الدولة لهذه المشاريع الجديدة، التي قد تعتبر في بداية الأمر مغامرةً مجهولة النتائج.
تعاون الحكومات مع الشركات متعددة الجنسيات
أدى التأثير الكبير لدور الشركات متعددة الجنسيات إلى اعتبارها شريكًا أساسي في عملية التنمية وحل المشكلات الاقتصادية في الدول الموجودة فيها، وذلك بالتعاون بين الحكومات والشركات وبناء ثقة متبادلة، وتحفيز هذه الشركات على الاستثمار وتسهيل الإجراءات اللازمة، كما يجب اتباع منهج للمشاركة بين القطاع العام والقطاع والخاص والشركات الخارجية.
مشكلات التنمية الاقتصادية
تعاني معظم دول العالم بنسبٍ متفاوتة من تحديات وصعوبات ومشكلات اقتصادية تؤدي إلى صعوبة تنمية الحالة الاقتصادية، ومن الأمثلة على ذلك:
- ارتفاع معدلات البطالة وزيادة الاعتماد على العمالة الخارجية.
- عدم تحقيق العدالة الاجتماعية في الحصول على الفرص وتوزيع المشاريع التنموية.
- اعتماد النمو الاقتصادي على مصدرٍ واحد أو مصادر محدودة مع تعرضها للتقلبات المستمرة.
- نقص رأس المال مما يخفض من معدلات الإنتاج المحلية.
- توقف الأنشطة السياحية والاقتصادية في الدولة عند التعرض لبعض الأزمات مثل انتشار فايروس كورونا في السنوات الأخيرة.
- ارتفاع معدلات الفقر مع زيادة النمو السكاني.
- ضعف في إدارة النظام الاقتصادي في الدولة.
مفهوم التنمية الاقتصادية
تعرّف عملية التنمية في المجال الاقتصادي على أنها محاولة الاستثمار في الاقتصاد المحلي وتحسينه وتحقيق مردود مادي تنعكس آثاره على المجتمع، ولا تقتصر التنمية على توفير الوظائف وحل مشكلة البطالة فقط بل تتوسع مجالاتها لتشمل الوصول لاقتصادٍ مستقر وقوي قادر على تخطي الصعوبات المستقبلية.
وتتحقق التنمية بالتعاون المشترك بين صانعي القرار والقطاع الخاص عبر استثمار موارد الدولة وإدارتها وامتلاك المهارات اللازمة للحصول على تأثير إيجابي من توظيف عناصر التنمية.
تعتبر التنمية الاقتصادية وسيلةً لتحقيق التنمية المجتمعية، أي جعل المجتمع مكانًا أفضل للعيش، ويتحقق ذلك بالحفاظ على الاستقرار الوظيفي وخلق فرص عملٍ جديدة، إنشاء المشاريع وتوسيع الأعمال، تشجيع المشاريع الصغيرة الجديدة ودعمها، ويعتبر القطاع الخاص المحرك الأساسي للتنمية الاقتصادية في أي دولة.