حكم من يحكم بغير ما أنزل الله
حكم الحكم بغير ما أنزل الله
أمر الله تعالى نبيه أن يحكم بين الناس بما أنزل الله عليه من الكتاب الحكيم، وذلك في قوله تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا)، ويعتبر الحكم بغير ما أنزل الله من المعاصي، إن كان لأجل موافقة الهوى، أو في حال العجز عن تطبيق الشريعة، ولم يرافقه جحود أو إنكار لحكمه-عز وجل-.
بحيث يُقر بأن حكم الله هو الأساس وهو الحق وهو الخير كله، وهذا الفعل لا يزيد على كونه ذنبًا من الذنوب ومعصية من المعاصي.
وبحال ما لو كان الحكم بغير ما انزل الله داخل في الفتيا والأحكام الشرعية، فإن تغييرها وتحريفها يعدُّ كفرًا، فمن يأخذ الربا معتقدًا أنه حرام، يختلف عمن يأخذ الربا ووهو منكر لحرمته ومعتقدًا لأنه يحل له.
متى يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرًا
تين أن الحكم بغير ما أنزل الله إن كان لمتابعة الهوى فهو من المحرمات، وفي بعض الحالات يكون الحكم بغير ما أنزل الله كفرًا، ومن هذه الحالات:
- الحالة الأولى: أن يستحل الحكم بغير ما أنزل الله، بحيث يتقصد أن يحكم بغير ما أنزل الله ويرى أن هذا الحكم مباح ولا معصية فيه ولا مخالفة للشرع.
- الحالة الثانية: أن يجحد الحكم بما أنزل الله تعالى، فيرى أن الحكم بما أنزل الله ليس له وجه من الصحة، فيجحد صحته ووجوبه عليه.
آيات في لزوم الحكم بما أنزل الله
نزلت العديد من الآيات القرآنية في بيان لزوم الحكم بما أنزل الله تعالى من القرآن الكريم، وفيما يأتي بعض هذه الآيات:
- قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ ۚ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُوا لِلَّذِينَ هَادُوا وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِن كِتَابِ اللَّهِ وَكَانُوا عَلَيْهِ شُهَدَاءَ ۚ فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلَا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَنًا قَلِيلًا ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ).
- قال تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنفَ بِالْأَنفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ ۚ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ).
- قال تعالى: (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ ۚ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ).
- قال تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ ۚ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۖ فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ ۗ وَاللَّهُ يَهْدِي مَن يَشَاءُ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).
- قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ۚ وَلَا تَكُن لِّلْخَائِنِينَ خَصِيمًا).
- قال تعالى: (أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا ۚ وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ ۖ فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُمْتَرِينَ).