حكم قول جمعة طيبة وصباح الخير
حكم قول جمعة طيبة
وردت عدّة أقوالٍ في بيان حكم قول جمعة طيبة بالنظر إلى الغاية والمقصد منها والاعتقاد فيه، وفيما يأتي بيان تلك الأقوال:
جواز قول جمعة طيبة
يجوز قول جمعة طيبة وتهنئة المسلمين بعضهم ببعض بيوم الجمعة إن كان قولها دون اعتقاد سنيّتها، فتجوز إن كانت على سبيل الدعاء وتمنيّ الخير للآخرين، وإدخال السرور على قلبه، و تأليف قلوب المسلمين على بعضها، مع الإشارة إلى عدم جواز المداومة عليها، فيوم الجمعة يوم عيدٍ للمسلمين، ورد عن الصحابيّ الجليل عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (إنَّ هذا يومُ عيدٍ، جعلَهُ اللَّهُ للمسلمينَ، فمن جاءَ إلى الجمعةِ فليغتسل، وإن كانَ طيبٌ فليمسَّ منْهُ، وعليْكم بالسِّواك).
تحريم قول جمعة طيبة
يحرّم قول جمعة طيبة والتهنئة بيوم الجمعة بأيّ قولٍ آخرٍ إن اعتقد القائل أنّها سنةٌ عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-، فإنّ الاعتقاد بأنّها سنةٌ بدعةٌ محدثةٌ في الدِّين، ويحرم الابتداع والتشريع فيه، أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ)، واستدلالاً أيضاً بأنّ التهنئة بيوم الجمعة لم ترد عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام- ولا عن الصحابة -رضي الله عنهم- رغم أنّهم كانوا عالمين بفضيلة يوم الجمعة، وقد كانوا أحرص الناس على اتّباع سنةّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-.
حكم قول صباح الخير
يجوز قول صباح الخير دون أيّ بأسٍ أو حرجٍ أو إثمٍ، مع الإشارة إلى أنّ الأفضل والأولى إلقاء السلام والتحية بما ورد في الشريعة الإسلامية، استدلالاً بما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (السلامُ قبلَ السُّؤالِ، فمَنْ بدأكُمْ بالسُّؤالِ قبلَ السلامِ فلا تُجِيبُوهُ)، ويجب على مَن أُلقيَ عليه السلام أن يردّ على مَن ألقاه، قال الله -تعالى-: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا)، فأمر الله -تعالى- بردّ السلام، وقال ابن كثير في تفسير الآية السابقة: " أي إذا سلّم عليكم المسلم فردّوا عليه أفضل ممّا سلّم، أو ردّوا عليه بمثل ما سلّم، فالزيادة مندوبةٌ والمماثلة مفروضةٌ".