حكم ذبح الأضحية بنية الشفاء
حكم ذبح الأضحية بنية الشفاء
إذا كان الذبح لله -تعالى-، وقصد بهذا الذبح أن يتصدق من اللحم على الفقراء والمساكين، فلا حرج في ذلك؛ أي لا حرج بالصدقة عن المريض بنية الشفاء، لعموم الأدلة الدالة على أن الصدقة لها فضل عظيم، وأنها تدفع البلاء، وتطفئ الخطيئة، وتدفع ميتة السوء، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (الصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار).
كما أن هناك بعض الأمراض التي تحدث للشخص بسبب ذنب أذنبه؛ فالصدقة تطفئ هذه الخطيئة، وعندما يتصدق أهل المريض عنه يزول سبب الخطيئة، وعندها يزول سبب المرض، أو أن الصدقة تكتب له بها حسنات، فينشط بها قلب المريض، ويخفف بها ألم مرضه؛ فالصدقة تدفع بها الأسقام، وتُشفى بها الأمراض، وهي علاج نافع مفيد بإذن الله.
والطب نوعان جسماني وروحي، فأرشد النبي -صلى الله عليه وسلم- إلى مداواة المرضى بالصدقة، ونبه على القرب من الأشياء التي تتصل بها كإغاثة الملهوف، وإغاثة المكروب، وهذه الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية؛ فالرسول -عليه الصلاة والسلام- طبيب القلوب، دلنا على الطريق الصحيح وعلى دواء القلوب، ودواء الأمراض، وما يدفع عنا البلاء والنقم، ويجلب لنا الأرزاق والنعم.
تعدد النيات في الصدقة
حكم الجمع بين نية الأضحية والعقيقة، هذه المسألة فيها تعدد أقوال بين الفقهاء على قولين أحدهم من أجازها كما هو مذهب أحمد -رحمه الله- ومن وافقه من العلماء، وأحدهم من قال أنها غير جائزة؛ لأن المقصود منها مختلف.
والأضحية هي فداء عن النفس، والعقيقة فداء عن الطفل، فلا يوجد تداخل بينهما، والأخذ بهذا الرأي هو الأولى لمن كانت لديه مقدرة وسعة، فمن لم تكن لديه مقدرة ولا يستطيع فالأخذ بمذهب أحمد وهو الأولى.
قال الفقهاء بجواز تعدد النيات إذا كانت الصدقة لوجه الله -تعالى-، ونوى الإنسان بهذه الصدقة الشفاء سواءً له أو للغير، وهذا مما لا مانع فيه عندهم، ويعتمد ذلك أيضاً على مقدرة الإنسان أيضاً كما ورد ذكره سابقاً.
النية في الأضحية
يشترط لمن أراد أن يضحي، عند شراء البهيمة أن ينوي أنها أضحية، ولا بد من النية؛ لأن الأضحية عبادة، والعبادة لا تصح إلا بالنية، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ أن ما نوى)،فلا بد من النية في كل الأعمال حتى نميز العمل الذي نعمله لوجه الله تعالى عن غيره وكذلك هي الأضحية.
العبادة تحصل إذا قصدت الله -عز وجل- في ذلك، فإن التعظيم بالفعل بدون قصد المعظم محال، فيجزم الإنسان بأن المُعظم الذي قُصد بالكرامة، دون من انتفع بها بغير قصد، والنية في الذبح شُرطت لأنها أحياناً تكون للأكل، وتغذية الأبدان، ونادراً ما تُفعل لوجه الله تعالى، فتكون النية تمييزاً لذبح القربة عن غيرها من الذبائح، والفعل لا يقع قربة إلا بالنية وبه تتعين.