حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة
حكم حلق اللحية في المذاهب الأربعة
للمذاهب الأربعة أقوال في حُكم حلق اللحية، وتالياً بيانها:
حُكم حلق اللحية في المذهب الشافعي
يرى الشافعيّة بأنَّ حلق اللحية مكروه؛ وقد بيّن الإمام النووي -رحمه الله- أنَّ أهل العلم ذكروا عشر خِصالٍ مكروهةٍ، ومنها حلق اللحية وذلك خاصٌ بالرجل، أمَّا بالنسبة للمرأة فَيُستحبُ [١] أن تحلقَ شعرَ اللحية إن نبت لها، أمّا بالنسبة لإطلاق اللحية وما قد يرِد من تعارض بين النصوص التي تأمر بإطلاقها وعدم الأخذ منها، والنصوص التي تدلُ على أنَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يأخذُ من لحيته طولاً وعرضاً؛ فيدلُ ذلك على أنَّ إعفاء اللحية حُكمه الندب، والأمر الوارد في نصوص النهي يدلُ على كراهة حلق اللحية.
حُكم حلق اللحية في المذهب الحنفي
قال الحنفيّة بكراهة حلق اللحية على التحريم، وقالوا أنَّ السُنة في اللحية أنْ تكونَ بمقدار قبضة اليد، ولا يجوزُ أن يُأخذ منها لتصبح أقل من ذلك أو أخذ اللحية كاملة.
حُكم حلق اللحية في المذهب المالكي
قال المالكيّة بحُرمة حلق اللحية للرجل؛ ويجوزُ أن يُأخذ من اللحية إن كانت طويلة بشكلٍ يخالف المُعتاد؛ لأنَّها قد تكون ذات منظر في شيء من القُبح، فالأخذ من الزائد لتحسين هيئتها يعتبرُ مندوباً.
حُكم حلق اللحية في المذهب الحنبلي
يرى الحنابلة بأنَّ حلق اللحية مُحرّم؛ وقالوا بأنَّ على الرجل إعفاء اللحية وعدم الأخذ منها ما لم يكن طولها بصورة كبيرة، وقالوا أيضاً بجواز الأخذ من اللحية إن زادت عن قبضة اليد منها.
إشارة مهمة
بعدَ النظر في أقوال المذاهب الأربعة في حُكم حلق اللحية، لابُدَّ من الإشارة إلى أنَّ كلُ الأقوال السابقة هي في الأحوال الطبيعيّة؛ أمَّا إن كان إعفاءُ إطلاق اللحية يُسبب مشاكلَ عائلية أو في جوانب العمل؛ فعلى الرجل أن يُخبر أهل العِلم والاختصاص في ذلك، لأنَّ كُل حالة وكُل ظرف يُقدّر حسبَ معطياته.
حُكم حلق الشارب في المذاهب الأربعة
للمذاهب الأربعة أقوال في حُكم حلق الشارب، وآتياً بيانُ ذلك:
حُكم حلق الشارب في المذهب الشافعي
قال الشافعيّة بأنَّ حفَّ الشارب من أصله مكروه؛ وبأن المقصود بما في ورد السُنة النبويّة من حفِّ الشارب؛ هو أنَّ يتم حف ما يأتي على أطراف الشَّفة؛ ويُستحب قصُّ الشارب.
حُكم حلق الشارب في المذهب الحنفي
قال الحنفيّة بأنَّ حلق الشارب من السُنة، ومن الأفضل أن تكونَ هيئة القص بالأخذ من الطرف الأعلى للشَّفة العُليا.
حُكم حلق الشارب في المذهب المالكي
استدل المالكيّة على حُكم حلق الشوارب بقول النبيَّ -صلى الله عليه وسلم-: (أَحْفُوا الشَّوارِبَ وأَعْفُوا اللِّحَى)، وقالوا بأنَّ الأمر للوجوب، أي قص الشارب، وأمَّا بالنسبة لحلقه فإنَّ ذلك منهيٌ عنه.
حُكم حلق الشارب في المذهب الحنبلي
يرى الحنابلة بأنَّ الأفضل هو قصُّ الشارب وإعفاءُ اللحية، وذلك اقتداءً بالنبي -صلى الله عليه وسلم-.