حكم التشقير
حكم تشقير الحواجب
يُقصد بتشقير الحواجب : صبغ كامل شعر الحاجبين بلونٍ يُماثل لون البشرة، ثمّ رسمهما بالقلم بشكل رقيق، أو صبغ أعلى الحاجب وأسفله، وترك وسطه دون صبغة بُغية إظهاره رقيقاً، وتعدّ هذه المسألة من المسائل المعاصرة التي تعددت آراء العلماء في حكمها، وذلك كما يأتي:
الرأي الأول: حرمة تشقير شعر الحاجبين
ذهب أصحاب هذا الرأي إلى القول بحُرمة تشقير شعر الحاجبين وذلك لعدّة أسباب، نذكرها فيما ياتي:
- أوّلها: إنّ تشقير شعر الحاجبين يشبه النّمص المحرّم في الشّرع.
- ثانيها: إنّ تشقير شعر الحاجبين فيه تغيير للخِلقة التي خُلِق الإنسان عليها، حيث قال الله -تعالى-: (وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ).
- ثالثها: إنّ تشقير شعر الحاجبين قد يحمل في طيّاته ضرراً على الجسم أو الشعر، حيث قال الله -تعالى-: (وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ)، وقال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (لا ضررَ ولا ضِرارَ).
- رابعها: إنّ الغاية المرجوّة من تشقير شعر الحاجبين هي ذاتها في النّمص.
الرأي الثاني: جواز تشقير شعر الحاجبين
ذهب أصحاب هذا الرّأي إلى القول بجواز تشقير شعر الحاجبين، وذلك لانتفاء دليل تحريم ذلك في كلّ من القرآن الكريم والسنّة النّبويّة، فيبقى الأصل في هذه المسألة الجواز، فقد قال الله -تعالى-: (قُل مَن حَرَّمَ زينَةَ اللَّـهِ الَّتي أَخرَجَ لِعِبادِهِ)، إلّا أنّه لا بدّ من توافر أربعة شروط لجواز تشقير شعر الحاجبين:
- أوّلها: الابتعاد عن تشقير شعر الحاجبين باللون الذي ورد النّهي عنه وكراهته؛ وهو اللّون الأسود.
- ثانيها: انتفاء التّشبه بغير المسلمات الذي قد ينجم من تشقير شعر الحاجبين، وذلك لقول رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: (من تشبَّهَ بقومٍ فهو منهم).
- ثالثها: انتفاء النّمص مع التشقير لحُرمته، وثبوت الدّليل على منعه والنّهي عنه.
- رابعها: انتفاء الضّرر الصحيّ الذي قد يُرافق تشقير شعر الحاجبين.
حكم صبغ حواجب المرأة
يجوز للمرأة أن تصبغ شعر حاجبيها بالألوان الصِّناعيّة المختلفة، وذلك لأمرين: أوّلهما انتفاء الدّليل على تحريم ومنع المرأة من ذلك، وثانيهما كون صبغ شعر الحاجبين للمرأة يُشبه صبغ شعر الرّأس، وتجدر الإشارة إلى ضرورة الابتعاد عن اللّون الأسود لورود النهي عنه في الأحاديث.
حكم صبغ الشعر بالأشقر
يجوز للمرأة صبغ شعرها بمختلف ألوان الصّبغات سواء كانت على طهارة أم لا، وذلك لانتفاء دليل تحريم ذلك، ولأنّ شعرها لا يراه أحد سِوى محارمها، إلّا أنّه يُشترط لجواز ذلك الابتعاد عن صبغه باللّون الأسود،
وتجدر الإشارة إلى أنّ هناك بعض أنواع الصّبغات لا يكون لها جرم يمنع من وصول الماء إلى ذات الشّعر؛ كالحناء، فلا يُشترط إزالتها عند الوضوء أو الغُسل، ومنها ما يكون لها جرم يمنع من وصول الماء إلى ذات الشّعر، فيُشترط إزالتها عند الوضوء أو الغُسل؛ وذلك لأنّ الطّهارة لا تكون صحيحة إلّا بوصول الماء إلى كلّ جزءٍ من أجزاء البشرة.